تأجيل عودة مركبة بوينغ الفضائية إلى الأرض لأجل غير مسمى | علوم
أجّلت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عودة مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة “بوينغ” إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية للسماح بمزيد من الوقت لمراجعة بعض المشاكل الفنية التي ما زالت تواجهها.
وجاء ذلك على خلفية تأخير متكرر أطال مدة مكوث رواد الفضاء الذين كان من المقرر عودتهم إلى الأرض في البداية في 14 يونيو/حزيران، ثمّ تأجلت إلى 26 من نفس الشهر، ثمّ أخيرا أعلنت الوكالة تأجيل العودة إلى أجلٍ غير مسمى.
وأفادت “ناسا” في بيان لها أنّ مسؤولي المهمة يعملون على تقييم الوقت المناسب للعودة بعد أن أتم رائدا الفضاء الأميركيين “بوتش ويلمور” و”سوني وليامز” مهمتي سير في الفضاء الخارجي خارج محطة الفضاء الدولية في 24 يونيو/حزيران والثاني من يوليو/تموز.
وكانت مركبة الفضاء “ستارلاينر” المأهولة قد انطلقت إلى محطة الفضاء الدولية في الخامس من يونيو/حزيران المنقضي بنجاح بعد محاولتي إطلاق باءتا بالفشل بسبب مشاكل تقنية، وتمثّل هذه الرحلة نقطة تحوّل محورية لصالح “بوينغ”، إذ تسعى عملاق صناعة الطيران إلى انتزاع شهادة الاعتماد التي تخوّل “ستارلاينر” من إجراء رحلات “ناسا” المأهولة في المستقبل. وقد عقّب مدير برنامج طاقم الوكالة التجاري “ستيف ستيتش” على ذلك قائلا في تصريحات صحفية: “نحن نأخذ وقتنا الكافي ونلتزم بإجراءات إدارة المهمة المعتادة لدينا”.
مشاكل فنية في محركات الدفع تعيق رحلة العودة
واجهت مركبة “ستارلاينر” مشاكل عدّة خلال مهمتها الأولى من نوعها، وشمل ذلك 5 أعطال في محركاتها الدافعة البالغ عددها مجتمعة 28 محركا، كما لوحِظ وجود تسريبات لغاز الهيليوم. ورغم هذه التحديات، أشار “ستيتش” إلى أنّ المركبة الفضائية تعمل بشكل جيد بينما هي مستقرة وملتحمة بمحطة الفضاء الدولية، وأنّ الوقت الإضافي سيمنح المزيد من المعاينة والمراجعة للتأكد من سلامة النظام.
ويُذكر بأنّ أعطال محركات الدفع، دفعت كلا من “ناسا” و”بوينغ” إلى إجراء اختبارات أرضية إضافية في ميدان تجارب الصواريخ “وايت ساندرز” في نيو مكسيكو. وتهدف مثل هذه الاختبارات إلى التحقيق في نفس النوع من محركات الدفع الموجودة حاليا في مركبة الفضاء.
وأوضح “ستيتش” خلال المؤتمر المنعقد مؤخرا: “ستكون هذه الفرصة حقيقية لفحص محركات الدفع، التي تحدث على نهج مماثل لتلك الموجودة في الفضاء، وسيكون إجراء تفصيليا شاملا”. وقد ظهرت مشكلة المحركات في وقت سابق قبيل التحام المركبة بالمحطة الفضائية، إذ تأخرت عملية الالتحام حينها مدة ساعة، وهذا ما دفع “بوينغ” إلى معالجة الأمر من خلال تعديل برنامج نظام الدفع لجعل 4 من المحركات تعمل مجددا.
وكان من المقرر أن تستمر الرحلة الفضائية المأهولة لحوالي 8 أيام فقط، إلا أنّ الإجراءات الحالية دفعت المسؤولين إلى التأخير الاضطراري، كما نفى المسؤول العام لبرنامج “ستارلينر” “مارك نابي” أنّ المركبة الفضائية وطاقهما عالقون كما أشيع، مؤكدا على أنه لا يوجد أيّ مخاطر عليهم.
آفاق وتطلعات لمنافسة سيبس إكس
ولا تمثل المشكلة الفنية الأخيرة الحلقة الأولى من المشاكل التي أصابت برنامج “ستارلينر”، فقد واجه المسؤولون سلسلة من المشاكل على مستويات عدّة، منها البرمجيات والتصميم ومشاكل إدارية مع المتعهدين المسؤولين عن تزويد بعض القطع، وهذا ما أدى إلى تجاوز تكاليف المشروع 1.5 مليار دولار من أصل صفقة أبرمتها الشركة مع “ناسا” بقيمة 4.5 مليارات دولار عام 2014.
ورغم هذه النكسات المستمرة، فإنّ “ناسا” ما زالت ملتزمة بجعل “ستارلينر” مركبة فضائية مثالية قادرة على إنجاز مهام الفضاء بجانب مركبة “دراغون” التابعة لشركة “سبيس إكس” والتي دخلت هي الأخرى في مجال رحلات الفضاء المأهولة بنجاح منذ عام 2020.