تركيا تحقق بمنشورات تحرض على اللاجئين وأحداث قيصري تشعل الغضب بشمال سوريا | أخبار
1/7/2024–|آخر تحديث: 1/7/202411:56 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال رئيس المكتب الإعلامي في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن الحكومة التركية تتابع عن كثب التحريض المستمر الذي يزيد هوة التوتر في البلاد على حساب اللاجئين السوريين، بينما اندلعت مظاهرات احتجاجا على أعمال عنف طالت مصالح سوريين في ولاية قيصري التركية.
وأضاف أن بعض الجهات المعادية لتركيا تحاول إثارة الفوضى عبر الأنشطة التحريضية التي تهدف لاختبار النظام العام في بلادنا، لكنها لن تنجح في تحقيق أهدافها بزعزعة استقرارنا.
وشدد على أن الجهات المعنية في الدولة تقوم بالتنسيق مع المكتب الإعلامي التابع للرئاسة، بمتابعة العمل على مدار الساعة لمواجهة الادعاءات الكاذبة، والمعلومات المضللة المتعمدة، والأخبار الزائفة التي تُنشر على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى استفزاز المواطنين.
وأكد أن السلطات تواصل تحقيقاتها بشأن انتشار المنشورات التي تحرض على الكراهية ضد اللاجئين السوريين.
من جهته، قال وزير الداخلية علي يارلي كايا إن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقا بشأن 79 ألف حساب نشرت 343 ألف تغريدة على منصة إكس عن أحداث قيصري ليلة أمس، وتبين أن 37% من هذه الحسابات كانت حسابات وهمية، و68% من المنشورات كانت تهدف إلى التحريض ضد السوريين.
وأعلن كايا توقيف 67 شخصا يشتبه باعتدائهم على أملاك للسوريين في ولاية قيصري التي شهدت أعمال شغب عقب ادعاءات بتحرش سوري بطفلة سورية من أقاربه.
واختتم بأنهم “لن يتساهلوا قط مع من ينشرون منشورات استفزازية تهدد أمن واستقرار تركيا وتنشر خطاب الكراهية”.
مناطق في الشمال السوري تشهد احتجاجات غاضبة من اعتداءات وقعت على لاجئين سوريين بولاية قيصري التركي أمس#تركيا #سوريا pic.twitter.com/0Fs5FVnuES
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 1, 2024
احتجاجات غاضبة
وفي شمال سوريا، أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن مظاهرات متفرقة خرجت في عدة مناطق ضمن سيطرة المعارضة السورية المسلحة تنديدا بما تعرض له اللاجئون السوريون في ولاية قيصري مساء أمس الأحد على يد متظاهرين أتراك.
وطالب المحتجون السوريون الحكومة التركية بحماية اللاجئين السوريين في بلادها ومنع أي اعتداءات عليهم.
وهاجم محتجون غاضبون بعض المؤسسات الحكومية والتركية وأضرموا فيها النار، كما اعترض آخرون طريق عدد من الشاحنات التجارية التركية أثناء عبورها في بعض المناطق بريف حلب.
وفي مدينة عفرين بريف حلب الشمالي تبادل مسلحون مجهلون إطلاق النار مع القوات التركية، مما أدى لوقوع إصابات بين الجانبين، كما أفادت مصادر محلية سورية.
من جهته، دعا الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة، اليوم الاثنين، السوريين في المناطق المحررة إلى “تجنب الانجرار وراء أصحاب الفتن الذين يسعون لتخريب المؤسسات”، مشيرا إلى أنها “ملك للسوريين أنفسهم”.
وأضاف “نحن على تواصل مع الجانب التركي الذي أكد لنا اهتمام المؤسسات بمحاسبة المخربين الذين اعتدوا على السوريين وأملاكهم، وقد لاحظنا ذلك من خلال تصريحات الرئيس التركي ووزير الداخلية الذين أدانوا هذه الأفعال وأكدوا على محاسبة الفاعلين واتخذوا الإجراءات اللازمة”.
وفي السياق نفسه، أصدرت فعاليات ثورية وأخرى مدنية في إدلب بيانات استنكرت فيها الاعتداءات التي طالت اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا.
بدورها، قالت الخارجية التركية إن من الخطأ توظيف الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة قيصري كأساس لأعمال تحريض خارج الحدود.
وأضافت في بيان أن موقف تركيا المبدئي وجهودها من أجل سلامة الشعب السوري فوق أي تحريض.
خطاب الكراهية
وفي وقت سابق الاثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “الخطاب المسموم للمعارضة” هو أحد الأسباب وراء أحداث العنف التي استهدفت لاجئين سوريين في مدينة قيصري (وسط تركيا) مساء أمس، إثر مزاعم بتحرش سوري بطفلة.
وأضاف أردوغان -في كلمة خلال الاجتماع التشاوري مع الإدارات المحلية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة- أنه من العجز اللجوء للكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
وأضاف “لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع.. الخطاب المسموم للمعارضة أحد أسباب الأحداث المحزنة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري أمس”.
وتابع “لا يمكننا قبول أعمال التخريب وإضرام النار في الشوارع. نحن لم نكن هكذا من قبل، ولن نكون كذلك. إن التمييز والتهميش لم ولن يجدا مكانا في سياسات حزب العدالة والتنمية، كما أنه لا يمكن لنا أن نتقدم أو نحقق هدفا من خلال معاداة الأجانب في المجتمع أو ممارسة العنصرية أو اللجوء لاستخدام لغة الكراهية ضدهم”.
أحداث متكررة
يشار إلى أن أعمال عنف مرتبطة بكراهية الأجانب وقعت في تركيا، التي تستضيف نحو 3.2 ملايين لاجئ سوري، عدة مرات في السنوات الأخيرة، وعادة ما تثيرها شائعات تنتشر على مواقع التواصل وتطبيقات الرسائل النصية.
ففي أغسطس/آب 2021 مثلا، استهدفت مجموعات من الأشخاص أعمالا تجارية ومنازل لسوريين في العاصمة أنقرة، بعد خلاف أدى إلى مقتل شخص يبلغ من العمر 18 عاما.