بعد وفاة مئات الحجاج في حرارة الصحراء الحارقة خلال موسم الحج السنوي إلى مكة، أعلنت الحكومة المصرية يوم السبت أنها علقت تراخيص 16 شركة سياحية سهلت سفر بعض الحجاج إلى المملكة العربية السعودية.
ولقي ما لا يقل عن 450 شخصا حتفهم خلال موسم الحج هذا العام، حيث عانى المسافرون من درجات الحرارة القصوى والتي تراوحت من 108 درجة إلى 120 درجة فهرنهايت (42 إلى 49 درجة مئوية). لكن من المتوقع أن يرتفع العدد الفعلي للوفيات مع حصول الحكومات على إحصائيات أكثر دقة للوفيات. (مصر، على سبيل المثال، اعترفت رسميًا بـ 31 حالة وفاة فقط).
وفي إعلانها عن تعليق عمل شركات السفر الـ16، قالت الحكومة المصرية إن الشركات فشلت في تقديم خدمات مهمة للحجاج مثل الرعاية الطبية. وقالت إن الشركات لم توفر “السكن المناسب” للحجاج مما جعلهم يعانون من “الإرهاق بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.
وذكرت رويترز أن بعض وكالات السفر ربما لم تقم بالتسجيل رسميًا للحج، للالتفاف على التكاليف المرتفعة للرحلات السياحية. وقالت رويترز إن اللوم يقع على الشركات لأنها سمحت للحجاج بالسفر إلى المملكة العربية السعودية بتأشيرات شخصية، بدلا من تأشيرات الحج، التي توفر الوصول إلى الرعاية الطبية والأماكن المقدسة.
وقال محمود قاسم، عضو البرلمان المصري، إن شركات السفر “تركت الحجاج عالقين وأغلقت هواتفهم المحمولة” حتى لا يتمكنوا من سماع نداءات مساعدة المسافرين.
وكانت هناك أيضًا شكاوى من عدم حصول الحجاج على ما يكفي من محطات التبريد أو الماء وسط الحرارة الشديدة.
وكان من الممكن أن يكون عدد الزوار غير المسجلين – بالإضافة إلى حرارة الصحراء الشديدة – قد ترك المملكة العربية السعودية غير مستعدة للتعامل مع مثل هذا التدفق الكبير من الناس.
قالت الحكومة التونسية إن عدد القتلى من الحجاج من هذا البلد من المتوقع أن يرتفع من 49 يوم الجمعة، حيث أصبح عدد الأشخاص الذين يسافرون بتأشيرات سياحية أكثر وضوحًا.
وشهد الحج العديد من المآسي، بما في ذلك التدافع الذي وقع عام 2015 وأدى إلى مقتل أكثر من 2200 شخص. وفي السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تعرض العديد من الحجاج أيضًا للإجهاد الحراري.
وقالت الحكومة السعودية إنه خلال موسم الحج هذا العام، سافر أكثر من 1.8 مليون مسلم إلى مكة، 1.6 مليون منهم من خارج المملكة العربية السعودية.
ساهمت هاجر الحكيم في إعداد التقارير من الأقصر، مصر.
