الرئيس التنفيذي لـ”إنفيديا”: الجميع يمكن أن يكون مبرمجا بفضل الذكاء الاصطناعي | تكنولوجيا
يتوقع جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” (Nvidia) أن يدخل العالم “حقبة حوسبة جديدة” بعد تقرير الأرباح الممتاز لشركته وما تلاه من ارتفاع في الأسهم، بحسب تقرير موقع “سي إن بي سي” (CNBC).
وتعتبر هذه الشركة من الرواد في صناعة المعالجات التي تدخل بشكل كبير في ثورة الذكاء الاصطناعي الحالي، مما عزز أسهمها وأرباحها خلال النصف الأول من هذا العام.
كما تعد “إنفيديا” -التي يقع ومقرها ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة- واحدة من أبرز شركات إنتاج بطاقات الصورة وأنظمة ألعاب الفيديو.
وتوقعت الشركة الأسبوع الماضي أن تزيد إيرادات الربع الثاني بأكثر من 50% على تقديرات “وول ستريت” وقالت إنها تعمل على زيادة العرض لتلبية الطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تُستخدم في روبوت الدردشة “شات جي بي تي” (ChatGPT) والتطبيقات المماثلة، بحسب تقرير رويترز (Reuters).
وفي حديثه إلى الآلاف بمنتدى كومبيوتكس (Computex) في تايوان أمس الاثنين، قال هوانغ -الذي وُلد جنوب تايوان قبل هجرة عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلاً- إن الذكاء الاصطناعي يقود ثورة في مجال الحوسبة.
ويضيف هوانغ “ليس هناك شك في أننا في عصر حوسبة جديد.. كل عصر حوسبة، يمكنك القيام بأشياء مختلفة لم تكن ممكنة من قبل، والذكاء الاصطناعي مؤهل لهذه الفئة بالتأكيد”.
و”كومبيوتكس” هو المعرض العالمي الرائد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإنترنت الأشياء، ويشارك في تنظيمه مجلس تنمية التجارة الخارجية في تايوان، وجمعية تايبيه للحاسوب. ويغطي صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقال هوانغ -في أول كلمة عامة له منذ الوباء- إن هذا العصر الجديد ينمو عن طريق الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقدم منصة حاسوب عملاق جديدة للذكاء الاصطناعي تسمى “دي جي إكس جي إتش 200” (DGX GH200) تهدف إلى بناء نماذج ذكاء اصطناعي توليدية.
والذكاء الاصطناعي التوليدي نوع من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها إنتاج أنواع مختلفة من المحتوى، بما في ذلك النصوص والصور والصوت والبيانات التركيبية.
وعاد هوانغ ليعدد مزايا الحاسوب العملاق الجديد “هذا الحاسوب لا يهتم بكيفية البرمجة، هو سيحاول فهم ما تعنيه، لأنه يحتوي على هذا النموذج اللغوي الكبير المذهل. وبالتالي فإن حاجز المعرفة البرمجية الذي كان عائقا أمام صناعة البرامج أصبح أقل بشكل لا يصدق”. وأضاف “لقد أغلقنا الفجوة الرقمية. الجميع مبرمج. الآن، عليك فقط أن تقول شيئًا للحاسوب ليبرمجه”.
وتقول “إنفيديا” إن الذكاء الاصطناعي التوليدي “أهم منصة حوسبة في جيلنا” حيث ينتقل الأفراد والشركات لإنشاء تطبيقات جديدة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي بهذه العملية.
وتوضح الشركة أن المحترفين المبدعين سيكونون قادرين على إنشاء صور من خلال مطالبة نصية بسيطة، بينما يمكن للمبرمجين تسريع جهود تطوير التطبيقات وتصحيح الأخطاء، حتى أن المهندسين المعماريين يمكنهم إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد من مخططات أرضية ثنائية الأبعاد.
ويقول هوانغ “في كل عصر حوسبة يمكنك القيام بأشياء مختلفة لم تكن ممكنة من قبل” مضيفًا “الذكاء الاصطناعي مؤهل بالتأكيد”. وأوضح أن عصر الحوسبة هذا “مميز من عدة نواح”.
قفزات بالذكاء الاصطناعي
وأعلنت “إنفيديا” رغبتها في تزويد كل مركز بيانات تابع لها بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وفق ما أعلنه هوانغ خلال حديثه في معرض كومبيوتكس.
وسلط هوانغ الضوء على نموذج الحوسبة إنفيديا “كودا” (Cuda) الذي يخدم 4 ملايين مطور وأكثر من 3 آلاف تطبيق، مشيراً إلى أن “كودا” شهد 40 مليون عملية تنزيل، منها 25 مليون عملية خلال العام الماضي وحده.
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس التنفيذي لعملاق التكنولوجيا بدء الإنتاج الكامل لخادم “جي بي يو- إتش جي إكس- إتش 100” (GPU-HGX-H100) وهو أول حاسب في العالم يعمل بمحرك محول، ويعد مكتبة لتسريع نماذج المحولات في معالجات الرسومات الخاصة بـ “إنفيديا” لتوفير أداء أفضل مع استخدام مساحة ذاكرة أقل. وأضاف هوانغ أن الخادم الجديد يُصنع بواسطة شركات في جميع أنحاء تايوان.
صفقات مع شركات كبرى
كما كشف هوانغ -في حديثه- أن “مايكروسوفت” (Microsoft) و”ميتا” (Meta) و”غوغل كلاود” (Google Cloud) ستكون أولى الشركات التي تستخدم منتج إنفيديا الجديد “دي جي إكس- جي إتش 200” (DGX- GH200) الذي يحتوي على 256 شريحة من “غريس هوبر” (Grasshopper) ويعمل كوحدة معالجة رسومات عملاقة.
ودخلت شركتا “إنفيديا” و”سوفت بنك” (SoftBank) في شراكة لتقديم رقاقة “غريس هوبر” الفائقة الدقة لمراكز البيانات التابعة لـ “سوفت بنك” باليابان، لتمكنها من استيعاب تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل موفر للتكاليف والطاقة.
كما أعلنت “إنفيديا” عن إطلاق منصة “سبيكترم- إكس” المخصصة لزيادة كفاءة الشبكات المحلية، وكذلك عن شراكتها مع شركة “دبليو بي بي” عملاق الدعاية والإعلان، لتطوير محرك محتوى خاص بالواقع الافتراضي لشركة “إنفيديا” الذي يُطلق عليه “أومنيفرس” “Omniverse”.
كما أتيحت منصة صناعة الروبوتات “إنفيديا أيزك آرم” لأي مُطور للروبوتات، وفق الرئيس التنفيذي لعملاق التكنولوجيا.