أوريان 21: قمع متصاعد ضد داعمي فلسطين في مرسيليا | سياسة
يشعر أنصار فلسطين في مدينة مرسيليا الفرنسية بقلق كبير بسبب استخدام الإجراءات القانونية كأداة للقمع السياسي، وذلك بعد رفع جامعة “إيكس مرسيليا” دعوى قضائية على أحد طلابها بتهمة التشهير وإعداد منشور في حرمها، واحتجاز الشرطة للمتظاهرين مدة 48 ساعة تقريبا بتهمة عرقلة حركة المرور على الطرق.
هكذا لخص موقع “أوريان 21” مقالا للصحفية المتخصصة بشؤون حوض البحر الأبيض المتوسط صوفي بوتيير دماهي استعرضت فيه بعض ما يتعرض له أنصار فلسطين في مدينة مرسيليا من قمع، منطلقة من حادثة جرّ إدارة جامعة إيكس مرسيليا أحد الطلاب إلى العدالة بسبب ما عدّته إساءة استخدام لشعارها على منشور.
وتلقى طالب الماجستير فرانسوا استدعاء من الشرطة يوم 6 يونيو/حزيران، ليُفاجأ بأن إدارة الجامعة قدمت شكوى ضده بتهمة التشهير، إضافة إلى محاكمة تأديبية، وقال “في نظري، من الواضح أن ما يحدث قمع سياسي”.
وذكرت الصحفية أن المتظاهرين والمحامين في مرسيليا يشعرون بالقلق من استغلال الإجراءات القانونية ضد التحركات الداعمة لفلسطين، حتى إن منظمة العفو الدولية حثت فرنسا على “التخلّي عن ردود الفعل القمعية على المسيرات العفوية المتضامنة مع فلسطين”.
الملاحقات القانونية في الجامعة
وانتقد وفد محلي مشترك بين نقابات التعليم العالي موقف جامعة إيكس مرسيليا، قائلا “إن دعوات رئيس الجامعة إيريك بيرتون للوحدة والحياد أقرب إلى الدعوة لعدم الحديث عن أي شيء. إذا اختارت جامعة إيكس مرسيليا الصمت والرقابة والقمع فلن يكون هذا خيارنا”.
وبعد تمرير اقتراح ينص على حرية الاتصال والتجمع في حرم الجامعة، أصدرت الإدارة بيانا صحفيا لإبطاله، مشيرة إلى “مضايقة” قام بها طلاب يزعم أنهم عطلوا التصويت. يقول فرانسوا “إنه أمر سخيف، الجامعة مكان للنقاش السياسي، ثم كيف يكون لرئاسة الجامعة الحق، من وجهة نظر قانونية، في القول إن تصويت اتحاد قوى المقاومة قد عفا عليه الزمن؟”.
إدانة الرقابة على قضية فلسطين
وقام الطالب بعد ذلك، بالتعاون مع ناشطين آخرين من لجنة النضال، بإعداد منشور “لإدانة الرقابة على قضية فلسطين”، ووضع عليه شعارا مقتبسا من جامعة إيكس مرسيليا، “ملتزم اجتماعيا.. من أجل الحرب”، مصحوبا برسوم للقنابل حول الشعار من أجل “إدانة روابط الجامعة مع المجمع الصناعي العسكري الفرنسي”.
وطلب أحد رجال الأمن من المجموعة مغادرة المبنى لأن اللوائح الداخلية تحظر إعداد المنشورات في الحرم الجامعي. يقول فرانسوا “قام وكيل إداري بالتقاط صورة لي مع المنشور، ومنذ تلك اللحظة قام إيريك بيرتون ببناء قضية سياسية ضدي وضد أوديل الذي يظهر معي في الصورة”، وانطلقت أول محاكمة داخلية باستدعاء فرانسوا وأوديل أمام المجلس التأديبي.
في هذه الأثناء، جرى الإعداد لاحتلال مدرج في حرم جامعة سان شارل في مرسيليا تضامنا مع غزة. ودعت رئاسة الجامعة الشرطة لإخراج الطلاب المحتلين، قبل تقديم شكوى ضد فرانسوا بتهمة التشهير، حيث اتهمت الجامعة طلابها بالإضرار بسمعتها من خلال اختلاس شعارها.
ديناميكيات تتوسع
وأشار التقرير إلى أن التحركات التضامنية مع فلسطين لا تزال تتوسع بعد 9 أشهر من المظاهرات الأولى المحظورة في وسط مرسيليا، إذ جاء دور طلاب “كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية” في المدينة لاتخاذ إجراء للاعتراض على سياسة إدارة الكلية. وقد رفع حوالي 10 طلاب لافتة كتب عليها “موقف لا يمكن الدفاع عنه، مؤسسة مذنبة”، في إشارة إلى الإغلاق الإداري لحرم كوندورسيه في باريس بعد تدخل الشرطة لطرد الطلاب الذين احتلوه.
وكبادرة استرضاء، أطفأت بلدية مرسيليا مساء 29 مايو/أيار أنوارها “تخليدا لذكرى جميع الضحايا المدنيين في غزة”؛ بعد بث صور الهجوم الإسرائيلي على مخيم للاجئين في رفح على شبكات التواصل الاجتماعي.