محمد بن أسلم الغافقي.. الطبيب الأندلسي الذي اخترع أول نظارة طبية وأجرى عملية المياه البيضاء
استمدت الحضارة الإسلامية علومها ومعارفها التجريبية من ميراثها الذاتي وكذلك من خلال التفاعل مع ميراث الحضارات الأخرى، واستخدمت المنهج العلمي التجريبي للتأكد من صحة ما وصل إليها من هذه الحضارات في جميع العلوم والمعارف، ومن جملتها علوم الطب والصيدلة، التي جمعت بين ميراث العرب العلمي قبل الإسلام وبعده وبين ما وصلها من علوم الهند والدولة البيزنطية، وما بلغها من إرث الحضارات القديمة الباقية في بلاد فارس والعراق والشام ومصر، حيث ازدهرت مدارس مرموقة مثل مدرسة طب جنديسابور في إيران، ومدارس دمشق، ومدرسة الإسكندرية في مصر، وكل ذلك أسهم في صناعة نهضة طبية ضخمة في دولة الإسلام.
ولئن برز الحارث بن كلدة الثقفي والنضر بن الحارث بن كلدة وأثير بن عمرو السكوتي في العصر النبوي والراشدي، فقد بدأ الطب يزدهر بصورة أكثر تخصصية منذ العصر الأموي، وسيبدأ بعض أبناء الأسرة الأموية الحاكمة في دراسة واستيعاب هذا التخصص مثل خالد بن يزيد بن معاوية ابن الخليفة يزيد وحفيد الخليفة الأموي معاوية الأول بن أبي سفيان، وغيره ممن استوطنوا دمشق بحكم كونها عاصمة الدولة الإسلامية حينذاك مثل الحكم الدمشقي وابن الحكم الدمشقي وابن آثال وغيرهم. ومع هذه القفزة العلمية والحضارية وامتداد مساحة الدولة الأموية، وزيادة أعداد المرضى، قرر الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان قبل أن ينتهي القرن الأول من الهجرة أن يُنشئ بيمارستانا (مستشفى) متخصصا ذا أقسام مختلفة في دمشق، منها قسم للمصابين بمرض الجذام، وأمر ألا يختلطوا بالناس حتى لا ينشروا العدوى والمرض [1].
وقد عرفت مصر أيضا في تلك الفترة بعض “المستشفيات” مثل بيمارستان زُقاق القناديل، أشهر أزقة مدينة الفُسطاط العاصمة الإسلامية الأولى، وكذلك عرفت الإسكندرية مستشفيات مماثلة، لكن الثورة الكبرى التي وقعت في ميدان الطب وفي العلوم التجريبية عامة كانت مع مجيء العباسيين وانفتاحهم على حضارات الهند والفُرس والبيزنطيين بصورة أوسع ممن سبقوهم، وعملهم على ترجمة الميراث العلمي لتلك الأمم منذ عصر أبي جعفر المنصور وهارون الرشيد ثم مأسسته على يد المأمون من خلال “بيت الحكمة” وأقسامه العلمية التي تخصصت في الفلك والطب والرياضيات والهندسة وغيرها، ولم تكن مؤسسة بيت الحكمة مقصورة على الترجمة والنقل فقط، بل ثبت أن المأمون أقام الفرق العلمية المتخصصة في العديد من هذه المجالات العلمية، وقد أضافت نقلة كبيرة كما تناولنا من قبل مع أسرة موسى بن شاكر.
لُمست آثار هذه الثورة العلمية في مجال الطب في العديد من المنجزات الضخمة على مستوى التأليف والتجريب، وعلى مستوى الكشوف العلاجية، وكذلك في اتساع أقسام البيمارستانات التي انتشرت في طول البلدان وعرضها، وكثرة الأطباء بل الأُسر الطبية مثل أعضاء أسرة آل بختيشوع أمثال جورجيوس وبختيشوع وجبرائيل وعبيد الله، وأسرة ماسوية وأبنائه يوحنا وميخائيل، والكندي وثابت بن قرة وأبنائه وأحفاده، والطبيب العباسي الأشهر الرازي، ثم ابن سينا، ومن جاء بعدهم من أبرز الأطباء في تاريخ الحضارة الإسلامية في هذا العهد، وقد أسهم كلٌّ منهم في مختلف الميادين الطبية التي أشرنا إليها [2].
تقدم طب العيون الإسلامي
ولئن قامت الثورة الطبية والعلمية في دمشق وبغداد والقاهرة، فإنها سرعان ما امتدّت إلى مغارب العالم الإسلامي، وحظيت بنصيب كبير من التقدّم في الأندلس التي لمعت فيها أسماء لا تزال تحمل بصمة باقية حتى في الطب الحديث إلى يومنا هذا، مثل الزهراوي مخترع أدوات الجراحة، وابن زهر الإيادي، وأبي الوليد بن رشد الحفيد، وابن خلصون، والقربلياني، وغيرهم.
وقد ازدهر ميدان الطب في الأندلس منذ عصر مؤسس الدولة الأموية عبد الرحمن الداخل إبان القرن الثاني من الهجرة، فتذكر بعض المصادر أن أول مَن اشتهر بالطب في الأندلس كان الوليد المذحَجي الذي دخل إلى الأندلس مع عبد الرحمن الداخل، وكان طبيبه والمدبر لعلاجه، ومن ناحية التأليف الطبي نجد أن من أوائل مَن عنوا بذلك كان عبد الملك بن حبيب السُّلمي الإلبيري الذي ألّف كتابا جمعَ فيه أخبارا عن الطب العربي القديم، كما تناول رؤية الإسلام لهذه المهنة من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وكشف عن الجديد في زمنه في مجال التطبيب والعلاج وأنواع الأدوية والأغذية والأمزجة والطبائع، وهذا الكتاب الذي أُلّف قبل ألف ومئتي عام استطاع المحقق والوزير المغربي الأسبق محمد العربي الخطّابي أن يقع على نسخة منه، وعنونه بـ”طب العرب”، كما انتقى منه أهم فصوله وعمل على تحقيقه ونشره [3].
كما عرفت الحضارة الإسلامية التخصص العلمي في أقسام الجراحة والولادة والعظام (المجبّر) والعيون (الكحّالة)، وهذا القسم الأخير كان ضمن أقسام الطب العام التي تناولها الكندي والرازي وابن سينا والزهراوي، وبرز أيضا قسما مستقلا بذاته علاجا وتأليفا وتخصصا وبحثا، وبرز فيه كحّالون مسلمون مثل أحمد وعمر بن يونس الحرّاني، الطبيبين المقربين من الخليفة المستنصر بالله الأموي في الأندلس، وكان أحمد بن يونس “أول طبيب عربي يُجري عملية إزالة المياه على العين لعلاج مرض الساد أو “الكتاراكت” (Cataract) كما يُعرف اليوم بواسطة إبرة مجوّفة. وفي حين ذهب البعض إلى القول إن ابن زُهر هو أول مَن استعمل هذه الإبرة، فإن الحقيقة هي أن ابن زهر جاء بعد أحمد بن يونس بـ150 عاما، ويُرجح أنه أخذها عنه. ولكن مما يُؤسف له أن “رسم هذه الآلة لم يصلنا، وهي بحق سبق لا مثيل له”[4].
وفي هذا التخصص الطبي أيضا ظهر الكحّال الشهير عمّار بن علي الموصلي وله كتاب “المنتخب في علاج أمراض العين”، وعلي بن عيسى صاحب كتاب “تذكرة الكحّالين”، والطبيب الأشهر الحسن بن الهيثم صاحب النظرية الأشهر في علم البصريات والعدسات وأنواعها، وهو واحد من أكثر علماء البصريات المسلمين الذين أثّروا في الحضارة الغربية.
ابن أسلم الغافقي وكتابه المرشد
ومن هؤلاء العلماء الكبار في مجال طب العيون بحثا وعلاجا وتأليفا وتخصصا سنجد محمد بن قسُّوم بن أسلم الغافقي الأندلسي، الذي عاش في النصف الأخير من القرن السادس الهجري والقسم الأول من القرن السابع الهجري، ونحن للأسف الشديد لا نملك معلومات مفصّلة عن حياته في الأندلس إلا شذرات وجدناها في كتابه “المرشد في الكُحل” لا تشفي الغلة، يبدو فيها أنه من قرية تُسمى غافق كانت قريبة من قُرطبة، ولربما كان الغافقي من ذرية والي الأندلس الأشهر وفاتح أقسام واسعة من جنوب ووسط فرنسا عبد الرحمن الغافقي شهيد معركة بلاط الشهداء.
وقد كان طبيب العيون والمستشرق الألماني ماكس مايرهوف أول مَن اهتم في العصر الحديث بتراث محمد بن أسلم الغافقي ومؤلّفه الأهم “المرشد في طب العين” أو “المرشد في الكُحل”، وعمل على تحقيقه ونشره وترجمته إلى الإسبانية في عام 1933م بمناسبة اشتراكه في مؤتمر علمي عُقد في مدريد، ولكن الدراسة الأشمل لهذا الكتاب تحقيقا ونشرا كانت على يد الدكتور وطبيب العيون حسن علي حسن، الذي حقق كتاب “المرشد” كاملا لنيل درجة الدكتوراه من إسبانيا، وفي هذا الكتاب سنرى الغافقي يخصص أكثر من 55 فصلا لدراسة تركيب العين وأمراضها وعلاجاتها [5].
ومن الملاحظ في كتاب المرشد للغافقي أنه يقسّم الطب إلى جانبين؛ نظري وعملي، أو “علم وعمل”، ثم يقسم العلم إلى عدة أقسام وهي العلم بالأمور الطبيعية مثل المزاج والأخلاط والأعضاء والقوى والأرواح، والعلم بالأمور غير الطبيعية مثل الهواء والطعام والشراب والحركة والسكون والنوم واليقظة، والعلم بالأمور الخارجة عن الطبيعة مثل الأمراض وأسبابها وأعراضها. أما العمل فيقسّمه الغافقي إلى قسمين؛ حفظ الصحة على الأصحاء، ثم ينزل هذا العنوان الكبير على العين من حيث أولا حفظ صحتها ابتداء، ثم حفظ صحة العيون التي ابتدأت تحيد عن الصحة، ثم حفظ صحة العيون الضعيفة مثل عيون الأطفال والمسنين. وكذلك يتناول أمراض العيون وعلاجها الذي كان يتم من خلال الأغذية والأدوية، أو بالتدخل الجراحي[6].
والحق أن كتاب المرشد لابن أسلم الغافقي القرطبي كان إحدى الثورات العلمية في الأندلس خاصة والتراث الطبي الإسلامي عامة، فقد انتقد الغافقي في مقدمة هذا الكتاب القصور الواضح في مؤلفات مَن سبقوه مثل عمار الموصلي وابن الهيثم وحنين بن إسحاق وغيرهم، يقول: “يا بُني، إني لما نظرتُ في هذه الصناعة الطبية، أعني طب العين، فلم أجد في ذلك كتابا جامعا لجميع ما يُحتاج إليه من علم وعمل؛ أما حُنين بن إسحاق فإني رأيتُ له في ذلك كتابين ساقهما على طريق الاختصار… وأما عمار بن علي الموصلي فإنه ألّف كتابه في العين في غاية من الاختصار”[7].
أمراض العين وعلاجاتها كما ذكرها الغافقي
اهتم الغافقي بوضع منهج علمي دقيق لدراسة وتناول كل ما يطرأ على العين من أمراض، وتفصيل ما يحفظها من العوارض؛ بادئا بالحديث عن أقسام العين، ثم صفاتها، ثم ما يقويها من الطبيعة أو ما يعالجها من الأدوية والأضمدة والمراهم، ثم أخيرا الجراحات، فإذا ما أردنا أن نرجع إلى القسم المتخصص بحفظ صحة العين، فسنرى الغافقي يتناول الألوان النافعة والضارة للبصر، يقول عن الألوان النافعة للبصر: “أنفع الألوان للعين من ألوان الثياب وغيرها من الأشياء اللون الإسمانجوني (الأزرق الغامق)، واللون الأسود، واللون الأخضر، واللون البنفسجي”. أما الألوان الضارة بالبصر فهي: “اللون الساطع، واللون اللامع، واللون الأبيض، واللون الأحمر، واللون الأصفر، هذه الألوان تُفرّق الاتصال وتُبدد نور البصر”[8].
ومن الأمراض التي درسها الغافقي الصداع والشقيقة وأمراض الأجفان والأورام التي تصيبها بأنواعها، بل تناول أسباب السواد تحت العين (الهالات السوداء) والأضمدة التي تعالجها، وهي أدوية مستخرجة من النباتات المفردة أو النباتات المركبة التي يتم طحنها ثم عجنها ووضعها في موضع الداء، ففي فصل “أضمدة تنفع من السواد العارض تحت العين” وما كان منها ناتجا عن تعرض لضربة تركت اللون البنفسجي تحت العين؛ يقترح بعض العلاجات، يقول: “يُسحق الصَّبر مع العسل ويُهيَّأ منه لُطُوخ على الآثار… وآخر مثله: يُؤخذُ الثوم فيُحرق ويُعجن بالعسل ويُلطخُ تحت العين إن شاء الله، فإنه يُذهب اللون البنفسجي”[9]، ونحن اليوم نعرف من خلال آخر الدراسات الطبية عن الفوائد الكبيرة للثوم بوصفه مضادا طبيعيا ضد كثير من الأمراض والالتهابات.
خصص الغافقي أيضا كلاما طويلا ومهما عن أمراض الرمد والملتحمة وعلاجها، والتهاب الملتحمة أو ما يعُرف بالعين الوردية هو التهاب يصيب الغشاء الشفاف الذي يبطن الجفن ومقلة العين، وأسبابه غالبا ما تكون بكتيرية أو فيروسية أو تحسسية، ويصف الغافقي أن مرض التهاب الملتحمة له أسباب عارضة من حرارة الشمس أو الغبار أو البخار أو الأدهان أو أسباب داخلية (غالبا فيروسية أو بكتيرية)، فيكون العلاج تبعا لمعرفة أسباب المرض، يقول: “ينبغي إذا كان الرمدُ نوعا من الأورام أن يُعالج بعلاج الأورام بما يقمع ويردع… ويجب أن تُخلط مع أدويته بعض الرطوبات المسكِّنة مثل بياض البيض واللبن ولُعاب حبّ السفرجل؛ ولأن العين عضو كثير الحسّ، سريع الألم، فلا يجب أن تُكابدها في الابتداء بالأدوية، بل يجب أن تعرف السبب الفاعل للرمد”، ثم يتناول العلاجات تبعا لأنواع الرمد التي تناولها في بداية هذا الفصل[10].
كما تناول الكتاب علاج حوَل الأطفال بطرق ذكية مبتكرة، وهو يقر أن حول الأطفال يزول مع الوقت إذا انتُهج في علاجه الأساليب الصحيحة، يقول: “الحول العارض للصبيان عند الولادة يزول بوضع البُرقع على الوجه ليكون نظرهم على استقامة. إن الحوَل يعرضُ من تمدد العضل المحرّك لمقلة العين، ويُعالج أيضا بسِراج يوضع بإزائهم ويُجعل ضوؤه من جانب، فإن كانت العين مائلة ناحية الأنف تُلصق على المأق الذي يلي الصدغ صوفا أحمر أو أسود ليكون نظره إليه فتستوي عيناه”. ونفهم من هذا أن الحول الطبيعي علاجه كما يذكر الغافقي يكون في جذب انتباه مأق العين لأطول فترة ممكنة باتجاه الجانب الذي يراد علاجه والمداومة على هذه التدريبات العلاجية.
لكن ماذا إذا كان الحوَل مَرضا وقع فيما بعد على كِبر؟ يرى الغافقي في هذه الحالة أنه “يعرضُ من الحرّ واليبس، وكثيرا ما يتصرف به على الرأس مرض كالصداع والدوار وصداع مبرّح، وإن أخذتَ الرتّة (نبات البندق الهندي) ودققتها (سحقتها) وعصرتَ ماءها وربيت بها الكحل واستعملتَه نفعَ الحوَل. ومما ينفعُ الحول: عصارة ورق الزيتون”[11].
لم تقف عبقرية الغافقي الطبية عند هذا الحد، فقد كشف العديدُ من الباحثين المتخصصين في تراثه الطبي أنه كان من المتمكنين من إجراء عمليات المياه البيضاء أو الكتاراكت، ويؤكد الباحث نبيل درويش أن الغافقي كان أول مَن اخترع النظّارة الطبية خلافا للرواية الشهيرة التي تنسبها إلى روجر بيكون، والغافقي أسبق زمنا من بيكون بنصف قرن، ودليل ذلك كما يقول درويش من اللغة الإسبانية ذاتها، فكلمة نظّارة باللغة الإسبانية تعني “Gafas” التي اشتُقّت من اسم الغافقي “Alghafiqi”، وقلة من الناس يربطون بينها بحسب وصفه.
لم يؤلف الغافقي كتاب “المرشد” في طب العيون فقط، بل له كتاب آخر مفقود في الصيدلة والعقاقير اسمه “الأدوية المفردة”، ويتضح لنا من خلال كتاب المرشد ذاته مدى الخبرة الكبيرة التي كان عليها الغافقي بالأدوية المفردة والمركّبة، ولا شك أن هذا الكتاب المفقود لم يكن مختصا بأدوية العيون فقط، بل بغيرها من علاجات الأمراض والأدواء الأخرى.
تلك بعض إسهامات محمد بن قسّوم بن أسلم الغافقي الطبيب والصيدلي في ميدان الكحالة المعروف بطب العيون، ولا شك أن وجود هذا الرجل في الأندلس في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي أسهم في ترجمة أعماله وتعرُّف الأوروبيين عليها؛ وبسبب هذا الإسهام الضخم حرصت إسبانيا على تخليد ذكراه بوضع تمثال للتذكير به في مدينته قُرطبة.
__________________________________
المصادر
- [1] أحمد عيسى بك: البيمارستانات في الإسلام ص205.
- [2] كمال السامرائي: تاريخ الطب العربي، الطب في العصر العباسي.
- [3] محمد العربي الخطابي: الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية 1/11.
- [4] المرشد في طب العين للغافقي، مقدمة المحقق الطبيب حسن علي حسن، ص29.
- [5] الغافقي: المرشد في طب العين، مقدمة المحقق.
- [6] جمال بامي: محمد بن أسلم الغافقي.
- [7] الغافقي: المرشد ص45، 46.
- [8] الغافقي: المرشد ص253.
- [9] المرشد، ص302.
- [10] المرشد، ص382، 383.
- [11] الغافقي: المرشد ص457.