كيف تتعامل مع سلوك استخفاف شريك العمر بك؟ | أسرة
رغم أن شريك العمر (الزوج أو الزوجة) هو الشخص الذي تحبه وتشاركه حياتك. لكن في بعض الحالات، قد يلقي تعليقات مؤذية قد تصل حد الإهانة على انفراد أو حتى في العلن.
ربما يحاول البعض تحمل مثل هذه التصرفات لبعض الوقت، معتقدا أنها مواقف مؤقتة، لكنه اعتقاد غير صائب، فقد يؤثر الاستخفاف المستمر على صحة الطرف الآخر، وقد ينتهي الأمر إلى زواج غير سعيد، فما الذي يجب عليك فعله عندما يستهين بك الشريك؟
ماذا تفعل عندما يستخف الشريك بك؟
يقول المستشار النفسي الأسري الدكتور أحمد سريوي للجزيرة نت: “تندرج هذه المشكلة تحت ما يسمى بالتنمر الزوجي، وهو حينما يمارس أحد الزوجين التنمر على شريكه، سواء على طريقة كلامه أو شكله أو لباسه قاصدا بذلك إهانته، وهو ما يتسبب في أذى نفسي جسيم لدى الشريك”.
وتزداد خطورة هذا التنمر لو كان أمام الأبناء، وهو ما يفقد هيبة وقيمة هذا الشريك أمام الصغار، وقد يصل الحال لأن يقلد الأبناء الوالد المتنمر على الوالد الآخر”.
ويتابع: هنا نفقد كثيرا من المعاني التربوية المهمة ويفقد هذا الوالد احترامه من قبل الأبناء، وهو ما سيكون له أثر جسيم على حياتهم المستقبلية وتكوين شخصيتهم.
ويقول سريوي: “هذا الشريك عادة ما تكون شخصيته ضعيفة وهشة ولا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام الشريك المتنمر”.
قد يصل الشريك للاكتئاب
ولحل هذه المشكلة، يقول سريوي على الشريك المتنمر إدراك خطورة ما يفعل ولا يعتقد أن الأمر بسيط ومجرد مزاح، فحتى المزاح بين الزوجين له حدود، بل إن أبعاد ما يفعله قد توصل الشريك الآخر لمرض الاكتئاب.
ويكمل: وهذا الشريك المتنمَّر عليه، عليه ألا يصمت وأن يطلب المساعدة من أهله أو أهل الشريك الآخر أو أحد الأصدقاء؛ ليوضح ويبين ما يتعرض له ويساهم في إيقافه.
وينصح سريوي، من المهم في هذه الحالات اللجوء لمستشار أسري يقوم بتدريب كلا الشريكين على مهارات الحوار الزوجي، وبعض المفاهيم التربوية والنفسية الأساسية المتعلقة بالأبناء، خصوصا بعد حدوث هذا التنمر.
الغيرة من أول المسببات
بدورها تقول الباحثة والمستشارة الاجتماعية الدكتورة فاديا إبراهيم: إن تقليل أحد الزوجين من قيمة الآخر يسبب الكثير من الاختلافات والمشاجرات بينهم، ويؤدي إلى قتل الألفة والمودة بينهم.
وتُذكر “إبراهيم” أن هناك أسبابا عدة تجعل أحد الأزواج يقلل من قيمة الآخر ومكانته ومنها الغيرة، فهي من أول المسببات التي تجعل الشريك يقلل من قيمة الآخر وعدم الوثوق بقدراته هو غيرته، لا سيما إذا كان متفوق في مجاله المهني ومرغوب في المجال الاجتماعي، وإذا كان يحصل على المال أكثر منه.
أيضا انعدام الثقة بالنفس، إذ يقلل أحد الطرفين من قيمة الآخر بدلا من تقديم الدعم له لتحقيق طموحاته، هنا يكون السبب في قلة ثقته بنفسه وتفكيره بأن نجاح شريكة المهني والاجتماعي قد يجعله ينفر عنه ولا يهتم به، وفق إبراهيم.
وتضيف: كذلك حب السيطرة من المسببات التي تجعل الشريك يقلل من قيمة شريكه، فشخصيته المتسلطة وحب السيطرة وعدم تقبل وجود شخص آخر أحسن منه. وقد تكون العقلية الذكورية أحد الأسباب، حيث يعتقد بعض الرجال بموروثهم الثقافي أن المرأة أقل مكانة منهم.
وتكمل: إلى جانب السلوكيات السلبية لبعض النساء التي تقلل من قيمة زوجها بقصد أو من غير قصد من باب الاستعلاء أو الغرور والأنانية.
لا تصمت.. ولكن اهتم بشريكك
وتنصح إبراهيم، الشريك الذي يقلل شريكه من قيمته بعدم الصمت أبدا، وعدم السماح له بإهانته، وأن يضع حدا لهذا التصرف، وذلك لعدم تطور الأمور بشكل أسوأ، فقد يتجرأ إلى إهانته أمام الناس.
ويمكن وضع حد لتقليل الشريك من قيمة شريكه من خلال عدم رد الإهانة بالإهانة، بل على العكس يجب تجاهله بشكل نهائي، لعله يعرف خطأه الذي فعله ويبادر إلى تصحيحه، وفق إبراهيم.
وتوضح إبراهيم، أن من وسائل التعامل مع الشريك الذي يقلل من قيمة ومكانة شريكه، احترام الشريك وتقديم الحب والمودة والتشجيع له إذا كان السبب وراء إهانته هو غيرته منه وعدم ثقته بنفسه.
وترى أن التصرف الجيد مع الشريك ووضعه ضمن أول الاهتمامات، وعدم تفضيل الزملاء والحياة المهنية أو الأهل والأصدقاء عليه؛ هي أيضا من أفضل الطرق للتعامل معه لتفادي الاختلافات والنزاعات بينهم.
طرق للتعامل مع سلوك الاستخفاف
ويبين موقع “ماريج” عدة طرق للتعامل مع سلوك الاستخفاف من قبل الزوج، ومنها:
- إدراك أنه نوع من الإساءة العاطفية: حان الوقت لفهم سلوك التقليل من شأنك، وعليك التصرف لوقف مثل هذه الإساءات.
- لا ترفض تعليقاته: إذا واصلت رفض تعليقات شريك حياتك، فقد يفعل ذلك في كثير من الأحيان، وعلى الرغم من أن نواياه قد تكون نقية، إلا أن الطريقة التي يفعل بها ذلك قد تكون ضارة.
- عليه أن يفهم أن ما يفعله خطأ: بدلا من رفض التعليقات، فإن التصرف وكأنك تتحدث معه أو تواجهه قد يساعده على تصحيح نفسه.
- التحدث من القلب إلى القلب: هل تتساءلين ماذا تفعلين عندما يستهين بك زوجك؟ اذهبي لإجراء محادثة واضحة من القلب إلى القلب معه. قد تكون المحادثة كافية لجعله يدرك خطأه.