مقال بموقع بريطاني: استعمار كشمير.. كتاب جديد يتحدى رواية الهند | سياسة
29/7/2023–|آخر تحديث: 29/7/202311:11 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
يستعرض مقال بموقع ميدل إيست آي البريطاني “Middle East Eye” مؤلَفا جديدا للمؤرخة المسلمة حفصة كانجوال الكشميرية الجنسية، قائلا إن هذا الكتاب يبرز الكيفية التي أدى بها الخطاب القومي الهندي لما بعد الاستعمار إلى ترسيخ قدم الهند الاستعمارية في كشمير.
ويوضح كاتب المقال حارس زرجار الصحفي الكشميري وطالب الدكتوراه بالمعهد الدولي للدراسات الاجتماعية بجامعة إراسموس روتردام (هولندا) أن هذا الكتاب الذي سيصدر الشهر الجاري بعنوان “استعمار كشمير” يُعتبر قراءة أساسية لأي شخص يسعى إلى فهم أعمق للمنطقة.
وقال إن كتاب كانجوال الأستاذة المساعدة في تاريخ جنوب آسيا في كلية لافاييت بولاية بنسلفانيا الأميركية والعضوة في “مجموعة دراسات كشمير النقدية” سيكون له صدى كبير مع المسار الحالي والمستقبلي لكشمير، حيث يتزامن مع جلسة الاستماع الجارية للمحكمة العليا الهندية بقضية تطعن في قرار ضم الهند كشمير لعام 2019. وهذا يضيف أهمية لدراسة الكتاب لتاريخ هذا الإقليم والمشهد السياسي المعاصر.
تاريخ كشمير موقع للروايات المتنافسة
ويضيف الكاتب أنه -وفي خضم النزاع المستمر على أراضي كشمير- يظل تاريخها السياسي المعقد أيضا موقعا للروايات المتنافسة. وفي هذا السياق، يظهر كتاب كانجوال كمداخلة نقدية.
وقال إن كتاب “استعمار كشمير” يتعمق في العمليات المعقدة للاستعمار الهندي، متحدثا بسخرية عن: استعمار كشمير من قبل الهند التي تُعتبر أحد الأبطال الرئيسيين لإنهاء الاستعمار وحركة عدم الانحياز حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ولكشف كيفية ترسيخ الخطاب القومي الهندي لما بعد الاستعمار ومساهمة ذلك في إيجاد قدم للهند الاستعمارية في كشمير، يتعمق كتاب كانجوال في الحكم المثير للاهتمام لرئيس وزراء كشمير الثاني، باكشي غلام محمد، أحد الشخصيات التي حصلت على أقل اهتمام بحثي في التاريخ السياسي المعاصر لكشمير.
النقطة المحورية لتحليل كانجوال
ويقول الكاتب إن حكم باكشي الذي امتد لعقد من الزمن من 1953 إلى 1963، والذي شكل فترة لترسيخ الهند الكامل لسلطتها في المنطقة المتنازع عليها، هو النقطة المحورية للتحليل الثاقب لكانجوال.
يدرس الكتاب -وفقا لزرجار- مفارقتين رئيسيتين: ظهور الهند كقوة استعمارية في كشمير خلال عملية إنهاء الاستعمار الخاصة بها، والتنمية الاقتصادية لهذا الإقليم في ظل احتلال الهند. وتؤكد المؤلفة أن إحدى الطرق الرئيسية التي نجحت بها دلهي في تحقيق السيطرة الاستعمارية على المنطقة كانت من خلال تثبيت أنظمة العملاء، مثل حكومة باكشي.
ويوضح الكتاب أن باكشي شخصية سياسية فاسدة وداهية وذات سلطة كبيرة وصلت الحكم من خلال انقلاب غير دموي عام 1953، ليحل محل الشيخ عبد الله، زعيم كشمير وأول رئيس للوزراء فيها. وطوال فترة رئاسته لكشمير، سعى باكشي لتكامل اقتصادي وإداري أعمق مع الهند و”حرم الشعب (الكشميري) من حق تقرير المصير”.
كسب الولاء السياسي بالحوافز
ومن خلال تحويل التركيز إلى ما كان يُعرف باسم “الفترة الذهبية” لكشمير -التي وصفها العديد من الباحثين الهنود بأنها فترة تطور وتحديث وزيادة الفرص الاقتصادية والتعليمية- تشرح كانجوال الممارسات الحاكمة لدولة كشمير، مع التركيز على “التكامل العاطفي” وهو مفهوم مشابه لإستراتيجية “كسب القلوب والعقول” للقوى الاستعمارية، ويهدف لاكتساب ولاء سكان كشمير السياسي عن طريق الحوافز.
كما تلاحظ مؤلفة الكتاب أن باكشي كان يعلم أنه من أجل إضفاء الشرعية على هذه العلاقة مع الهند وحكمها يجب أن يقتنع الكشميريون بأن هذه العلاقة كانت في مصلحتهم، وكان عليهم تطوير رابطة عاطفية لصالح دلهي، على أساس تماهيهم السياسي والاجتماعي والثقافي مع الدولة الهندية.
وتحدث الكتاب بالتفصيل حول مشروع باكشي لبناء الدولة، واستكشف حياته المبكرة ومعتقداته السياسية، مؤكدا أن سياساته لا تهدف فقط إلى تأمين انضمام كشمير إلى الهند وقمع المعارضة السياسية، ولكن أيضا لمعالجة التطلعات الاقتصادية للسكان المسلمين الذين تعرضوا لوقت طويل لسياسات غير عادلة في ظل حكام دوغرا الهندوس السابقين (حكمت سلالة دوغرا جامو وكشمير من عام 1846 وإلى 1947).
تصويرهم راضين تحت الحكم الهندي
وتحدث الكتاب أيضا عن وضع باكشي إصلاحات اقتصادية وتعليمية تهدف إلى تمكين المسلمين الكشميريين، على أمل أن يروا الفوائد العملية للانضمام إلى الهند، كما عمل على تطبيع الحكم الاستعماري الهندي بين الجماهير المحلية والدولية على حد سواء من خلال تصوير الكشميريين على أنهم راضون ومزدهرون تحت الحكم الهندي، بينما عمل على تصوير رفض المعارضة على أنها برعاية أجنبية، من قبل باكستان في المقام الأول.
وقال كاتب المقال “استعمار كشمير” يوفر تصحيحا حاسما لدراسات ما بعد الاستعمار جنوب آسيا التي ألغت أو شوهت التاريخ الاستعماري لهذا الإقليم.