“فقرة الحظ”.. كيف جبرت فرقة غناء شعبية خاطر مشرد مصري؟ | البرامج
أثار مقطع فيديو نشرته فرقة شعبية مصرية لأدائها وصلة موسيقية قدمتها لمتشرد، ورقصه على أنغامها، تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قوبل هذا التصرف بردود فعل إيجابية من المغردين.
وقَدمت هذه الوصلة فرقة موسيقية شعبية تحمل اسم “أبو تريكة” شعارها “إحنا علاج المزاج”، وكانت الفرقة تحيي حفلا ليليا بمركز أبو قرقاص، إحدى مدن محافظة المنيا الواقعة جنوب العاصمة.
وكان الشاب محمود، الذي يتخذ من شوارع المدينة مأوى له، يقف بجانب أحد أسوار المنطقة التي أقامت فيها الفرقة الحفل، ويظهر عليه الاندماج الكبير مع ألحان أغاني الفرقة الراقصة.
وعقب انتهاء فقرات الحفل، لفت تفاعل محمود نظر قائد الفرقة، الذي سأله إذا ما كان يريد أن “يتحظ”، ويقصد بذلك إذا ما كان يريد أن “يرقص” على أنغام خاصة به، لتقوم بعدها الفرقة بأداء وصلات موسيقية تفاعل معها محمود برقصات متقنة.
ونشرت الفرقة مقطع الفيديو على صفحتها، وحقق انتشارا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا من المتابعين، وذلك بسبب عفوية الرجل البسيط وصدق طربه وانسجام حركاته، وما اعتبره مغردون “جبرا للخاطر” قامت به الفرقة الشعبية تجاه الشاب المشرد.
جبر خاطر
ورصد برنامج “شبكات” (2023/7/18) جانبا من تفاعل مغردين مع الفيديو، ومن ذلك ما كتبته ياسمين محمود، “فرحانة لضحكته ورقصه، أكيد اللحظة دي (ذي) فرقت معاه جدا، طلّع فيها كل الهم والكبت اللي جواه، يا رب يفرح الناس كلها”.
في حين كتب هشام الكارموسي: “أنا بشوف الحاجات دي هلس؛ ومفيش كلمات ومفيش لحن ولا نيلة! بس أنا فرحان، علشان محمود رقص وفرح ومشى مبسوط، ربنا يجبر بخاطركم.. مبهج أوووي”.
أما أحمد، فعلق على تأثير الموسيقى في الشاب المتشرد وكتب: “انظروا كيف فعلت الموسيقى بالرجل.. الموسيقى لغة تفاهم مشتركة بين الجميع؛ العقلاء والمجانين الأغنياء والمساكين الأمراء والمشردين.. ذهب عقله لكن روحه حاضرة”.
في حين كان لعبد الغني الشافعي وجهة نظر مختلفة، إذ غرد قائلا: “قسما بالله، لو فيه (يوجد) عدل يتم محاكمة هذه الفرقة، لاستهتارها بمواطن مسكين”.
وكان تفاعل عمرو أبو الغيط متجاوزا الابتهاج بما حواه مقطع الفيديو إلى حالة الشاب، إذ كتب: “طيب جميل، وجبر الخواطر وكل حاجة، بس الراجل ده ميتسبش كده (لا يُترك هكذا) بقى. شاب أهو لازم يتعالج، حرام”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الشكل الموسيقي الذي أدته الفرقة هدفه الوحيد إسعاد الناس بالرقص، ويعتمد على اللحن من دون اهتمام بالكلمات أو التوزيع، وغالبًا يؤدى بآلة الأورغ، وكان اسمه في بداية الألفية “المولد”، ثم تطور بعد سنوات ليبرز باسم “المهرجانات” بشكلها الموسيقي، والذي يؤديه مطربوها.
وتُؤدى هذه الفقرة في الأفراح الشعبية تحت اسم “الحظ”، في دلالة على أنها تُسعد من تُؤدى له، كمن يحالفه الحظ في أمر يحبه.