لماذا يلقي الديمقراطيان ساندرز وكورتيز طوق نجاة لبايدن؟ | سياسة
قال السياسي الأميركي البارز بيرني ساندرز إنه سيبذل كل ما في وسعه لمساعدة الرئيس الأميركي جو بايدن للفوز بولاية رئاسية ثانية، وعلى المنوال نفسه وجد بايدن تأييدا قويا من النائبة الديمقراطية التقدمية ألكساندرا أوكازيو كورتيز.
وأضاف ساندرز أنه على الرغم من خلافاته مع بايدن بشأن العديد من القضايا -من أبرزها حرب إسرائيل التي يصفها بالمروعة ضد الشعب الفلسطيني- فإنه يرى أن بايدن هو الرئيس “الأكثر فعالية” في تاريخ الولايات المتحدة الحديث والمرشح الأقوى لإلحاق الهزيمة بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ويعتقد ساندرز -وهو أحد كبار أعضاء مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت- أن الوقت قد حان لكي يتعلم الأميركيون الدرس من القوى التقدمية والوسطية في فرنسا التي على الرغم من الخلافات السياسية العميقة تضافرت لهزيمة التطرف اليميني بقوة في الانتخابات التشريعية الأسبوع الماضي.
يختلف معه بشدة
وعدّد السيناتور الأميركي في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” جوانب من اختلافه مع الرئيس بايدن، قائلا إنه يختلف معه بشدة في دعمه حرب إسرائيل المروعة في قطاع غزة، مشددا على أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تقدم لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة 5 بنسات في ظل استمرارها بالتسبب في أسوأ الكوارث الإنسانية بالتاريخ الحديث.
وأكد أن خلافاته مع الرئيس الأميركي لا تقتصر على حرب غزة وقانون الرعاية الصحية المعروف باسم “أوباما كير” فقط، ومع ذلك فهو يرى أن بايدن -رغم كبر سنه وعثراته وهفواته وتصلبه في المشي ورغم أنه قد لا يكون المرشح المثالي- سيكون ويجب أن يكون مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
البديل غوغائي وكذاب
وأوضح ساندرز أنه يتفهم شعور الديمقراطيين بالارتباك عندما يضطرون لشرح زلات الرئيس وأخطائه في ذكر الأسماء، لكنهم لا يجدون أنفسهم مرغمين على تفسير تصرفات مرشح أدين في 34 جناية ويواجه اتهامات يمكن أن تؤدي إلى عشرات الإدانات الإضافية، والذي حكم عليه بتعويض قدره 5 ملايين دولار بعد إدانته بارتكاب اعتداء جنسي، في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي يصفه بـ”الغوغائي والموبوء بالكذب”.
وبإمكان أنصار بايدن -والحديث لا يزال للسيناتور الأميركي- أن يتحدثوا بفخر عن رئيس ديمقراطي جيد ومحترم يتمتع بسجل حافل بالإنجازات الحقيقية، والذي ساعدت خطته للإنقاذ في إعادة بناء الاقتصاد خلال جائحة “كوفيد-19” بأسرع مما توقع الاقتصاديون.
أوكازيو كورتيز
وعلى المنوال نفسه، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقال رأي لمراسلها الاقتصادي في البيت الأبيض جيف شتاين تطرق فيه إلى التأييد الذي حصل عليه بايدن من اثنين من أبرز أعضاء الكونغرس الديمقراطيين وهما بيرني ساندرز وألكساندريا أوكازيو كورتيز.
وقال إن ساندرز والنائبة الديمقراطية في مجلس النواب عن دائرة برونكس في نيويورك قدما دفاعا قويا عن الرئيس “المتعثر” ومنحاه غطاء سياسيا هو في أمسّ الحاجة إليه الآن.
ونقل شتاين في مقاله عن مقربين لعضوي الكونغرس أن تأييد ترشيح بايدن والإستراتيجيات التي توضع في السر جهود تنم عن حسابات دقيقة بأن الرئيس يمثل “أفضل بارقة أمل” لتعزيز السياسات الليبرالية التي من شأنها أن تنعش حظوظه السياسية.
وكشف عن أن النائبة الديمقراطية تحدثت سرا مع مسؤولين في البيت الأبيض من أجل دفع الحكومة إلى التدخل أكثر بغية إيجاد حلول للعديد من القضايا، ولا سيما في قطاع الإسكان الذي يشكل مصدر قلق كبير للناخبين الشباب.
احتياجات الطبقة العاملة
وأضاف شتاين نقلا عن أحد الأشخاص -لم يذكر اسمه- أن أوكازيو كورتيز وجهت رسالة واضحة ومباشرة إلى بايدن في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي نصحته فيها بأن أفضل ما ينبغي عليه عمله للفوز في نوفمبر/تشرين الثاني هو “طرح أجندة تتناول احتياجات الطبقة العاملة”.
وتوقع مراسل الصحيفة للشؤون الاقتصادية في مقاله أن يواصل ساندرز وأوكازيو كورتيز حث بايدن على تأييد تشكيلة واسعة من مواقفهما السياسية، وهي إستراتيجية تحمل في طياتها مخاطر واضحة لكلا الطرفين (الرئيس وعضوا الكونغرس).
وإذا خسر بايدن الانتخابات فإن أي وعود سياسية يطلقها لن تكون ذات أهمية، بحسب شتاين الذي أشار إلى وجود انشقاقات بين الديمقراطيين، حيث يريد معظمهم من الرئيس الانسحاب من السباق استنادا إلى استطلاع للرأي أجرته واشنطن بوست بالتعاون مع قناة “إيه بي سي نيوز” وشركة “إبسوس” لأبحاث السوق.
المصدر : الصحافة الأميركية + نيويورك تايمز + واشنطن بوست