تغيّر المناخ يُنذر بزيادة معدل انتشار الأمراض المعدية | علوم
حذر باحثون من أن تأثير تغيّر المناخ ستشمل تأثيرات صحية، منها التأثير في بيئة نواقل الأمراض المُعدية خاصة في المناطق الأكثر عرضة للتقلبات الحرارية والرطوبة. ودعا فريق من خبراء الأمراض المعدية إلى ضرورة زيادة الوعي والاستعداد في المجال الطبي لمواجهة تأثير تغير المناخ في انتشار الأمراض.
ويدق الباحثون في الدراسة -التي نشرت يوم 20 مارس/آذار الجاري في مجلة “جاما”- ناقوس الخطر بشأن ظهور وانتشار مسببات الأمراض الضارة، ويحثون أيضا المجتمع الطبي على تحديث تعليمهم وتدريبهم واتخاذ خطوات لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحفيز نواقل الأمراض
يمكن أن تنتقل الأمراض المعدية بسبب الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات، وتنتقل العديد من هذه الأمراض من الحيوان إلى الإنسان أو من الإنسان إلى الإنسان. ومن أنواع الأمراض المعدية الأمراض المنقولة بالنواقل، وهي ناجمة عن مسببات الأمراض التي تحملها ناقلات مثل البعوض والبراغيث والقُراد، وبعض الأمراض التي تسببها ناقلات المرض هي حمى الضنك والملاريا وزيكا.
يقول الباحث الأول في الدراسة “ماثيو فيليبس”، وهو باحث دكتوراه بكلية الطب في جامعة هارفرد: إن تغير أنماط المطر يؤدي إلى توسيع نطاق النواقل وفترات نشاطها، وترتبط أيضا فصول الشتاء الأقصر والأكثر دفئا والصيف الأطول بمزيد من الأمراض المنقولة بالنواقل، “فعلى سبيل المثال، الأمراض التي يسببها القُراد مثل داء البابيزيا ومرض لايم، تحدث الآن في فصل الشتاء أيضا، كما يتم العثور عليها في مناطق أبعد في الغرب والشمال مما كانت عليه في الماضي”.
وأوضح فيليبس في حديث مع “الجزيرة نت” أنه يجب أن يكون الأطباء مستعدين للتعامل مع التغيرات في مشهد الأمراض المعدية، وأشار إلى أن التعرف على العلاقة بين تغير المناخ وسلوك المرض يمكن أن يساعد في توجيه تشخيص الأمراض المعدية وعلاجها والوقاية منها، ويقول: “أعتقد أنه مع تحسين فهمنا للمرض سيكون هناك المزيد من الاختبارات وسنفقد عددا أقل من الحالات بهذه الطريقة”.
ودعا الباحث إلى اتخاذ تدابير أقوى لمراقبة الأمراض المعدية، وحثَّ اختصاصيي التثقيف الطبي على تدريب الأطباء على توقع التغيرات في أنماط الأمراض المعدية.
الأمراض حيوانية المنشأ
وأشار الباحثون إلى أن أحد أكثر مصادر القلق المرتبطة بنواقل الأمراض وتغير المناخ هو مرض الملاريا، وينتشر البعوض الناقل له باتجاه الشمال، وهو تغيّر ناجم عن المناخ. وأدى تغير أنماط هطول الأمطار إلى ظهور المزيد من البعوض وارتفاع معدل انتقال الأمراض.
يقول ماثيو فيليبس: “باعتباري طبيبا متخصصا في الأمراض المعدية، فإن أحد أكثر الأشياء رعبا التي حدثت في الصيف الماضي كانت حالات الملاريا المكتسبة محليا. لقد رأينا حالات في تكساس وفلوريدا ثم شمالا في ماريلاند، وهو ما كان مفاجئا حقا”.
كما تظهر تغيرات في معدل الإصابة ومواقع انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ مثل الطاعون وفيروس هانتا التي تنقلها القوارض. ولاحظ الخبراء تغيرات في أنماط هجرة الحيوانات والنطاقات الطبيعية، كما تقترب الحيوانات البرية من البشر بسبب فقدان موطنها، ويصاحب ذلك ارتفاعُ خطرِ انتقال الأمراض الحيوانية إلى البشر وظهور مسببات أمراض جديدة.
ويمكن للتغيرات في أنماط هطول الأمطار ودرجة حرارة المياه الساحلية أن تؤثر أيضا في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الإشريكية القولونية والضمة.
ووفقا للفريق البحثي، فإن مستوى سطح البحر آخذ في الارتفاع، كما أن العواصف والفيضانات الساحلية -التي كانت نادرة أو حوادث متطرفة- تقع بشكل متكرر وبمعدل أكبر.