وول ستريت جورنال: لماذا لن تردع الحرب في أوكرانيا الصين من غزو تايوان؟ | سياسة
ورد بصحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) أن السؤال الإستراتيجي الذي يشغل بال أميركا وحلفائها اليوم هو: ما تأثير النكسات الروسية بأوكرانيا على تطلعات بكين الخاصة بابتلاع تايوان؟
وبين هذه الأسئلة: هل سترتدع الصين بسبب إخفاقات روسيا في أوكرانيا ورد الفعل الغربي القوي المفاجئ على الغزو؟ أم أنها ستستخلص دروسا مختلفة تماما، وتتعلم من أخطاء موسكو التكتيكية، وتأمل في الاستفادة من استنفاد الموارد العسكرية الغربية نهاية المطاف؟
وتوقع الكاتب ياروسلاف تروفيموف، مراسل الشؤون الخارجية بالصحيفة، أن يستخلص الرئيس الصيني شي جين بينغ دروسا مختلفة عما يأمل فيه الإستراتيجيون الأميركيون من أن تؤدي إخفاقات روسيا في أوكرانيا، ورد الفعل القوي من الغرب، إلى ردع بكين عن مهاجمة تايوان.
وأشار في مقال له بالصحيفة إلى أن القادة العسكريين والمدنيين بالصين راقبوا بجزع -خلال الأشهر 15 الماضية- تحول الحرب الخاطفة المتوقعة من موسكو بأوكرانيا إلى عملية طويلة الأمد تميزت بسلسلة من الهزائم، مضيفا أن الصينيين اعتادوا الإعجاب بروسيا لقدرتها على ترجمة العنف إلى مكاسب سياسية، قائلا إن هذا الإعجاب لم يعد موجودا، وإن صورة روسيا العسكرية ومصداقيتها قد انهارت.
حرب بتايوان تفرض مشاركة أميركية مباشرة
وقال تروفيموف إن الإجابة عن السؤال حول احتمال ارتداع بكين من التجربة الروسية مهمة كثيرا لأميركا، لأن المواجهة العسكرية بشأن تايوان، في حالة اندلاعها، من المرجح أن تشمل الولايات المتحدة بشكل مباشر، وستكون الأولى منذ أجيال ضد خصم قريب منها من ناحية القوة، مما يؤدي على الأرجح إلى خسائر فادحة.
ولدعم توقعه بألا تؤدي تجربة روسيا في أوكرانيا إلى ردع بكين عن غزو تايوان، نقل الكاتب ما قاله كوي تيانكاي السفير الصيني السابق بواشنطن ونائب وزير الخارجية الذي لا يزال مؤثرا في مؤسسة الحكم الصينية “بالطبع يجب أن تتوقف الحرب في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن، لكن مهما حدث هناك لا ينبغي أن يعيق جهودنا لإعادة التوحيد الوطني، فهي الهدف مهما كانت البيئة الدولية”.
اعتقادات صينية مختلفة
وقال الكاتب إن الصينيين يعتقدون أن الحرب في أوكرانيا لم تنته بعد، وإن هزيمة روسيا ليست نتيجة مفروغا منها. ورغم سلسلة العقوبات الغربية، لم يحدث انهيار للاقتصاد الروسي، ولم يواجه نظام الرئيس فلاديمير بوتين تحديات داخلية خطيرة حتى مع ارتفاع الخسائر القتالية، وعندما يتعلق الأمر بالوحدة الغربية بشأن أوكرانيا، لا تزال الصين وروسيا تعتقدان على الأرجح أنها ستنهار عاجلا أم آجلا، وربما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024.
وأضاف أن القادة الصينيين يحللون الحرب الروسية في أوكرانيا بعناية وينظرون إلى أوجه التشابه التاريخية بالعقيدة والمعدات العسكرية الصينية والروسية، وصولا إلى شارات الرتب، وأن أحد الاستنتاجات الإستراتيجية المحتملة لديهم هو أن روسيا انتكست في أوكرانيا لأنها هاجمت بقوة صغيرة جدا، متوقعة استسلاما بدلا من قتال حازم، وحذروا من أن الدرس العسكري للصين أن بكين ستحتاج إلى ملاحقة تايوان بضربة صادمة وبرعب هائل، وتشكيل قوة أكبر بكثير وربما الاستفادة من التهديد النووي من البداية، والحصول على اتصالات أفضل وأكثر أمانا، وصواريخ أكثر دقة، والمزيد من الطائرات بدون طيار.
ونسب الكاتب إلى ألكسندر جابيف مدير مركز كارنيغي المختص بشؤون روسيا-أوراسيا في برلين وأحد الخبراء الروس البارزين بشؤون الصين “إذا فشل الروس، فهذا لا يعني أن القيادة الصينية تعتقد أنها ستفشل أيضا. قد يعتقدون أن بوتين أحمق، وأن الروس أضعفوا جيشهم بالفساد وأن الجيش الروسي يفتقر للحافز، في حين أن الصين على ما يرام عندما يتعلق الأمر بالتحفيز”.