ما الطرق التي تساعدك في السلامة من سرطان الجلد الميلانوما؟ | صحة
ينتظر الكثير منا فصل الصيف بشوق كبير، فهو موسم النزهات والعطلات. حيث يستمتع الكثيرون بقضاء وقت طويل في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس. ولكن التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة يسبب معظم أنواع سرطان الجلد؛ إذ إن الأشعة فوق البنفسجية للشمس تكون أقوى في الصيف مقارنة ببقية العام. لذلك يجب الحرص بشكل جدي على الاستمتاع بأمان في تلك الساعات الطويلة في الهواء الطلق، ويعد هذا هو الوقت المناسب لتذكير أنفسنا بطرق الوقاية من سرطان الجلد وخاصة الميلانوما.
وتعد الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في ضوء الشمس عامل خطر رئيسي للإصابة بسرطان الجلد، ويشمل ذلك سرطان الجلد الميلانوما (Melanoma) الذي يعد من أخطر أنواع سرطان الجلد. ويتم تشخيص إصابة نحو 100 ألف شخص بالميلانوما كل عام في الولايات المتحدة على سبيل المثال، ويموت بسببه نحو 8 آلاف سنويا، وفقا لجمعية السرطان الأميركية.
ولحسن الحظ، هناك طرق بسيطة تساعد في التقليل من مخاطر الإصابة بالميلانوما والكشف المبكر عنه، فعند الكشف مبكرا يكون هناك فرصة أكبر للعلاج. كما أحدثت العلاجات المعتمدة على مدار 15 عاما الماضية تحولا في علاج سرطان الميلانوما، مما أدى إطالة عمر المرضى وتحسين جودة حياتهم حتى في الحالات المتأخرة.
ما سرطان الجلد الميلانوما؟
سرطان الجلد (الميلانوما) والذي يعرف أيضا بالورم الميلانيني هو سرطان يبدأ عادة في خلايا الجلد المعروفة باسم الخلايا الصبغية التي تصنع صبغة الجلد. وبالمقارنة مع سرطانات الجلد الأكثر شيوعا التي تبدأ في الخلايا الحرشفية أو القاعدية، فمن المرجح أن ينتشر سرطان الجلد إلى أجزاء أخرى من الجسم وفقا لتقرير في نيويورك تايمز
وقال الدكتور مايكل ديفيز، رئيس قسم الأورام الميلانينية الطبية في مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس: “إنه لديه حقا سلوك عدواني للغاية”.
وتظهر معظم الأورام الميلانينية على شكل بقع مسطحة أو مرتفعة قليلا ذات لون داكن على الجلد الذي تعرض بشكل متكرر للأشعة فوق البنفسجية، مثل فروة الرأس والوجه والذراعين والظهر والساقين (على الرغم من أنها من الممكن أن تحدث في مناطق لم تتعرض لأشعة الشمس مطلقا). وفي نسبة قليلة من الحالات، قد يظهر النمو على شكل نتوء داكن أو أحمر اللون وينمو داخل الجلد، مما قد يزيد من صعوبة اكتشافه.
وهناك شكل يعد أقل شيوعا، وهو سرطان جلد النمش الخبيث (lentigo maligna)، الذي غالبا ما يصيب كبار السن الذين تعرضوا لأشعة الشمس بشكل كبير، وغالبا ما يظهر على شكل بقع بنية أو تصبغات غير طبيعية على رؤوسهم أو أعناقهم. وهناك أيضا نوع أكثر ندرة، يسمى الورم الميلانيني النمش الطرفي (acral lengtiginous)، ويحدث هذا النوع من سرطان الجلد على اليدين والقدمين (على وجه التحديد باطن اليدين أو راحتي اليدين أو الأصابع أو أصابع القدم أو فراش الأظافر).
ومن الممكن أن يحدث الورم الميلانيني أيضا في العينين أو الأغشية المخاطية مثل داخل الأنف أو الحلق، ولكن هذه الحالات تعد نادرة.
عوامل الخطر
يعتقد أن الورم الميلانيني ينجم عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. أحد المخاطر الرئيسية هو التعرض للأشعة فوق البنفسجية، التي تشمل الأشعة القادمة من الشمس و الحمام الشمسي (indoor tanning). وكذلك الإصابة بالحروق في مراحل الطفولة وما بعدها من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة. بالإضافة إلى ذلك فان العيش بالقرب من خط الاستواء أو على ارتفاع عال حيث تكون أشعة الشمس أكثر كثافة.
وأفضل طريقة للتقليل من مخاطر الإصابة بالميلانوما هي تجنب التعرض غير الضروري للأشعة فوق البنفسجية. حيث أن أشعة الشمس تكون في أقوى حالاتها بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء، لذا حاول تقليل وقتك بالخارج خلال تلك الساعات. ارتد ملابس ونظارات واقية، واستخدم واقي الشمس بانتظام بمعامل حماية “إس بي إف” (SPF) 35 على الأقل.
كما حذرت الدكتورة شانثي -سيفندران، طبيبة الأورام والنائبة الأولى لرئيس جمعية السرطان الأميركية، من استخدام مصابيح وأسرة التسمير، التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ويعد الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أكثر عرضة للضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. لكن قالت الدكتورة سيفندران إن هذا لا يعني أن أصحاب البشرة الداكنة يجب ألا يظلوا يقظين أيضا. وقالت “يمكنك أن تصاب بالميلانوما بغض النظر عن لون بشرتك”.
من المهم أيضا معرفة أن خطر الإصابة بالميلانوما يزداد إذا كان أحد أفراد العائلة قد أصيب به من قبل. وأيضا يزداد عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. في حين أن ما يقرب من نصف الحالات تحدث لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 66 عاما أو أكثر، إلا أن الأشخاص الأصغر سنا قد يصابون أيضا بسرطان الجلد.
كيف يمكنني اكتشاف سرطان الجلد؟
يعد اكتشاف سرطان الجلد في وقت مبكر مهما جدا، لأن الكشف المبكر ينقذ الحياة ويساعد على الشفاء قبل انتشار الميلانوما الى أجزاء أخرى من الجسم. ولكن بمجرد وصول المرض إلى العقد الليمفاوية أو الأعضاء البعيدة، تنخفض معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بشكل ملحوظ.
لا توجد إرشادات قياسية لفحص سرطان الجلد، ولكن يمكن للأطباء فحص بشرتك بحثا عن أي تشوهات أثناء الفحوصات السنوية. كما أوصت الدكتورة كيلي نيلسون، طبيبة الأمراض الجلدية في مركز إم دي أندرسون للسرطان، بأن يقوم المرضى بإجراء فحوصات ذاتية منتظمة من الرأس إلى أخمص القدمين. وذلك للتعرف على التغيرات التي تطرأ على بشرتك.
وقالت الدكتورة نيلسون “الأشخاص الذين هم أكثر وعيا بما يبدو عليه الجلد على ظهورهم هم أقل عرضة للوفاة بسبب سرطان الجلد من الأشخاص الذين ليس لديهم أدنى فكرة على الإطلاق”. وأضافت “أنه يجب التحلي بدرجة عالية من الوعي تجاه البشرة ، ولكن من غير قلق كبير من أن كل شامة في جسمك هي قنبلة موقوتة”.
ولتمييز الأورام الميلانينية عن الشامات أو التهيجات العادية، يقترح أطباء الجلد التحقق من البقع التي لها شكل غير متماثل، حدود محززة أو صدفية، نمط لون غير عادي، قطر أكبر من 6 مليمترات، أو بقعة تطورت على مدى وقت.
لكن من الناحية العملية، قالت الدكتورة نيلسون إن المرضى غالبا ما يواجهون صعوبة في التمييز بين هذه الفروق. وأوصت بالبحث عن أي تشوهات تبرز لأي سبب من الأسباب.
كيف يتم علاج سرطان الميلانوما؟
بالنسبة للسرطانات التي لم تنتشر، فمن المرجح أن يقوم الطبيب باستئصال النمو مع هامش من الجلد المحيط. وقد يقوم أيضا بإجراء خزعة من العقد الليمفاوية القريبة لتقييم خطر انتشار السرطان ومساعدة الطبيب في تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من العلاج.
في حين أن الميلانوما من المرجح أن يكون مميتا إذا وصل إلى أجزاء بعيدة من الجسم، ولكن التقدم الكبير في العلاج أدى إلى تحسين التوقعات، حتى بالنسبة لأولئك الذين لم يكتشفوه مبكرا.
وتشمل هذه العلاجات التي تسخر جهاز المناعة لمحاربة الأورام، والعلاجات المستهدفة التي تهاجم الخلايا السرطانية بشكل مباشر.