“نيوز ري” الروسي: هل يكون الفضاء مسرحا لحرب عالمية ثالثة؟ | أخبار سياسة
أكد تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي أن البنتاغون بدأ يجهز قاعدة استخباراتية لحرب النجوم المستقبلية، وذكّر بما سبق ونشرته وكالة بلومبيرغ من أن الأميركيين يعتزمون إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية تحت اسم “سايلنت باركير” إلى الفضاء هذا الصيف، بما سيسمح لهم بمراقبة تحركات روسيا والصين.
وأوضح التقرير أن “سايلنت باركير” هي شبكة أميركية من أقمار الاستطلاع المصممة لتتبع المركبات الفضائية الصينية أو الروسية التي يمكنها تعطيل أو إلحاق ضرر بالمنشآت المدارية الأميركية أو التابعة لحلفائها.
لماذا سايلنت باركير؟
ونقل تقرير “نيوز ري” عن عضو الأكاديمية الروسية للملاحة الفضائية، أندريه أيونين، قوله إن إطلاق مجموعة “سايلنت باركير” يعتبر المرحلة التالية في عسكرة الفضاء بالنسبة للولايات المتحدة.
وأضاف أن الأزمة الروسية الأوكرانية كشفت تزايد استخدام الفضاء ومعدات المراقبة والإنترنت لأغراض عسكرية، كما أظهرت أن للولايات المتحدة منافسين جديدين، هما الصين وروسيا.
ما الذي يخشاه البنتاغون؟
وأشار التقرير إلى أن البنتاغون قلق من الصين نظرا لامتلاكها أسلحة مصممة لتدمير الأقمار الصناعية، وعلى وجه الخصوص الجهاز الصيني “إس جي ـ 21″، الذي أطلق في عام 2021 ونجح لاحقا في رفع قمر صناعي صيني إلى مدار أعلى.
ووفقًا لرئيس قيادة الفضاء الأميركية جيمس ديكنسون، فإن “إس جي ـ21” يمكن أن يؤدي دورا مدافعا في الفضاء ويعرض الأقمار الصناعية الأميركية الثابتة للخطر.
وبحسب البنتاغون، تمتلك الصين مركبة فضائية صينية أخرى مزودة بذراع آلية يمكن استخدامها لالتقاط أقمار صناعية أخرى.
روسيا
وذكر “نيوز ري” أن الطيار العسكري الروسي اللواء فلاديمير بوبوف أكد أن روسيا تستطيع هي الأخرى إسقاط أو تدمير الأقمار الصناعية في حالة حدوث تصادم، أو في حالة توجيه مقذوفات حركية صغيرة الحجم نحوها.
وأضاف بوبوف أن المحطات في الوضع التلقائي تسمح بإطلاق بضع قذائف، حيث اختبرت روسيا وكذلك الولايات المتحدة الأسلحة الحركية وهو نوع من المسدسات الهوائية التي تطلق كرات صغيرة يمكنها تدمير المركبات الفضائية.
كما أن روسيا قادرة على إسقاط الأقمار الصناعية في مدارات منخفضة بواسطة طائرات مقاتلة على ارتفاعات عالية.
وقال التقرير إن قيادة الفضاء الأميركية كانت قد كشفت في خريف عام 2021 أن روسيا اختبرت نظاما صاروخيا مضادا للأقمار الصناعية. وخلال تلك الاختبارات، تم تدمير القمر الصناعي السوفياتي “كوزموس 1408” الذي أطلق في مدار أرضي منخفض عام 1982.
ووفقًا للجيش الأميركي، أصاب الصاروخ المركبة الفضائية وخلّف شظايا حطام في مدار أرضي منخفض.
ما الذي ستراقبه أقمار التجسس؟
وبحسب بوبوف فإن الأقمار الصناعية عنصر من “حرب النجوم” التي يسعى كل طرف خلالها للسيطرة على مجموعة الأقمار الصناعية التي تكون في مدارات منخفضة قريبة من الأرض وثابتة.
ووفقا لبوبوف، تعمل الأقمار الصناعية العسكرية الروسية بشكل رئيسي في مدارات منخفضة، في حين تعمل أقمار الاستطلاع الكهروضوئية على ارتفاعات تتراوح بين 150 و200 كيلومتر، أمّا محطات الرادار فيفوق ارتفاعها 300 كيلومتر.
وأشار أيونين إلى أنه في ظل انعدام الثقة المطلقة بين الأطراف في نزاع عسكري محتمل، من الضروري مراقبة تصرفات العدو المحتمل في الفضاء من أجل منع حدوث عمليات “تحت راية غريبة”.
وذكر تقرير “نيوز ري” أن مجموعة “سايلنت باركير” قد تخدم أيضا أنشطة الشركات التجارية.
وتعتبر روسيا أنظمة مثل ستارلينك لإيلون ماسك أكبر تهديد، وحسب أيونين ليس لدى ماسك أي التزامات تجاه أي شخص، وبموجب قانون الفضاء الحالي، لا تتحمل الشركات التجارية أي مسؤولية، وتقع كامل المسؤولية على عاتق الدول.
ومن ثم، فإن ماسك -الذي يمتلك اليوم عددا من الأقمار الصناعية يفوق ما تمتلكه دول العالم مجتمعة- هو “بارون الفضاء” كونه رجل أعمال ويركز بشكل أساسي على الربح”، على حد تعبير “نيوز ري”.