بوتين يحاول ربط مهاجمي موسكو بأوكرانيا
وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأساس يوم السبت لإلقاء اللوم على أوكرانيا في الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو. وفي أول تصريحاته حول الهجوم بعد أكثر من 19 ساعة من بدايته، تعهد بمعاقبة الجناة، “أيا كانوا، وأيا كان من أرسلهم”.
وادعى بوتين، في خطاب متلفز مدته خمس دقائق، أن شخصًا ما في أوكرانيا حاول مساعدة المهاجمين على الهروب عبر الحدود من روسيا قبل أن تعتقلهم أجهزة الأمن الروسية.
ولم يحدد بشكل قاطع الهجوم على أوكرانيا. كما أنه لم يشر إلى تقييم المسؤولين الأميركيين بأن فرعاً من تنظيم الدولة الإسلامية كان وراء الهجوم.
وقال بوتين: «كانوا يحاولون الاختباء وكانوا يتجهون نحو أوكرانيا»، في إشارة إلى الرجال الأربعة الذين نفذوا الهجوم والذين قال الكرملين إنهم اعتقلوا في غرب روسيا. وأضاف: «بناء على معلومات أولية، تم تجهيز نافذة لعبور الحدود لهم من قبل الجانب الأوكراني».
ونفى المسؤولون الأوكرانيون مرارا وتكرارا أن يكون لهم أي علاقة بالهجوم، وقال المسؤولون الأمريكيون إنه لا يوجد دليل على تورط أوكرانيا. وأعرب المسؤولون الأمريكيون يوم الجمعة عن قلقهم من أن بوتين قد يسعى إلى إلقاء اللوم زورا على أوكرانيا في الهجوم، وقال بعض المحللين ومنتقدي الكرملين إنه يمكن أن يستخدم مثل هذا الاتهام لتبرير تصعيد آخر في الغزو الروسي.
وكان بوتين قد ألقى في الماضي باللوم على الغرب في تأجيج الجماعات الإرهابية لارتكاب أعمال عنف داخل روسيا، لكنه لم يشر إلى الولايات المتحدة أو الغرب في خطابه يوم السبت. كما أنه لم يذكر التحذير الأمني الذي أصدرته سفارة الولايات المتحدة في موسكو في السابع من مارس/آذار بشأن خطر وقوع هجمات على حفلات موسيقية في العاصمة الروسية، والذي استخدمته شخصيات مؤيدة للكرملين كدليل على التواطؤ الأميركي المحتمل.
وقال بوتين: “إننا نعول هنا على التعاون مع جميع الدول التي تشاركنا آلامنا بصدق، والمستعدة، من خلال أفعالها، لتوحيد جهودنا بشكل حقيقي في الحرب ضد العدو المشترك وهو الإرهاب الدولي”.
وأعلن يوم الاثنين يوم حداد وطني، وقال إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء روسيا.
وقال بوتين: “الشيء الرئيسي الآن هو منع أولئك الذين كانوا وراء هذه المذبحة الدموية من ارتكاب جرائم جديدة”.