“رجل النقانق” يقود تمرداً عسكرياً ضد بوتين.. ماذا يحدث في روسيا؟
موقعي نت متابعات أسواق الأسهم والبورصة:
مباشر – مصطفى رضا: بدأ يفغيني بريغوجين -البالغ من العمر بالوقت الراهن 62 عاماً- حياته المهنية عبر بيع النقانق في مطبخ شقة متواضعة، قبل أن يلعن قبل ساعات قليلة عن تمرد عسكري في وجه الرئيس فلاديمير بوتين، الذي اعتبر الحدث خيانة وطعنة في الظهر.
وأعلن يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في روسيا، أمس، دعوة لعناصره للقتال ضد قادة الجيش الروسي؛ ما اعتبر في موسكو تمرداً غير مقبول.
بداية يفغيني بريغوجين
عمل بريغوجين في بيع النقانق، ثم امتلك حصة في سلسلة من المتاجر الكبرى، قبل أن يفتح مطعماً مع شركائه في العمل عام 1995.
يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان في كثير من الأحيان يفضل مقابلة الشخصيات الأجنبية بمطعم بريغوجين.
وبدأ بريغوجين يفوز بعقود لتقديم الطعام في مناسبات حكومية كبرى من خلال شركة كونكورد، وهي شركة قابضة أنشأها في التسعينات.
مجموعة فاغنر العسكرية
ثم تحول الأمر حين تقدم بريغوجين بطلب إلى وزارة الدفاع الروسية لمنحه أرضاً يستخدمها لتدريب “متطوعين” لا تربطهم صلات رسمية بالجيش الروسي، وإنما يمكن استخدامهم لخوض حروب روسيا.
وتعرف مجموعة فاغنر التي يقودها بريغوجين على أنها منظمة روسية شبه عسكرية، ويصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة (أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري).
وتذهب تقارير نشرت في صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن مجموعة فاغنر هي حقاً وحدة تتمع بالاستقلالية تابعة لوزارة الدفاع الروسية و/أو مديرية المخابرات الرئيسية متخفية، التي تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار، حيث يتم تدريب قواتها على منشآت وزارة الدفاع، ومملوكة لرجل الأعمال يفغيني بريغوجين الذي له صلات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
سبب التمرد
واتهم قائد مجموعة فاغنر، أمس الجمعة، الجيش الروسي بقصف معسكرات لقواته في أوكرانيا، مشيراً إلى مقتل عدد كبير من عناصر مجموعته.
وقال بريغوجين؛ وفقاً لتقارير: “لقد شنّوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية.. لقد قُتل عدد هائل من مقاتلينا”، متهماً وزير الدفاع الروسي بإصدار أمر بإخفاء 2000 جثة لمقاتلي فاغنر في مشرحة.
توعد بالانتقام
وفي تحول كبير، أكد بريغوجين، أنه وعناصر مجموعة فاغنر البالغ عددهم 25 ألفاً “مستعدّون للموت” من أجل “الوطن الأم” و”تحرير الشعب الروسي” من التسلسل الهرمي العسكري.
وقال: “نحن جميعاً على استعداد للموت، جميعنا الـ25 ألفاً… لأننا نموت من أجل الوطن، نموت من أجل الشعب الروسي الذي يجب تحريره من أولئك الذين يقصفون السكان المدنيين“.
وزارة الدفاع: تم خداعكم وجركم إلى مغامرة
وأكدت وزارة الدفاع الروسية لمقاتلي مجموعة “فاغنر”، أنه تم خداعهم وجرهم إلى مغامرة بريغوجين الإجرامية، وعرضت على المقاتلين التخلي عن هذا والتواصل مع ممثلي وزارة الدفاع الروسية أو وكالات إنفاذ القانون وضمان سلامة الجميع.
وأعنلت الوزارة، اليوم السبت: “نناشد مقاتلي فرق “فاغنر” الهجومية.. لقد تم خداعكم وجركم إلى مغامرة بريغوجين الإجرامية والمشاركة في تمرد مسلح.. لقد أدرك العديد من رفاقكم من عدة فرق خطأهم، وطلبوا المساعدة في ضمان إمكانية العودة بأمان إلى أماكن انتشارهم الدائم. من جانبنا قدمنا المساعدة لجميع المقاتلين والقادة الذين تقدموا بطلبات”؛ وفقاً لوكالة “سبوتنيك“.
وأضافت الوزارة: “نطلب منكم التحلي بالحكمة والاتصال بممثلي وزارة الدفاع الروسية أو وكالات إنفاذ القانون في أسرع وقت ممكن.. ونضمن سلامة الجميع“.
الموقف الرسمي
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المعلومات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول ضربة مزعومة من وزارة الدفاع الروسية للمعسكرات الخلفية لشركة “فاغنر” لا تتوافق مع الواقع وهي مجرد تحريض إعلامي.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: “جميع المنشورات ومقاطع الفيديو الموزعة على شبكات التواصل الاجتماعية والمنسوبة ليفغيني بريغوجين حول الضربة المزعومة من قبل وزارة الدفاع الروسية على المعسكرات الخلفية لشركة فاغنر لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي“.
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على علم بالوضع الذي يدور حول مؤسس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، ويتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.
وتتعامل الأجهزة الأمنية الروسية مع دعوة مجموعة “فاغنر” على أنها عصيان مسلح أطلقه مؤسس شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين بزعم أن قواته تعرضت لقصف من الجيش الروسي.
وقامت إدارة التحقيقات في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريغوجين بموجب المادة 279 من القانون الجنائي بسبب تنظيم “تمرد مسلح“.
وأكدت وزارة الدفاع وجهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الداخلية وحرس روسيا، أنها تقدم تقارير للرئيس بوتين على مدار الساعة حول الإجراءات المتخذة بعد تعليمات رئيس الدولة المتعلقة بمحاولة التمرد المسلح.
وحذر نائب رئيس هيئة الأركان الروسية، الفريق فلاديمير أليكسييف، أمس، مجموعة “فاغنر”، من توجيه ضربة لسمعة روسيا والقوات المسلحة الروسية.
وصرح أليكسييف: “مهما كانت نواياكم، فهذه طعنة في ظهر البلاد والرئيس”، مؤكداً أن الرئيس وحده له الحق في تعيين أعلى أركان قيادة القوات المسلحة “وأنتم تحاولون التعدي على سلطته.. هذا انقلاب.. أطلب منكم التعقل.. لا يمكنني تخيل ضربة أكبر لسمعة روسيا وقواتها المسلحة”، مؤكداً أن مثل هذا الاستفزاز لا يمكن القيام به إلا من قبل “أعداء البلاد“.
تفعيل نظام عمليات لمكافحة الإرهاب
وذكر مركز المعلومات التابع للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا، أنه من أجل منع الأعمال الإرهابية المحتملة على أراضي مدينة موسكو ومقاطعة موسكو، تم تفعيل نظام عمليات لمكافحة الإرهاب.
كما أعلن عمدة موسكو، سيرعى سوبيانين، أن الأحداث الجماهيرية التي تم الإعلان عنها سابقاً تم إلغاؤها في موسكو، في ظل تم تطبيق نظام عمليات لمكافحة الإرهاب في موسكو.
بوتين يرد: تمرد وطعنة في الظهر
وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأحداث الجارية، بأن ما قامت به مجموعة “فاغنر” هو تمرد على الشعب وعلى رفاق القتال وطعنة في ظهرنا، ونواجه اليوم خونة للشعب.
وقال بوتين خلال خطاب ووجهه للشعب الروسي على خلفية الأحداث: “أناشد مواطني روسيا، وأفراد القوات المسلحة، ووكالات إنفاذ القانون والمخابرات، والجنود والقادة الذين يقاتلون الآن في مواقعهم القتالية، لصد هجمات العدو – إنهم يفعلون ذلك بشكل بطولي.. اليوم تحدثت مرة أخرى مع القادة من جميع الاتجاهات.. كما أنني أناشد أولئك الذين انجروا إلى مغامرة إجرامية بالخداع أو التهديد، ودفعوا إلى طريق جريمة خطيرة – تمرد مسلح“.
وأضاف بوتين: “الأفعال التي تقسم وحدتنا هي في الواقع خيانة للشعب الواحد، وللرفاق في السلاح الذين يقاتلون الآن على الجبهة.. هذه طعنة في الظهر لبلدنا وشعبنا“.
وأشار إلى أن “أي اضطرابات داخلية تشكل تهديداً قاتلاً لدولتنا وللأمة.. هذه ضربة لروسيا ولشعبنا وستكون إجراءاتنا لحماية الوطن من مثل هذا التهديد قاسية“.
وحذر الرئيس الروسي، من أن كل المذنبين في محاولة التمرد سيعاقبون، وسيحاسبون أمام القانون والشعب.
وأكد بوتين أن السلطات لن تسمح بحدوث انقسام آخر في روسيا وستحمي الشعب، مستعرضاً الضربة التي وجهت لروسيا في عام 1917، عندما كانت البلاد تشن الحرب العالمية الأولى.
وشدد بوتين على “لن ندع هذا يحدث مرة أخرى، وسوف نحمي شعبنا ودولتنا من أي تهديدات“.
ودعا الرئيس الروسي إلى إنهاء المشاركة في التمرد المسلح، مشيراً إلى الأجهزة الأمنية تلقت أوامر بإعلان حالة مكافحة الإرهاب وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة لاستعادة النظام في روستوف“.
موقف كييف
وأشارت وزارة الدفاع الروسية، صباح اليوم، إلى أن كييف تركز عدة لواءات للهجوم على الاتجاه التكتيكي في باخموت، استفادة من استفزاز يفغيني بريغوجين، رئيس شركة فاغنر.
وقالت وزارة الدفاع: “استفادة من استفزاز بريغوجين لإضعاف الموقف، يركز نظام كييف في الاتجاه التكتيكي في باخموت على خطوط الانطلاق للعمليات الهجومية للواء 35 و36 من مشاة البحرية“.
وأعلن الجيش الأوكراني، أنّه يراقب الخلاف الدائر بين مجموعة فاغنر العسكرية والقيادة العسكرية الروسية، ليؤكد قائد الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، أن الطرفين في روسيا يفترسان بعضهما البعض للحصول على السلطة والمال.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات:
سهم “المطاحن الأولى” يقفز بأكثر من 20% ويتصدرالسيولة بأولى جلساته
صفقة خاصة على “دار الأركان” بأعلى من مستويات التداول
ولي العهد يرأس وفد المملكة بقمة “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد” في باريس (صور)
القصبي:انضمام المملكة لاتفاقية عقود البيع الدولي للبضائع تعزز التجارة عبر الحدود