ابن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع وواضع أصول فلسفة التاريخ | الموسوعة
مؤرخ وفيلسوف اجتماعي وسياسي، وهو أحد أبرز علماء القرون الوسطى، ومن أكبر المؤرخين العرب. ينسب إليه تأسيس علم الاجتماع، وهو واضع أصول فسلفة التاريخ، أنتج موسوعة تاريخية اعتُبرت من أهم مصادر الفكر العالمي، إضافة إلى كتابه “المقدمة” الذي اكتسب به شهرة عبر العصور. تقلب في مراكز الحكم والسلطان، وعرف المجد والشهرة، وابتُلي بالسجن والنفي والتشريد، وذاق مرارة الاغتراب.
المولد والنشأة
وُلد عبد الرحمن بن خلدون يوم 27 مايو/أيار1332م، الموافق للأول من رمضان 732هـ، في مدينة تونس زمن الدوّلة الحفصية.
كُنِّيَ “أبا زيد” حين صار أبا، ولُقّب وَلِيَّ الدِّين حين أصبح قاضيا في مصر، وطغى اسمه “ابن خلدون” على سائر العائلة التي تنسب إلى خالد بن عثمان، وقد عُرف جدهم هذا بـ”خلدون” بإضافة واو ونون إلى اسمه، إذ كان ذلك من علامات التعظيم عند أهل الأندلس والمغرب.
ينتمي عبد الرحمن إلى أسرة عريقة من عرب اليمن في حَضْرمَوت، يمتد نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر، وقيل إن عائلته دخلت الأندلس بعد الفتح الإسلامي، واستقرت في إشبيلية وصارت من ذوي الجاه والسلطة.
كان لعبد الرحمن أربعة إخوة، وكان والده عالما وفقيها، زهد في الحياة السياسية وآثر العلم والدرس.
توفي والداه بالطاعون عام 1349م وعمره آنذاك 18عاما، ولم يبقَ حوله إلا شقيقاه الأكبر والأصغر، كما نُكب بفَقد زوجته وأبنائه غرقًا في البحر، وهم في طريقهم إليه من تونس إلى مصر عام 1394م.
عاش ابن خلدون حياة مضطربة، لم ينعم فيها بالهدوء والاستقرار، إذ “كان كثير التنقل كالظّل”، كما كتب عنه السلطان المغربي مولاي زيدان آنذاك. فقد قضى في ترحاله الجغرافي 24 سنة في تونس، و26 سنة متنقلا بين أرجاء المغرب والأندلس، و24 سنة في مصر والشام والحجاز.
ومن وصف المؤرخين له، أنه كان لا يستقر على حال، صعب المقادة، قوي الجأش، يعوزه حسن التأني.
الدراسة والتكوين العلمي
بدأ سليل الأسرة الراسخة في العلم فاتحة دراسته في البيت تحت إشراف والده الذي كان معلمه الأول، وأخذ عنه بعض المعارف الأولى.
قرأ القرآن وحفظه وجوّده على محمد بن سعيد بن برّال بالقراءات السبع، ودرس “الشاطبية” في القراءات و”العقلية” في رسم المصحف، كما قرأ القرآن على أبي العباس أحمد الزواوي إمام المقرئين في المغرب.
أقبل على العلوم بشغف، وأخذ يتردَّدُ على مجالس كبار علماء عصره في جامع الزيتونة، وانفتحت له آفاق جديدة وواسعة للتعلم في مجالس كبار شيوخ العلم، الذين كانوا في موكب سلطان بني مرين فترة استيلائه على تونس سنة 748هـ/1347م.
أثناء مُقامه في مدينة فاس، استأنف الدرس في جامع القرويين على جماعة من أكابر العلماء الوافدين من الأندلس وباقي أقطار المغرب.
ألمّ بكتب اللغة العربية، وذكر منها “التسهيل” لابن مالك والمعلَّقات وشرح “الحماسة” للأعلم وديوان أبي تمام وبعضا من شعر المتنبي ومن أشعار كتاب الأغاني، كما درس معظم كتب الحديث والفقه المالكي، على الخصوص، وأخذ العلوم العقلية والمنطق.
ولما بلغ الـ17 أجازه مشاهير العلماء في الحديث والفقه، بالإجازة العامة والخاصة، وأنهى مرحلة التلمذة في سن العشرين.
كان قد عني بذكر أسماء أساتذته ومعلميه ومكانة علومهم ومؤلفاتهم، وأبرزهم عبد المهيمن الحضرمي إمام المحدثين والنحاة في المغرب، وعمر بن إبراهيم الآبلي، الذي وصفه بأنه “شيخ العلوم العقلية”.
كان الفتى ابن العصر الأخير من عصور الثقافة العربية الإسلامية في القرن الـ15م، إذ نهض الفكر وتنوعت مداخله الثقافية، بفضل انتشار المكتبات ودور العلم، وتشجيع العلماء والأدباء، وهو ما كان له أكبر الأثر في تكوينه الفكري والمعرفي.
الحياة المهنية
كانت المرحلة الثانية من حياة ابن خلدون مرتبطة بالوظائف الديوانية والسياسية، التي استأثرت بمعظم جهوده ووقته زهاء 25 عاما.
بدأ حياته العملية مبكرا، إذ لم يكد يستوفي سن العشرين حتى تم تعيينه بمنصب صاحب “العلامة” في بلاط أبي إسحاق الحفصي في تونس، مسؤولا عن كتابة توقيعه في آخر الوثائق الرسمية، والقيام بمهمات دبلوماسية أيضا. وكانت وظيفته آنذاك تشير إلى رئيس المستشارين، وهي في المرتبة الثالثة ضمن وظائف الدولة بعد الوزير والحاجب.
استقر في ظل دولة أبي عنان المريني في فاس عام 1355م، حيث ضَمّه السلطان إلى مجلسه وتولّى الكتابة مؤرخا لعهده لبضع سنوات.
وفي عام 1359م، عيّنه أبو سليم المريني في منصب كاتب السِّر وتولى مخاطباته زهاء عامين، ثم ولاّه “خطة المظالم” عام 1361م، ويقول في وصفها “هي وظيفة ممتزجة من سطوة السلطنة ونَصْفة القضاء”.
في الأندلس، تولّى منصب الوزير عام 1362م، عندما حلّ وافدا على السلطان ابن الأحمر بغرناطة، وكان أيضا سفيره إلى إشبيلية لدى ملك قشتالة.
وعام 1364م تقلّد منصب الحاجب في بلاط أمير بجاية، وعرّف تلك الوظيفة بأنها تمنح صاحبها “الاستقلال في الدولة والوساطة بين السلطان وأهل دولته، لا يشاركه في ذلك أحد”. تولَّى شؤون الخطابة والتدريس في جامع “القصبة” التابع للبلاط.
عندما استقرّ في تلمسان تفرغ للعلم والتدريس، وعيّنه حاكمها حاجبا عام 1368م. كما عيّنه حكام بَني مَرين في منصب الحاجب (1370م – 1374م)، وعندما عاد إلى تونس أصبح أمين سرّ أبي العباس الحفصي، عام 1378م.
في السنوات الـ24 الأخيرة من حياته، تولّى مهام التدريس بجامع الأزهر في مصر، وكذلك بمدرسة القَمْحية للفقهاء المالكية، وأصبح أستاذ الفقه المالكي في المدرسة الظاهرية البرقوقية سنة افتتاحها.
تولّى منصب كرسي الحديث في مدرسة “صرغتمتش”، وأضيفت إليه وظيفة ناظر خانقاه ببيرس (وهي تكية لبعض فرق الصوفية)، فزاد بذلك رزقه واتسعت موارده.
كما تقلَّد ابن خلدون خطة قضاء المالكية وقد لُقّب “المالكي” نسبة إلى مذهبه الفقهي.
رجل السلاطين
اقتحم ابن خلدون منذ شبابه غمار السياسة، وشغل أكثر من وظيفة سياسية في بلاط سلاطين شمال أفريقيا، خلال حكم السلالة الحفصية في تونس، وحكم المرينيين في المغرب، وسلالة بني عبد الواد في غرب الجزائر.
وتقول المصادر التاريخية إنه كان وزيرا في بداية مهامه لدى الحاكم الحفصي لتونس، وبعد أن انهزم السلطان أمام جيش حاكم قسنطينة المجاورة، نزح ابن خلدون إلى مدينة بسكرة (في الجزائر).
عاد إلى تونس فترة ثم رحل إلى مدينة فاس المغربية، وأصبح مقربا لدى السلطان المريني أبي عنان، ثم سجنه هذا السلطان؛ بسبب دسائس خصومه داخل البلاط حسب روايته، إذ اتُّهم بالتآمر مع أمير بجاية على أبي عنان، ولم يُنْهِ سجنه الذي دام زهاء سنتين، سوى موت السلطان.
رحل إلى الأندلس، وتقلد أعلى المناصب السياسية في بلاط سلطان غرناطة محمد الخامس، وما فتئ أن رحل من جديد بعد أن ساءت العلاقة بينه وبين الوزير لسان الدين بن الخطيب، ليتجه إلى بجاية الجزائرية، حين أصبحت تحت سيطرة صديقه الأمير الحفصي أبي عبد الله، وهناك تولى أعلى منصب سياسي في بلاطه.
لكن أحد رجال السلطان ارتاب في تآمره مع سلطان تلمسان أبي حمو الزياني، فحاول القبض عليه؛ فلجأ ابن خلدون إلى بسكرة لدى حاكمها أحمد بن مزني، وهناك تولى مهام ميدانية في المجال العسكري لأول مرة.
بعد اشتداد الهجوم المريني على تلمسان، خشي ابن خلدون سوء العاقبة وحاول الرحيل من جديد، لكن قوات بني مرين تعقبته.
وسعيًا إلى تحرير نفسه اعتذر فأُطلق سراحه، وقبل بمهمة الانقلاب على صديقه القديم أبي حمو، وشارك في حملة مطاردته. ولم يلبث أن وجد نفسه ضحية فتنة داخلية شهدها بيت حكم المرينيين، فسُجن في فاس مدة قصيرة، ثم عاد إلى التنقل بين الأندلس وتلمسان.
اتخذ من قلعة ابن سلامة النائية ملاذا من بطش حاكم تلمسان نحو أربع سنوات، وقد كلفه بمهمة دبلوماسية ورفض اعتذاره عنها.
في المرحلة الأخيرة من مسيرته ومغامراته السياسية، تذرع برغبته في أداء مناسك الحج، ليفر من اضطراب السياسة وويلاتها، فغادر تونس نهائيا، وكانت بلاد مصر ملاذه من المحن المتلاحقة التي عاشها.
استقر في القاهرة في عهد السلطان برقوق، وأصبحت منطلق رحلاته اللاحقة إلى الحجاز والشام. وفي هذه الفترة زار معالم بيت المقدس في فلسطين، وحين كان ضمن القضاة المُرافقين للسلطان المملوكي الناصر زين الدين فرج إلى الشام، استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمورلنك.
ميلاد موسوعة
بدأ ابن خلدون -وعمره 45 عاما- تدوين مؤلفه التاريخي، وهو في عزلة فرضها على نفسه بعد حياة سياسية مليئة بالعواصف، وسيرة ومسيرة نضجت فيها تجاربه واتسعت معارفه ومشاهداته.
وفي عام 1394م أخرج النسخة الأولى من كتاب “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”، الذي يعرف اختصارا بـ”كتاب العبر”.
وذكر أنه رتب مؤلفه على مقدمة وثلاثة كتب، إذ بدأه بمقدمة في فضل علم التاريخ، “أتمها بالوضع والتأليف قبل التنقيح والتهذيب في مدة خمسة أشهر” بتعبيره، وألحقها بالكتاب الأول “في العمران”، وهذه المقدمة والكتاب الأول يشكلان مع خطبة الكتاب ما يسمى “مقدمة ابن خلدون”، وبعدهما كان الكتاب الثاني في أخبار العرب وأجيالهم، والثالث في أخبار البربر ومواليهم.
ومنذ أن فرغ من كتابة مشروعه الأصلي حتى وفاته في القاهرة، ظل يعاود النظر في المقدمة والكتاب، وقد أكمل النسخة الأولى بعد التنقيح والتهذيب في تونس، وأهداها إلى خزانة سلطانها أبي العباس الحفصي، وتسمى “النسخة التونسية”.
وطوال إقامته الطويلة في مصر، ظل التنقيح يلاحق كتاب “العبر” مع “المقدمة”، إذ أضاف فصولا وأبحاثا تاريخية موسعة، في مرحلته المشرقية.
ونقح كتاب “التعريف” فسماه أولا “التعريف بابن خلدون مؤلف هذا الكتاب”، ثم أدخل عليه تعديلات وزيادات، وأضاف تاريخ المراحل الأخيرة من حياته، فغير اسمه إلى “التعريف بابن خلدون مؤلف الكتاب ورحلته غربا وشرقا”، ويطلق عليه اختصارا “رحلة ابن خلدون”.
قدم نسخة من الكتاب كاملا إلى الملك الظاهر برقوق، وهي النسخة التي سماها “كتاب الظاهري”، ثم أرسل نسخة أخرى مهداة إلى سلطان المغرب أبي فارس عبد العزيز، وأوقفها على خزانة الكتب في جامع القرويين بفاس، وعرفت بـ”النسخة الفارسية”.
ومن هذه النسخة نقلت جميع الطبعات المتداولة في العالم العربي، ويطلق الآن اسم “مقدمة ابن خلدون” على المجلد الأول، من كتاب “العبر” المعروف بـ”تاريخ ابن خلدون”.
وقد حفظت مكتبتا “أيا صوفيا” و”السلطان أحمد الثالث” بإسطنبول، نسختين من كتاب “العبر”، عدهما الدراسون من أوثق النسخ.
أبو علم الاجتماع
كانت “مقدمة ابن خلدون”، أكثر تراثه الفكري شهرة وأهمية. إذ صُنِّفت نوعا من الموسوعات، ودراسة في النقد التاريخي، وفلسفة للتاريخ أو تاريخا للحضارة، ورأى فيها آخرون فلسفة اجتماعية.
اعتبر الدارسون المقدمة كتابا منفصلا، وبسببها عدّ العلماء مُؤلفها واضع علم التاريخ وفلسفته، ومُؤسسا لعلم دعاه علم العمران، ويعني الاجتماع الإنساني.
وهكذا يكون العلم الذي قدمه ابن خلدون هو علم الاجتماع أو السوسيولوجيا كما أطلق عليه المعاصرون، خلال القرن الـ19م.
وجاء في هذه المقدمة الشهيرة عرض لمبادئ هذا العلم وأصوله، كما تصورها وشرحها ابن خلدون، قبل “محاضرات الفلسفة الوضعية” للفيلسوف أوغست كونت بـ450 عاما.
واستحق وصف “الجد الأعلى” للعلماء الاجتماعيين المحدثين مثل “تارد” أو المستشرق “غوبينو”، كما قال المستشرق كارادوفو في كتاب “مفكرو الإسلام”.
وقد قسم ابن خلدون مقدمته إلى ستة أبواب رئيسية، احتوت نظرا في الاجتماع البشري العام، واجتماعات البدو، وعلم الاجتماع السياسي، والمدن والأمصار واجتماعات حياة الحضر، وعلم الاجتماع الاقتصادي، ثم بحثًا في العلوم والتعليم يشمل نظريات تدخل في علم الاجتماع الأدبي.
أثبت الفكر الخلدوني في هذه البحوث، ما أتى به علماء أوروبا في نظرية النشوء والارتقاء بعده بخمسة قرون، وما يسمى الاقتصاد السياسي، الذي صارت بعض مبادئه نواة لما دونه المفكر الألماني كارل ماركس في كتاب “رأس المال”.
وقد أكد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان أنه درس في شبابه الاقتصاد عن الحكيم ابن خلدون، الذي قال إنّ الإمبراطوريات في بداياتها تكون لديها الضرائب منخفضة والإيرادات عالية، وعند انهيارها تكون ضرائبها عالية وإيراداتها منخفضة.
يُعتبر ابن خلدون أوّل عالمٍ دوّن سيرته الشخصية كاملةً، حيث برع في الفن التاريخي المسمى “السيرة الذاتية” أي “ترجمة المؤلف لنفسه”، وسبق في ذلك ياقوت الحموي في كتابه “معجم الأدباء” ولسان الدين بن الخطيب في كتابه “الإحاطة في أخبار غرناطة”.
ووفق غالبية الدارسين، اعتمد ابن خلدون المنهج الاستقرائي منهجا علميا، مستخدما التاريخ أداة رئيسية للبحث، لذلك لُقِّب “رائد المدرسة التاريخية” قبل المؤرخ والفيلسوف الإيطالي فيكو، وعالم الاقتصاد الألماني فون شمولر.
وهناك من يقول إن ابن خلدون اعتمد منهج الاستنباط بدرجة كبيرة، وفريق آخر يقول إنه اعتمد المنهجين معًا (الاستقراء والاستنباط).
الاهتمام بإرث ابن خلدون
بقي تأثير ابن خلدون محدودا في عصره، وفي أوروبا تركز الاهتمام بالإرث الخلدوني في القرن الـ19م، وبرز حين كتب المفكر الروسي أنوتشين أن لينين اهتم بمقدمة الفيلسوف العربي ابن خلدون، الذي يتناول دور العوامل الاقتصادية.
وكان المستشرق الفرنسي كاترومير أول من طبع مقدمة ابن خلدون في باريس عام 1858م، ومنها ظهرت ترجمة المستشرق دي سلان الفرنسية، وهي عمدة ترجمة المستشرقين.
وعام 1958، ظهرت ترجمة روزنتال إلى الإنجليزية، وترجمة صبحي بن شامان إلى التركية، وترجمة أخرى حديثة ليوسف خوري إلى اللغة البرتغالية في ثلاثة مجلدات بين 1958 و1960.
وعام 1858م، نشرت في مصر لأول مرة نسخة مخطوطة من المقدمة، ثم نشرت في بيروت سنة 1879، وتوالى بعد ذلك نشرها.
ابن خلدون الشاعر
نظم ابن خلدون عدة قصائد في صباه وشبابه، وأورد في مواطن متفرقة من كتاباته، نماذج من سبع قصائد نظمها في مرحلة وظائفه الديوانية والسياسية، وهي :
- قصيدة طويلة على تبلغ نحو مئتي بيت أنشدها للسلطان أبي عنان المريني، يستعطفه فيها لإخراجه من المعتقل.
- قصيدتان نظمهما للسلطان المريني أبي سالم في ليلة المولد النبوي، عندما وصلت إليه هدية ملك السودان.
- والرابعة أنشدها في طلب سماح الوزير عمر بن عبد الله بمغادرة البلاد.
- ولسلطان غرناطة ابن الأحمر، أنشد قصيدتين بمناسبة المولد النبوي، والسابعة بمناسبة ختان ولديه.\
بعد ذلك ظل ابن خلدون ينظم الشعر حتى منتصف العقد الخامس من عمره، وذكر في كتابه “التعريف” نماذج من ثلاث قصائد: الأولى هنأ بها أبا العباس سلطان تونس بعد شفائه من مرض أصابه، والثانية أرفقها بكتابه “العبر” المهدى إليه، أما الثالثة فاعتذر فيها إلى سلطان مصر، عن فتوى أرغم على كتابتها ضده في فترة الفتنة الناصرية.
مؤلفاته الصغرى
على الرغم من أن اسم ابن خلدون ارتبط بـ”المقدمة”، فإنه كتب مؤلفات أخرى قبلها، وقد ذكر لسان الدين ابن الخطيب تلك المؤلفات في كتاب “الإحاطة”، وتشمل:
- كتاب “لباب المحصل في أصول الدين”، نشر أول مرة في تطوان بشمال المغرب عام 1952، ويرجح أنه كان باكورة أعماله، ولم يبق منه غير نسخة بخطه، محفوظة في مكتبة الأسكوريال، وكانت من مقتنيات مولاي زيدان سلطان مراكش، الذي ذيل بخطه في صفحة المخطوط النهائية تعليقا عن صفات المؤرخ ابن خلدون.
- تلخيص كتب كثيرة لابن رشد (لم يحدد ابن الخطيب ما هي هذه الكتب).
- تقييد في المنطق، قال ابن الخطيب “وعلق للسلطان أيام نظره في العقليات، تقييدا مفيدا في المنطق”.
- كتاب في الحساب.
- شرح “رجز في أصول الفقه”، وذكره المقري أيضا في “أزهار الرياض في أخبار عياض”.
- شرح لقصيدة البردة. قال ابن الخطيب “شرح البردة شرحا بديعا، دل به على انفساح فكره وتفنن إدراكه وغزارة حفظه”.
- “شفاء السائل لتهذيب المسائل”، وهو رد على بعض أسئلة الصوفية، توجد منه مخطوطتان، الأولى في ملكية أبي بكر التطواني الكتبي في سلا بالمغرب، والثانية يملكها أحمد بن المليح الفاسي كتبت منقحة للأولى بعد 95 عاما. ونشرهما عام 1958 محمد بن تاويت الطنجي أستاذ الإلهيات بأنقرة، ومهد لهما بمقدمة تناول فيها تحقيق نسبة الكتاب إلى ابن خلدون.
الوفاة
توفي ابن خلدون يوم 16 مارس/آذار 1406م، الموافق 25 رمضان 808هـ، عن عمر ناهز 76 سنة.
ودُفِنَ بإحدى مقابر الصوفية خارج باب النصر بالقاهرة في اتجاه الريدانية (العباسية حديثا)، ولا يُعرَف الآن على وجه اليقين أين يقع قبره.