كتاب إسرائيليون يدعون لإنهاء الحرب على غزة والموافقة على صفقة التبادل | أخبار
هيمنت التطورات في صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار على اهتمامات جميع الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، مع تصاعد المطالبات بالتوصل لهذه الصفقة، وتأجيل اجتياح رفح في ضوء تصاعد جهود الوساطة المصرية بهذا الخصوص.
وحضرت -أيضا- قضية تخوف الاحتلال من إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال دولية بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي.
من ناحية ثانية، لم تغب قضية انتشار الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية -للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة- عن تغطية الصحافة الإسرائيلية.
وفي مقال افتتاحي في صحيفة يديعوت أحرنوت، وفي عنوان لافت “حان الوقت لإنهاء هذه الحرب” أكد الكاتب شمعون شيفر أنه “بعد أكثر من 200 يوم من القتال يعدنا نتنياهو وغانتس بأن المعركة في رفح ستهزم حماس” مشيرا إلى أنه “لا يوجد احتمال لذلك، الحرب في غزة وصلت نقطة نهايتها. لا يوجد أي تعليل منطقي يبرر السحب فوق رؤوسنا والتي جعلتنا منبوذين في نظر الاسرة الدولية”.
ويقول أيضا “يصعب عليّ أن أجد الكلمات، وبالتالي أقول فقط: كفى. نحن الشعب، وحانت اللحظة التي نغير فيها هذه الحكومة السيئة التي يقف على رأسها نتنياهو، والذي برفضه أخذ المسؤولية عن دوره في كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول يواصل التدهور بنا إلى الهوة”.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول “باختصار، الآن علينا أن ندفع الثمن المطلوب منا ونستعيد أعزاءنا المخطوفين والمخطوفات، بكل ثمن. وهكذا، ننهي هذه الحرب التي لم نشهد لها مثيلا منذ قيام الدولة، ولم نقل بعد شيئا عن نحو 100 ألف إسرائيلي أصبحوا لاجئين” في إسرائيل.
ويوافقه بهذا التوجه رونين بيرغمان المحلل السياسي والعسكري في نفس الصحيفة، ليخلص في مقال بعنوان “الطريق إلى لحظة الصحوة” إلى أن “إسرائيل ستوافق غالب الظن على كل المطالب (مطالب حماس). كان يمكنهم أن يوقعوا على الاتفاق منذ زمن بعيد، وعندها كان سيكون عدد أكبر من المخطوفين على قيد الحياة وحتى من نجوا كانوا سيعانون أقل”.
وبعد أن استعرض نكتة عن افتقاد الحاخامات للحكمة، يروي عن مصدر مطلع على المفاوضات قال:
“أنا عن قصد لا أسمي هذه مفاوضات لإعادة المخطوفين، فلو كان هذا هو هدف المفاوضات ولو كانت دولة إسرائيل فعلت كل شيء، لكانوا هنا منذ زمن بعيد”.
وتابع “في البداية قالوا إن المناورة البرية فقط ستجلب المخطوفين، رغم أننا نعرف أن حماس وضعت على الطاولة اقتراحا مشابها تقريبا، بل وحتى أفضل لإسرائيل حتى قبل أن يتقرر الدخول إلى غزة.. بعد أن تفجرت الصفقة الأولى، قبل 5 أشهر، قالوا فقط احتلال خان يونس، وإذا ما ضربنا بالجرافات من فوق رأس السنوار، فقط عندها سيجبر على أن يحرر المخطوفين، فتبين أنه شدد شروطه فقط”!
ويضيف نقلا عن نفس المصدر “والآن يقولون إنه إذا تم احتلال رفح فقط، فسيحقق لنا النصر المطلق وتحرير المخطوفين ورأس السنوار” ليؤكد بعد ذلك أنه “بعد رفح لن يبقى مخطوفون على قيد الحياة كي نجري عليهم مفاوضات”.
ويوضح الكاتب وجهة نظره بالقول “محظور التشوش، فأمام إسرائيل يوجد خياران فقط، ولا ثالث بينهما. إما صفقة تعيد المخطوفين كلهم، نساء، أطفالا، شيوخا، مجندات وجنودا، أو أن تضغط على الزناد وتستمر بالحرب وتجتاح رفح لتحقيق الأهداف العسكرية للحرب، تفكيك البنى العسكرية، التنظيمية والسياسية لحركة حماس”.
ويختم الكاتب بالتأكيد أنه لا يمكن تحقيق هذين الهدفين معا، مستشهدا بما قاله المصدر بأن دمج الهدفين “جنون مطلق”.
مصر واجتياح رفح
وعن قضية اجتياح رفح، كتب د.تسفي برئيل الخبير في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس مقالا بعنوان “سيناريو الرعب في رفح دفع مصر لأخذ الوساطة على عاتقها” وقال فيه إن “مصر تستعد في الحقيقة لاحتلال رفح، لكن حتى الآن هي تقدر أن مكانة المدينة تتراوح بين الهدف العسكري بالنسبة للجيش الاسرائيلي، الذي بدونه كما تدعي إسرائيل لا يوجد ما يمكن التحدث عنه حول تدمير حماس، وبين ورقة مساومة سياسية وإنسانية، يتعلق بها مصير المخطوفين الإسرائيليين، لا يقل عن ذلك مصير العلاقات بين إسرائيل ومصر، واحتمال التطبيع بين اسرائيل والسعودية”.
ويذَكر الكاتب بما نشر بأن الولايات المتحدة عرضت صفقة على إسرائيل، تقوم فيها برد محدود على إيران يمنع التدهور لحرب شاملة مقابل حصول إسرائيل على الإذن باحتلال رفح، ليؤكد أنه “إذا كانت مثل هذه الصفقة حقيقية فإنها كانت جيدة في حينه واستهدفت منع سيناريو دولي عبثي، ولكن رفح ما زالت ليست ساحة لعب حرة للجيش الاسرائيلي. المدينة يمكن أن تحمي مصالح إقليمية وأميركية، تتجاوز بكثير الهدف التكتيكي لتصفية حماس، الذي هو في الأصل لا يحظى بثقة كبيرة من قبل واشنطن”.
الجنائية الدولية
وعالج الخبر الرئيسي لصحيفة معاريف تخوف الاحتلال من أوامر الاعتقال الدولية التي قد تصدر ضد نتنياهو وغالانت وهاليفي.
وورد في الخبر أن هذه الأوامر إن صدرت، فستركز على نتنياهو، ووزير الدفاع غالانت ورئيس الأركان هاليفي وليس ضد ضباط صغار، موردا تعقيب نتنياهو الذي قال فيه “تحت قيادتي، إسرائيل لن تقبل أبدا محاولة من المحكمة الجنائية في لاهاي للتشكيك بالحق الأساسي في الدفاع عن نفسها. التهديد ضد جنود الجيش الإسرائيلي وشخصيات عامة في إسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والدولة اليهودية الوحيدة في العالم هو تهديد فضائحي، ولن نستسلم له”.
ونقلت عنه أيضا قوله “بينما لن تؤثر قرارات المحكمة في لاهاي على أعمال إسرائيل، فإنها ستشكل سابقة خطيرة تهدد الجنود والشخصيات العامة لكل ديمقراطية تقاتل ضد إرهاب مجرم وعدوان خطير”.
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو أجرى الأيام الأخيرة جولة محادثات مع نظرائه في العالم لممارسة ضغط شديد على الإدارة الأميركية وبمشاركة السفير في واشنطن مايك هرتسوغ.
وأشارت إلى أن إصدار هذه الأوامر “حدث غير مسبوق، سيؤثر على قدرة إسرائيل على إدارة الحرب في قطاع غزة ومن شأنه أن يمس بمكانة إسرائيل الدولية”.
أما المحلل في الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس فكتب مقالا عالج فيه الأزمات المتعددة التي تواجه الكيان، واعتبر أن أزمة المحكمة الجنائية تضغط على نتنياهو أكثر من أي شيء.
وقال “في الوقت الحالي من غير الواضح إذا كان المدعي العام للمحكمة خان (المواطن البريطاني) سيقرر اتخاذ هذا الإجراء، إذا كان ذلك سيحدث بالتأكيد هذا الأسبوع. ولكن المشكلات من ناحية إسرائيل في الساحة الدولية بعيدة عن أن تقتصر على ذلك”.
وتابع أن الصحفي توماس فريدمان نشر أول أمس في نيويورك تايمز أن الإدارة الأميركية تدرس فرض قيود على التعاون الأمني وتصدير الأسلحة لإسرائيل إذا شنت عملية واسعة في رفح، التي ستنطوي على قتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين رغم معارضة الإدارة الأميركية. في المقابل، في الوقت الحالي يبدو أن هذه الإدارة تراجعت عن نية فرض عقوبات على الكتيبة الحريدية (المتدينة في جيش الاحتلال).