“روسيا تُعاقب العالم”.. موجة غلاء جديدة بسبب انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب
موقعي نت متابعات أسواق الأسهم والبورصة:
القاهرة- عمر حسن: تستعد جميع دول العالم لتحمل تبعات قرار روسيا بالانسحاب من مبادرة حبوب البحر الأسود، والتي كانت تسمح بالمرور الآمن للسفن المُحملة بالحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى جميع دول العالم لتأمين غذائها.
وكانت تُعد أوكرانيا قبل الحرب خامس أكبر مصدر للقمح على مستوى العالم، بما يمثل 10% من الصادرات، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
والسؤال هنا، ماذا ينتظر العالم بعد انسحاب روسيا من الاتفاق؟ وهل ستشهد أسعار الغذاء موجة جديدة من الغلاء؟ وهل يتمكن الرئيس التركي رجب طيب أرودغان من إثناء نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن القرار كما فعل من قبل؟
اتفاق تصدير الحبوب
في يوليو من العام الماضي، وقعت روسيا وأوكرانيا على اتفاقية الحبوب برعاية أممية ووساطة تركية بهدف ضمان شحن الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ عبر البحر الأسود بسبب الحرب، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق بكونه “منارة أمل”.
تسمح الاتفاقية بالتصدير الآمن للحبوب من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، لكن يجب أن تمر سفن الشحن عبر ممر بحري إنساني متفق عليه صوب إسطنبول، حيث يتم فحص السفن في طريقها من وإلى الموانئ الأوكرانية في قاعدة تركية من قبل فريق خاص من المفتشين يضم خبراء روس وأتراك وأوكرانيين ومن الأمم المتحدة.
ومنذ ذاك الحين، جرى تمديد الاتفاق عدة مرات بفضل تدخل الرئيس التركي أردوغان بمكالمة مع نظيره الروسي بوتين، لكن هذه المرة أعلن الكرملين يوم الاثنين الماضي 17 يوليو 2023 أن روسيا علقت مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وخلال مدة سريان الاتفاق تم تصدير ما يقرب من 33 مليون طن متري من المواد الغذائية عبر الموانئ الأوكرانية، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
وتعود أهمية الاتفاق إلى موقع أوكرانيا في سوق الحبوب العالمي إذ تعد واحدة من أكبر موردي الحبوب حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على الحبوب الأوكرانية، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.
موجة غلاء
لم تكد تستقر أسعار المواد الغذائية في العالم، حتى تستعد لموجة جديدة من الارتفاعات التي لا يعلم أحد مداها، وسط تحذير من الأمم المتحدة على لسان أمينها العام قائلا: “الملايين سيدفعون ثمن انسحاب روسيا من مبادرة الحبوب الأوكرانية”.
وبمجرد انتهاء مدة سريان الاتفاق وإعلان روسيا الانسحاب يوم الاثنين الماضي، قفزت العقود الآجلة الأميركية للقمح بنحو 2.73% إلى 680 سنتا للبوشل، مسجلة أعلى مستوياتها منذ نهاية يونيو الماضي.
حالة من الترقب الدولي إزاء القرار الروسي، والذي قد ينجم عنه توقف شركات الشحن العالمية عن نقل الحبوب في منطقة الحرب إذا لم تحصل على موافقة روسية حفاظا على عملية تأمين سفن الشحن.
قد يطرح البعض خيار نقل الحبوب الأوكرانية برا بكونه الملاذ المناسب، لكن هذا الخيار لن يكون بديلا عن النقل بحرا، فرغم أن أوكرانيا صدرت كميات كبيرة من الحبوب عبر دول شرق الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لا يوجد عدد كاف من عربات الشحن اللازمة لتصدير جميع الحبوب الأوكرانية برا.
لماذا انسحبت روسيا؟
بحسب الرواية الروسية، فإن الانسحاب جاء نتيجة عدم تلبية مطالبها بشأن تصدير المنتجات الزراعية الروسية جراء استمرار سريان العقوبات الغربية منذ بدء غزوها لأوكرانيا، بالإضافة إلى مطالبتها بإعادة ربط “البنك الزراعي الروسي” بنظام “سويفت” العالمي للتحويلات المالية.
وقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوفد الوسطاء الأفارقة الأسبوع الماضي بأن الاتفاقية لم تحل المشاكل التي واجهتها البلدان الأفريقية جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، زاعمًا أن 3 بالمائة فقط من صادرات الحبوب الأوكرانية تذهب إلى البلدان الفقيرة.
وذكر الكرملين أن روسيا ستعود إلى صفقة الحبوب بمجرد أن يتم تنفيذ جزء من الاتفاقات المتعلقة بموسكو، وفقا لوكالة تاس الروسية.
الدول العربية المتضررة
جاءت مصر كأكبر مستفيد من الاتفاقية، إذ حصلت على ما يزيد عن 1.55 مليون طن من الحبوب الأوكرانية منذ سبتمبر الماضي، فيما استوردت تونس ما يزيد عن 713 ألف طن من الحبوب الأوكرانية.
بينما كانت ليبيا ثالث أكبر مستفيد بواقع 558 ألف طن، تليها اليمن بواقع 260 ألف طن من خلال برنامج المساعدات الخاص بالأمم المتحدة.
فيما استورد العراق 146 ألف طن عبر الاتفاقية، والجزائر 212 ألف طن، والمغرب 111 ألف طن، ولبنان 98 ألف طن، وعمان 86 ألف طن، والسودان 95 ألف طن، والسعودية 246 ألف طن، والإمارات 65 ألف طن.
كل ذلك يعني أن أسعار المواد الغذائية في تلك الدول ستشهد ارتفاعًا خلال الأسابيع المقبلة إذا لم تنج الجهود التركية في إعادة روسيا إلى اتفاق تصدير الحبوب.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات
الحكومة المصرية تحدد موعد انتهاء سياسة تخفيف أحمال الكهرباء.. وتوضح السبب
تراجع أسعار الذهب في مصر 5 جنيهات.. وعيار 21 يسجل 2160 جنيهًا