محللون: نتنياهو يريد مواصلة الحرب وواشنطن تسعى لإعادة ترتيب المنطقة | أخبار البرامج
يقول محللون سياسيون إن الخلاف الأميركي الإسرائيلي الحالي يدور حول ما يريده كل طرف من الحرب بالدرجة الأولى، معربين عن قناعتهم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تحقيق كل ما يمكنه تحقيقه من أهدافه حتى لو تعارض ذلك مع المصالح الأميركية في المنطقة.
وفي حين تواصل واشنطن محاولاتها إثناء إسرائيل عن شن عملية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أكد نتنياهو أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عزمه المضي قدما في الهجوم حتى لو لم يحظ بموافقة الولايات المتحدة، لأنها تعني “الانتصار الكامل على حركة المقاومة الإسلامية حماس”، وفق قوله.
وخلال وجوده في إسرائيل يوم الجمعة، جدد بلينكن رفض الولايات المتحدة أي عملية عسكرية في رفح دون ترتيبات تضمن سلامة أكثر من مليون إنسان في المنطقة حاليا.
ويعود هذا الموقف بالدرجة الأولى إلى تضارب الأهداف بين واشنطن وتل أبيب، كما يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب.
تضارب في الأهداف
فقد أكد أيوب خلال مشاركته في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، أن جوهر الخلاف بين إدارة جو بايدن ونتنياهو هو أن واشنطن -بالتعاون مع دول عربية- تريد استغلال الحرب لإعادة ترتيب المنطقة سياسيا وأمنيا بما في ذلك قطاع غزة، بينما يريد نتنياهو تحقيق كل ما يمكنه خلال الحرب بغض النظر عن مصالح واشنطن أو ترتيباتها المستقبلية.
لذلك، يعتقد أيوب، أن الوفد الإسرائيلي الذي سيزور واشنطن الأسبوع المقبل سيركز على أمرين أساسيين هما وضع محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر ومدى إمكانية التوصل لترتيبات أمنية مع القاهرة بشأنه.
ويرى أيوب أن محور فيلادلفيا أمر “شديد الحساسية” بالنسبة لواشنطن بسبب رفض المصريين أي وجود عسكري إسرائيلي فيه، مشيرا إلى أن حديث بلينكن خلال وجوده في القاهرة يوم الخميس يعكس عدم التوصل لتوافق مع مصر بشأن هذه المنطقة حتى الآن.
أما الأمر الثاني، فهو رغبة إسرائيل في الحصول على مزيد من مقاتلات (F-15) و(F-35) وبعض الذخائر لتقوية أوضاعها على الحدود مع لبنان تحسبا لتطور الحرب هنا، كما يقول أيوب.
بالتالي، فإن واشنطن من خلال تأكيد وزير دفاعها لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عدم قدرته على إقناع المؤسسات الأميركية بتقديم مزيد من السلاح لتل أبيب، “تحاول إبقاء الأمور تحت سيطرتها هي لا سيطرة نتنياهو الذي لا يمكنه أبدا دخول رفح دون دعم أميركي”، حسب أيوب.
خلاف شكلي
ورغم التصعيد الكبير بين إدارة بايدن ونتنياهو فإن الفلسطينيين يشكون كثيرا في حقيقة هذا الخلاف ويرونه شكليا وليس جوهريا، كما يقول المحلل السياسي إياد القرا.
ووفق القرا، فإن الغزيين يعتقدون أن واشنطن شريك أساسي في الحرب، “وهم يعيشون حالة خوف وترقب للهجوم الذي يعتقدون أنه قادم بشكل أو بآخر، لأنهم لا يعرفون إلى أين سيذهبون”
وأضاف القرا “الفلسطينيون يثقون في أن أميركا شريكة في الحرب، ويرون أنها مصممة على عملية رفح رغم حديثها عن حماية المدنيين”.
لكن النازحين -حسب المحلل السياسي الفلسطيني- “يرجحون أن يبدأ الهجوم بعد البدء في المرحلة الأولى من المفاوضات التي يريد نتنياهو تقسيمها إلى 3 مراحل، حتى يتسنى له إعلان الانتصار على حماس وربما وقف الحرب الشاملة والبدء في عمليات نوعية”.
وبغض النظر عن طبيعة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، فإن أيوب يرى أن نتنياهو “نجح في تحصين نفسه ضد الضغوط الأميركية من خلال استعانته بحلفائه في الكونغرس واللوبي الصهيوني، ومن الضغوط الداخلية بتقوية تحالفه السياسي”.
ليس هذا وحسب، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي -والحديث لأيوب- “ما زال قادرا على فرض ضغوط فعالة على إدارة بايدن من خلال حلفائه في مجلسي الشيوخ والنواب واللوبي الصهيوني، بعدما حصر الحديث كله عن عملية رفح بينما تعمل أميركا مع بعض العرب من أجل ترتيب إقليمي جديد في غزة”.
واستدل أيوب على حديثه بقوله إن الرد الإسرائيلي على مطالب حركة حماس من أجل المضي في صفقة التبادل، الذي شمل رفض وقف الحرب وعودة النازحين للشمال “يناهض الرؤية الأميركية تحديدا، مضيفا “لا أتوقع ضغطا أميركيا أكبر على نتنياهو لتغيير مواقفه”.
إلى جانب ذلك، فإن الهجوم المتزايد على نتنياهو من جانب المشرعين الأميركيين وبعضهم من الصهيونيين المتشددين “لم يمنع تمرير ميزانية العام الجديد التي استبعدت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وهو أمر يعكس تصميم واشنطن على تصفية الوكالة كما يريد نتنياهو”، حسب أيوب.
وخلص أيوب إلى أن نتنياهو لو تمكن من مخاطبة الكونغرس بشقيه خلال الفترة المقبلة “سيكون قد انتصر تماما على بايدن بل وضمن خسارته الانتخابات المقبلة”.