الطبيب لا الأديب.. جولة داخل متحف “نجيب محفوظ”
موقعي نت متابعات عالمية:
الفرق بين الاثنين فقط هو لقب “باشا”، فالأديب هو نجيب محفوظ، بينما الطبيب هو نجيب باشا محفوظ، وكلاهما أبدع وتألق في مجاله وقدم فيه ما لم يسبقه إليه غيره.
المثير أن نجيب محفوظ الأديب سمي بهذا الاسم تيمنا بنجيب باشا محفوظ، حيث إن والدة الأديب تعثرت في ولادته عام 1911، فما كان من الأب إلا أن لجأ للطبيب ذائع الصيت وقتها، لتنجب الأم على يده نجيب محفوظ، وهو اسم مركب أطلقه والده عرفانا بجميل الطبيب.
ويعد متحف نجيب باشا محفوظ الأهم والأكبر عالميا بمجال النساء والتوليد، ويقع في مستشفى قصر العيني القديم وسط القاهرة.
ويخلد المتحف ذكرى الطبيب المولود عام 1882، الذي تخرج في مدرسة طب قصر العيني طبيبا للتخدير، وخلال عمله بمستشفيات السويس والإسكندرية ومشاركته في عمليات توليد لاحظ ولادة أجنة بتشوهات تؤدي لوفاتهم، فضلا عن إصابة بعض النساء بأورام في الرحم تهدد حياتهن.
وفي ظل عدم وجود ولادات قيصرية وقتها وغياب طرق التشخيص المتطورة، قرر نجيب باشا محفوظ أن يتخصص في طب النساء والولادة، وافتتح أول عيادة لم يكن يتوقع رواجها، لكن الإقبال عليها فاق توقعاته، وأصبح من وقتها رائدا في المجال في مصر والمنطقة.
أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني مصطفى الصادق، روى لموقع “سكاي نيوز عربية” قصة متحف نجيب باشا محفوظ، قائلا:
- خلال عمله كان يهوى جمع عينات الأجنة المشوهة وكذلك الأورام التي تصيب النساء وتحنيطها، والاستفادة منها في الشرح لطلبة الطب للمساعدة في التشخيص الصحيح، خاصة بعد افتتاح قسم النساء في الكلية.
- بحلول عام 1928، كان الدكتور نجيب باشا محفوظ قد جمع ما يقرب من 1350 من أندر العينات في أمراض النساء والتوليد التي حصل عليها من عملياته، وفي نفس العام قدم المتحف الذي يضمها والذي سمي لاحقا باسمه عام 1932 هدية لكلية طب القصر العيني.
- لا يزال متحف نجيب محفوظ لأمراض النساء والتوليد موجودا حتى الآن في الكلية، كأهم وأكبر متحف في هذا المجال عالميا، حيث إن المتاحف المماثلة في إنجلترا وهولندا وفرنسا لا تحتوي هذا القدر من العينات، كما أنها لا تركز على تخصص النساء والتوليد فقط.
- عام 2017 اتصل رئيس قسم أمراض النساء والتوليد محمد ممتاز بأسرة نجيب باشا محفوظ وعرض تجديد المتحف، وكان حفيده الدكتور نجيب أبادير على استعداد لتمويل التحديث، وأقنع أفراد الأسرة بالتبرع أيضا، ليكون المتحف محدثا ويضيف إلى العملية التعليمية، وهو ما تم بالفعل.
- وفق الصادق، رسخ المتحف وتحديثه اسم عائلة نجيب باشا محفوظ في قصر العيني لعقود مقبلة، وستفيد بشكل كبير العملية التعليمية، وتم توثيق ذلك بين جنبات المتحف وعلى موقعه الرسمي على الإنترنت.
- تمت إعادة افتتاح المتحف بعد تحديثه عام 2018، ويضم الأدوات الطبية التي استخدمها نجيب باشا محفوظ في العمليات، وكذلك الأجنة المشوهة محفوظة في محلول خاص، وأواني زجاجية خاصة كان يستوردها من فرنسا.
- المتحف به الكرسي الذي استخدمه نجيب باشا محفوظ في عمليات الولادة، ومكتبة بها كتبه وشروحاته لعمليات الولادة وكتب الطب القديمة، وكذلك ملاحظات لطرق تحنيط الأجنة وعينات الأورام.
- أغلب العينات المعروضة بالمتحف حاليا نادرة وغير شائعة، نظرا لتطور الطب والتشخيص المبكر.
- مع تحديث المتحف وضع كود على كل عينة، وبمجرد المسح الإلكتروني لها عبر تطبيق خاص على الهاتف يظهر تشخيص الحالة وطرق العلاج وكيفية إجراء الجراحة، مما يحقق فائدة كبيرة للطالب.
- يضم المتحف كذلك قاعة محاضرات مزودة بتكنولوجيا حديثة، تحقق التعليم التفاعلي لطلبة الطب.
- المتحف مخصص لطلبة الطب فقط وليس للجمهور العام لأن غرضه علمي، ولا تضاف له عينات جديدة.
- المعروض بالمتحف حوالي 300 عينة، بينما توجد مئات العينات الأخرى التي جمعها نجيب باشا محفوظ موجودة في المخازن، وقد يجري التجهيز لعرضها قريبا.
نشكركم لقراءة خبر “الطبيب لا الأديب.. جولة داخل متحف “نجيب محفوظ”” عبر صحيفة “موقعي نت”..