قائد بالناتو: الحرب الهجينة تحت سطح البحر تهدد مليار شخص في الغرب | سياسة
حذر قائد بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن أمن ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية معرض للتهديد بسبب المحاولات الروسية لاستهداف نقاط الضعف الواسعة النطاق في البنية التحتية تحت الماء.
ونقلت صحيفة “غارديان” البريطانية عن الأدميرال ديدييه مالتير مساعد قائد القيادة البحرية للناتو أن شبكة الكابلات والاتصالات في أوروبا وخطوط الأنابيب تحت الماء، بما في ذلك مزارع الرياح وكابلات الطاقة التي يعتمد عليها الحلف، لم يتم بناؤها لتحمل “الحرب الهجينة” التي تنتهجها موسكو وغيرها من خصوم الناتو.
الحرب تحت البحر
وأضاف “نحن نعلم أن الروس طوروا كثيرا من وسائل الحرب الهجينة تحت البحر لتعطيل الاقتصاد الأوروبي، إن اقتصادنا بأكمله تحت البحر يتعرض للتهديد”.
وتأتي هذه التعليقات -حسب تقرير ميراندا براينت للصحيفة- بعد حادثتي تخريب مشتبه بهما على خطوط أنابيب الغاز في بحر البلطيق في الأشهر الـ18 الماضية، أولها تخريب نورد ستريم 1 و2 في سبتمبر/أيلول 2022، وثانيها الضرر الذي لحق بخط أنابيب غاز البلطيق الذي يربط فنلندا وإستونيا عبر بحر البلطيق “بولتيك كونيكتور” العام الماضي، وقد قالت فنلندا إن “كل شيء يشير” إلى أن سفينة صينية ألحقت الضرر عمدا بـ”بولتيك كونيكتور”، وإن كان الأمر لا يزال دون حل رغم التحقيقات المكثفة التي أجرتها دول متعددة.
تعقب الأنشطة المشبوهة
وقال مالتير، وهو غواص، إنه قضى “أكثر من ألف يوم تحت سطح البحر”، إن البيئة تغيرت بشكل كبير بعد تطوير جزء كبير من البنية التحتية الحالية من قبل القطاع الخاص، ليصبح أكثر من 90% من الإنترنت موجود تحت البحر، مما يجعل هذه البنية معرضة للخطر بشكل كبير لوجود كثير من نقاط الضعف.
وأوضح مالتير أن قيادة البحرية بالناتو كان لديها دائما “أكثر من 100 سفينة وغواصات نووية وغواصات تقليدية” تقوم بدوريات في المياه، وقال “هذا مصدر قلق مهم للغاية، لأنها قضية تهم أمن نحو مليار مدني من دول الناتو. نحن بحاجة إلى الحماية وتزويدنا بشكل جيد بالبنية التحتية الحيوية تحت سطح البحر”.
ومع ذلك، يرى القائد أنه من المستحيل على الناتو حراسة كل قطعة من البنية التحتية تحت البحر، حيث تقع المسؤولية الأساسية على عاتق الدول لحماية البنية التحتية الخاصة بها، وقال “نحن نعلم أن هناك كثيرا من نقاط الضعف”، وأضاف “لدينا اهتمام خاص بالروس في الوقت الحالي، ولكن من الصعب جدا أن تكون لدينا مراقبة دائمة لكل كابل، إلا أن دولا مثل النرويج والسويد والدانمارك طورت طائرات بدون طيار وأجهزة استشعار ومركبات تحت الماء بدون طيار لتتمكن بسرعة كبيرة من اكتشاف أي شيء مشبوه أو خطأ يحدث”.
مركز لتعقب الأنشطة المشبوهة
ونبه القائد إلى أن الناتو يقوم بإنشاء مركز مخصص في مقر بحريته في المملكة المتحدة، مؤكدا أن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، قد يمكن بحرية الناتو من اكتشاف ومتابعة الأنشطة المشبوهة في البحر، وأوضح “نحن نستخدم جميع أجهزة الاستشعار لدينا من قاع البحر إلى الفضاء، وخاصة قدرات الأقمار الصناعية للناتو، حتى نتمكن من تحديد الأنشطة المشبوهة”.
وأشار مالتير إلى أن القدرة على تحديد الجهات الفاعلة التي تقف وراء الهجمات الهجينة تبدو أمرا حيويا، لكنه اعترف بصعوبتها، وقارنها بتعقب مرتكب هجوم سيبراني، وقال “إذا كان الروس يستخدمون قدرات عالية للغاية، فهذا الأمر صعب للغاية”.