اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع غرب الخرطوم ووالي شمال دارفور يحذر من نفاد مخزون الغذاء | أخبار
تدور اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمالي وغربي أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، فيما حذر والي شمال دارفور من نفاد مخزون الغذاء، وناشد الأمم المتحدة سرعة تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين بالولاية.
وأفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم باندلاع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السوق الشعبي وحي المسالمة غربي أم درمان.
من جانب آخر، قال الجيش إن قوات شرطة الاحتياطي المركزي وقوات من الجيش بدأت عمليات تمشيط مشتركة لجيوب من سماهم متمردي الدعم السريع في سوق أم درمان وأحياء بيت المال، والعرب، والشهداء، الواقعة وسط مدينة أم درمان إحدى مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان).
وأعلنت غرفة الطوارئ ولجان المقاومة في منطقة الكلاكلة القبة أن الضاحية الواقعة جنوبي الخرطوم أصبحت منطقة غير صالحة للعيش، ودعت في بيان جميع منظمات المجتمع المدني وعموم السودانيين إلى تقديم يد المساعدة لسكان المنطقة.
وفي إقليم دارفور غربي البلاد قال مصدر عسكري بالجيش للجزيرة إن قوات مكونة من الفرقة 21 في مدينة زالنجي وسط الإقليم شنت مساء أمس السبت هجوما وصفه بالخاطف على مواقع تمركز الدعم السريع في مدرسة أبي بكر الصديق.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم أسفر عن تدمير 7 عربات قتالية بكامل عتادها والاستيلاء على 3 عربات عسكرية ومقتل 27 من عناصر الدعم السريع وإصابة 41 آخرين، وأسر 14، من بينهم ضباط.
مناشدة الوالي
وناشد والي ولاية شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية سرعة تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين في الولاية.
وقال إن الوضع الإنساني في الولاية يتجه إلى مزيد من التدهور بسبب قرب انتهاء مخزونها من الغذاء.
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وصف الوضع الإنساني في السودان بالمروع منذ ما قبل التطورات الأخيرة.
ووفق البرنامج، فإن أكثر من ثلث السكان في البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل الصراع، ومن المتوقع أن تدفع الاضطرابات 2.5 مليون شخص آخرين إلى الجوع، مما يؤدي إلى تضخم المجموع الإجمالي إلى 19 مليونا أو أكثر من 40% من سكان البلاد.
ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية في السودان، ووقف كل أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حل سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الوزير فيصل بن فرحان أكد خلال تلقيه اتصالا من البرهان على أهمية التزام جميع الأطراف السودانية لاستعادة مجريات العمل الإنساني، كما أكد على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.
سمو وزير الخارجية الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان pic.twitter.com/8z5g3T58gJ
— وزارة الخارجية ?? (@KSAMOFA) July 29, 2023
وفي 27 يوليو/تموز الجاري أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي من مدينة جدة السعودية إلى السودان للتشاور، فيما قالت قوات الدعم السريع إن وفدها باقٍ في المملكة.
واتهم الجيش في بيان آنذاك قوات الدعم السريع بعدم تنفيذ التزاماتها بموجب تفاهمات جرى التوصل إليها في أكثر من جولة تفاوضية في جدة منذ الخامس من مايو/أيار الماضي، معربا عن استعداده لاستئناف المفاوضات حين يتم تذليل المعوقات.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع وفد الجيش بإعاقة التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات وإعلان مبادئ عامة لمفاوضات الحل الشامل، وأنه يصر بشكل غير مبرر على فك الحصار عن قادته في مقر القيادة العامة بالعاصمة وإدخال الإمدادات الغذائية والوقود والدواء لهم.
ظهور حميدتي
وكان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قال -في تسجيل مصور نشرته أول أمس الجمعة الحسابات الرسمية لقواته على منصات التواصل الاجتماعي وظهر فيه بين جنوده- إنه في حال تغيير قيادة الجيش يمكن التوصل إلى اتفاق خلال 72 ساعة.
من ميدان المعركة متوسطاً جنوده .. قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو يخاطب جماهير الشعب السوداني العظيم#معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/N1XHPnRPyd
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) July 28, 2023
وأضاف أن قيادة الجيش الحالية تعمل وفق توجيهات من وصفهم بفلول النظام السابق (نظام الرئيس المعزول عمر البشير)، مشيرا إلى القيادييْن السابقين في حزب المؤتمر الوطني المنحل أحمد هارون وعلي كرتي.
يشار إلى أنه منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفقا للأمم المتحدة.