الأسبرين يزيد خطر حدوث نزيف في المخ وقد لا يمنع السكتات الدماغية | صحة
يوصي الأطباء أحيانا كبار السن بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بالنوع الأكثر شيوعا من السكتة الدماغية، وهي السكتة الدماغية الإفقارية، لكن دراسة تشير إلى أن هذا ليس أكثر فعالية من العلاج الوهمي ويزيد خطر حدوث نزيف في المخ.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة جون ماكنيل من جامعة موناش في ملبورن بأستراليا، ونشرت في مجلة “غاما نيتورك” في 26 يوليو/تموز الماضي، وكتب عنها موقع “نيو ساينتيست”.
ووجدت الدراسة أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين كل يوم لا يمنع النوع الأكثر شيوعا من السكتة الدماغية بين كبار السن الذين لم يتعرضوا لها من قبل، وقد يزيد خطر تعرضهم لنزيف دماغي خطير.
وقال جون ماكنيل من جامعة موناش “هذا مجرد دليل إضافي على أن وصف الأسبرين للأشخاص الذين لا يحتاجون إليه ليس فكرة رائعة”.
ومع تقدم الناس في العمر تزداد فرصة الإصابة بجلطات الدم، والتي يمكن أن تمنع تدفق الدم إلى الدماغ وتسبب ما تعرف بالسكتة الدماغية.
وفي محاولة لمواجهة هذا الخطر يصف الأطباء أحيانا لكبار السن 75 إلى 100 مليغرام من الأسبرين (تعتبر جرعة منخفضة) ليأخذوها كل يوم، لأن الدواء يرقق الدم.
لكن ماكنيل يقول إن الأسبرين لا يخلو من المخاطر حتى لو تم تناوله بجرعات منخفضة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ذكر ماكنيل وزملاؤه أن جرعة يومية منخفضة من الأسبرين تزيد مخاطر السقوط لدى كبار السن.
وكجزء من التجربة نفسها حقق ماكنيل وفريقه في حدوث السكتات الدماغية ونزيف الرأس الداخلي لدى 19 ألفا و114 شخصا على مدى ما يقارب 5 سنوات في المتوسط، ومن بين هؤلاء المشاركين كان نحو 17 ألفا بعمر 70 عاما على الأقل، وطُلب من نصف المشاركين تقريبا تناول 100 مليغرام من الأسبرين يوميا، فيما تناول النصف الآخر حبة دواء وهمي.
ومن بين أولئك الذين تناولوا جرعة منخفضة من الأسبرين عانى 1.5% من سكتة دماغية خلال فترة الدراسة مقارنة بـ1.7% في مجموعة الدواء الوهمي، مع الأخذ في الاعتبار عدد السنوات التي شارك فيها كل شخص في الدراسة، ووجد الباحثون أن الأسبرين لم يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وعندما يتعلق الأمر بالآثار الجانبية للأسبرين فإن 1.1% من المشاركين الذين تناولوه تعرضوا لنزيف داخل أو حول الدماغ مقارنة بـ0.8% فقط ممن تناولوا دواء وهميا، وحدث النزيف أحيانا بعد ضربة على الرأس بسبب السقوط مثلا، وأحيانا أخرى بشكل عفوي.
هذا الاكتشاف مهم بشكل خاص، لأن النزيف داخل الجمجمة عادة ما يكون أكثر فتكا من السكتة الدماغية الإقفارية كما يقول ماكنيل الذي أوضح أنه بالإضافة إلى خصائص الأسبرين التي تعمل على ترقق الدم تضعف الأوعية الدموية بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يجعلها أكثر عرضة للتسبب في النزيف، وتنطبق النتائج فقط على الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوضح ماكنيل أن جرعة منخفضة من الأسبرين قد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات.
كيف تحدث السكتة الدماغية؟
تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف إمداد جزء من الدماغ بالتروية الدموية أو ينخفض بشكل كبير، مما يؤدي إلى انقطاع إمداداته من الأكسجين والمواد المغذية، وفي دقائق تبدأ خلايا الدماغ بالموت، ولأن خلايا الدماغ لا تتجدد فإن هذا قد يؤدي إلى ضرر دائم في المخ.
وهناك 3 أنواع من السكتات الدماغية هي:
السكتة الإقفارية
وتنتج عن انقطاع وصول الدم إلى الدماغ نتيجة انسداد أحد الشرايين المؤدية إليه، ويكون ذلك نتيجة خثرة دموية قد تتكون في الدماغ أو تأتي من مكان آخر في الجسم كالقلب، ويزيد وجود ضيق في الشرايين الدماغية احتمال السكتة، وتشكل السكتة الإقفارية قرابة 85% من مجموع السكتات الدماغية.
السكتة النزفية
تحدث بسبب حصول نزيف في أحد الأوعية الدماغية، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، منها ارتفاع ضغط الدم ووجود جزء ضعيف في جدار الوعاء الدموي أو الإصابة برضة أو صدمة في الرأس.
السكتة الإقفارية العابرة
وهي نوع من السكتة المؤقتة التي تحدث نتيجة انقطاع أو انخفاض مؤقت في إمدادات الدماغ من الدم، وتستمر 5 دقائق على الأقل، وبعد ذلك يعود إمداد الدم إلى وضعه الطبيعي ولذلك لا يحدث ضرر دائم في المخ.
إذا مررت بسكتة عابرة فهذا يعني أنك معرض بشكل أكبر للإصابة بسكتة دماغية أخرى، وذلك يكون عادة بسبب وجود ضيق أو انسداد جزئي في أحد الشرايين التي تغذي المخ.
أعراض السكتة الدماغية
- شعور مفاجئ بالتنمل أو الضعف في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم.
- ارتباك مفاجئ وصعوبة في الكلام.
- اضطراب مفاجئ في الرؤية في عين واحدة أو في العينين معا.
- دوخة مفاجئة أو صعوبة في المشي والتوازن.
- صداع شديد وفجائي وبدون سبب معروف.