تذهب بقواتها وقوات دولية قبالة سواحل الصين.. هل تقرع واشنطن طبول الحرب أم تبعث برسائل تحذير؟ | البرامج
ما زالت العلاقة بين أميركا والصين تتسم بالتوتر على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، وزاد من حدة هذا التوتر قرار البحرية الأميركية غير المسبوق تشغيل سفينة حربية أميركية في ميناء بمدينة سيدني الأسترالية، إذ تعد هذه هي المرة الأولى التي تنضم فيها سفينة حربية أميركية للعمل في ميناء دولة أخرى، وهو الأمر الذي اعتُبر بمثابة رسالة لمواجهة نفوذ الصين المتنامي في المنطقة.
بدورهما، برر الجيشان الأميركي والأسترالي هذه الخطوة بأنها تظهر الالتزام بتعزيز التنسيق المشترك في المحيط الهادي. وتزامن قرار تشغيل السفينة الحربية الأميركية بالميناء الأسترالي مع إجراء واشنطن وكانبيرا تدريبات عسكرية بمشاركة دول عدة، واعتُبرت أيضا رسائل مباشرة لإظهار القوة في مواجهة نفوذ الصين وطموحاتها.
ويشارك في هذه التدريبات أكثر من 30 ألف جندي من 13 دولة، في مقدمتها فرنسا واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا ونيوزيلندا وبريطانيا وألمانيا التي سجلت حضورها لأول مرة.
وعن الصراع بين أميركا والصين، رأى الدبلوماسي السابق فيكتور غاو رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” 2023/7/22- أن أميركا تريد جلب الحروب إلى الصين من خلال مناوراتها التي تعتبرها بكين تهديدا لها.
وشدد على أن هذه التدريبات تظهر ما وصفه “بالهستيريا ضد نمو الصين الاقتصادي الذي لن يكبحه استخدام القوة والتلويحات العسكرية الأميركية”، حسب قوله.
وأوضح غاو أن أميركا تعتبر الصين عدوا لدودا، وأن حلفاءها يوافقونها الرأي وينضمون لها، معتبرا أن الحرب ليست خيارا بين البلدين لأنها ستتسبب في آثار كارثية ومميتة، ولذلك ذهب إلى اعتبار أن هذه المناورات مضيعة للوقت، ولن تسهم في إرساء السلام في المنطقة.
وأشار إلى أن أميركا هي التي تقوم بنشر قدراتها العسكرية في المناطق المجاورة للصين، “وهو أمر لا يمكن مقارنته مع دفاع الصين عن حدودها والقيام بتدريباتها الروتينية في حدودها الجغرافية لتعزيز أمن المنطقة”، ولذلك رأى أن واشنطن هي من تتبني سياسية التلويح بالقوة وقرع طبول الحرب، وليست بكين.
نشوب مواجهة عسكرية
ومن الجانب الأميركي، قال عضو مجلس الأمن القومي السابق جون إراث إن المناورات بين أميركا وأستراليا تندرج ضمن مستوى عال من التعاون بين البلدين، خاصة في ظل وجود مصالح تركز على حرية الملاحة والتجارة الدولية.
ورأى أن هذه الأسباب تعد محفزا للتدريبات الأميركية مع حلفائها، نافيا أن تكون المناورات العسكرية موجهة بشكل مباشر ضد الصين، و”لكنها رد فعل على تعزيز بكين نفوذها العسكري بطريقة عدائية تهدد المعابر التجارية في المنطقة”.
كما ذهب إلى أنه ليس هناك سبب قوي لنشوب مواجهة عسكرية بين البلدين لكونها لا تصب في مصلحة أي منهما، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين لا تتعدى حدود المنافسة الاقتصادية والإستراتيجية التي تشمل التجارة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وعن إمكانية نشوب حرب، أشار عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق إلى أن الدول تسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية في حال وقوع أي اعتداء من الصين، وهو أمر غير متوقع في المستقبل القريب، حسب قوله.
يذكر أن القائد الأسترالي للعمليات المشتركة الفريق غريغ بيلتون أكد أنّ سفينة تجسّس صينية رُصدت في اليوم السابق لبدء التدريبات قبالة سواحل شمال شرق أستراليا.
وكان وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس أكد -في بيان له بشأن المناورات العسكرية وتشغيل سفينة حربية أميركية من ميناء أجنبي في سيدني الأسترالية- أنها رسائل تعكس التزام الطرفين المشترك بدعم النظام القائم على القواعد.