موكب مهيب وفرق فنية وهدايا قيّمة.. عرس أسطوري لكفيف جزائري أراد أبناء مدينته إبهاجه | البرامج
في مشهد مهيب مليء بمظاهر البهجة والسرور وأجواء غير اعتيادية، شارك أهالي مدينة جزائرية شابا كفيف البصر، مراسم زفافه، في حالة فريدة من التضامن والدعم، أثارت إعجابا واسعا بمواقع التواصل.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور قيام حشود غفيرة من أهالي ولاية خنشلة الجزائرية، بحمل الشاب الكفيف شمس الدين قادة، والملقب بين أصحابه باسم “موكا” على الأكتاف في احتفاء وابتهاج كبيرين.
وبدأت القصة التي رصدها برنامج شبكات في حلقته بتاريخ (2023/7/18)، حين قام أحد أصدقاء موكا بنشر مناشدة في صفحة المدينة مرفقة بصورة الشاب الكفيف يقول فيها “صديقنا موكا لي فالصورة (الذي في الصورة) يوم السبت 15 جويلية (يوليو/تموز) العرس تاعو (في عرسه)، وما لقاش لي (ولم يجد من) يمشي معاه (معه) فالكورتاج (في الموكب)، مع العلم أن ما يشوفش (أنه لا يرى)”.
وتابع صديق موكا في منشوره: “الكورتاج (الموكب) من طريق العيزار للبلدية، ونرجعو (ونرجع) للدار لي يدير (التي يقام) فيها العرس، لي يحتاج يعاونو (الذي يريد مساعدته) يراسلني نفرحو الزوالي (نفرّح هذا الفقير)”.
وظهر المشهد بعدها وكأن جميع أهالي المدينة أرادوا جبر خاطر موكا، حيث شارك الآلاف منهم في فقرات حفل الزفاف، وتضمن ذلك مشاركة فرق موسيقية، وتقديم عروض تقليدية، كما شكلت له سيارات موكبا أسطوريا.
موكا الذي كان يريد فقط مشاركة لعدد من الشباب يساعدونه في موكب عرسه، فوجئ بكرم الحاضرين، حيث حصل على العديد من الهدايا، ومنها بدلة عرسه التي قدمها له أحد محلات المدينة.
تفاعل واسع
وحظي ما قام به أهالي خنشلة بتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن ذلك ما غرد به دايب داقير الذي كتب “الخناشلة وجودهم وكرمهم لابنهم وأخيهم.. زواج مكفوف لكنه عوض بعيون أحبته الخناشلة.. تحيا خنشلة وناس خنشلة”.
فيما أثنى مغردون على ما قام به أهالي المدينة باعتباره طبعا جزائريا أصيلا ومن ذلك ما غرد به يبتا ويسي “تضامن الجزائريين مع بعضهم مَثل يقتدى به لا مثيل له في العالم.. عقلية الجزائري فريدة من نوعها”.
كذلك كتب حساب “مشتاق للحبايب” في السياق ذاته: “الوفاء متجذر في الشعب الجزائري الأصيل.. وجبر خاطر مؤمن وفقير ومعتر له ألف معنى ومعنى.. هنيئا لهما وبارك الله لهما وعليهما”، فيما قال محمد الشهري، إن العريس “يستاهل (يستحق) الجميل” مضيفا، “والله لو كنت بالجزائر الحبيبة كنت أول الحضور”.
أما مومو إياد فغردت: “بالنسبة للحركة التضامنية والإنسانية بالخصوص من قبل الجزائريين، فهذا ليس بالجديد، فهم دائما ما يبهرون بوقفتهم الاجتماعية لإخوانهم الذين في حاجة لهم.. الأخذ بالخاطر من شيم أبناء الأصول”.
سعادة العريس “موكا” بالفزعة التي شهدها من الناس لا توصف، حسبما علق به عند سؤاله عن شعوره لما حدث له في عرسه، حيث قال “إحساس يستحيل التعبير عنه، فلا مجاز حتى يمكن أن يصف إحساسي.. والهدايا وإن كان بعضها بسيطا إلا أنها كانت قيّمة بالنسبة لي.. وبارك الله في من حضر”.