Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

السودان.. غوتيريش يحذر من تمدد الصراع خارج الحدود والجيش والدعم السريع يتفقان على هدنة سابعة | أخبار


أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، خشيته من تمدد النزاع الدائر في السودان خارج حدود البلد وتهديد عمليات التحول الديمقراطي ومسار السلام في دول الجوار.

يأتي ذلك فيما قررت منظمة التعاون الإسلامي إرسال وفد رفيع المستوى إلى السودان “في الوقت المناسب” بالتنسيق مع السعودية التي تترأس القمة الحالية للمنظمة، بهدف احتواء التصعيد.

وقد استمرت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الـ18 على التوالي في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى برغم الهدنة المعلنة لمدة 72 ساعة (تنتهي منتصف ليل الأربعاء)، وموافقة الطرفين على هدنة جديدة لمدة 7 أيام تبدأ غدا الخميس.

وتعليقا على إعلان الهدنة، قال دينق داو وزير خارجية جنوب السودان -خلال مقابلة مع الجزيرة- إن وقف إطلاق النار مهم جدا للسودانيين وإن الحل يجب أن يكون نابعا من طرفي النزاع لكي يكون مستداما.

كما أكد أنه تم عرض أن تكون جوبا مكانا للقاء الطرفين المتحاربين من أجل التوصل إلى حل للنزاع.

وفي ذات الشأن، أكد دفع الله الحاج المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني، أنه لا تفاوض مباشرا مع قوات الدعم السريع. وأضاف في أعقاب لقاءات أجراها في السعودية ومصر، أن الحل النهائي للأزمة الحالية في السودان يكون من خلال الحسم العسكري.

وأكد الحاج أن الجيش قبل مبادرة الهدنة السعودية الأمريكية، وليس وساطة لحل النزاع. وأشار إلى أن وفد الجيش لن يلتقي وجها لوجه مع مبعوث قوات الدعم السريع؛ موضحا أن التواصل سيكون عبر الوسطاء.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الجيش السوداني إن الجيش وافق على مقترح الهيئة لحكومية للتنمية (إيغاد) بشأن الأزمة في البلاد، ويتلخص في تمديد الهدنة الحالية لمدة أسبوع، وتسمية ممثل للتباحث مع الآلية الرفيعة المستوى المكونة من رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي، على أن يُجرى هذا الحوار في دولة يتم التوافق عليها مع الآلية.

وأكد المتحدث أن الموافقة على المقترح تأتي انطلاقا من مبدأ الحلول الأفريقية ومراعاة للجوانب الإنسانية، مع أخذ المبادرة الأميركية السعودية في الاعتبار.

قلق أممي

في غضون ذلك، قال غوتيريش -خلال مؤتمر صحفي في نيروبي- إن “الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق. ويجب التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”، معبرا عن “قلقه الشديد” بشأن امتداد النزاع إلى دول الجوار التي تمر بمشاكل سياسية ومراحل انتقالية، لا سيما تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.

وأضاف “من الضروري للغاية دعم تشاد بشكل كبير في الوضع الحالي. ومن ناحية أخرى، هناك دول أخرى في المنطقة تشهد عمليات سلام. إثيوبيا في عملية سلام. ومن الضروري للغاية تجنب أي انتشار من السودان إلى إثيوبيا”.

وتابع بأن “جنوب السودان في عملية بطيئة وصعبة لتنفيذ الاتفاقات المبرمة. وأي اضطراب في ما يتعلق بجنوب السودان سيكون في غاية الخطورة”.

وأكد المسؤول الأممي أن أكثر من 100 ألف شخص لجؤوا إلى الدول المجاورة منذ بدء النزاع، وتضع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خططا لاستقبال ما يصل إلى 800 ألف آخرين، ما يبرز تأثير الصراع على الإقليم.

في المقابل، أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، أكد التزامه التام بفتح وحماية الممرات الإنسانية لتسهيل حركة المواطنين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وقال حميدتي إنه ناقش مع مفوض غريفيث تطورات الأوضاع الإنسانية في السودان وأهمية التنسيق لتقديم المساعدات المطلوبة.

وفد للخرطوم

من ناحية أخرى، قررت منظمة التعاون الإسلامي إرسال وفد رفيع المستوى إلى السودان، بالتنسيق مع السعودية التي تترأس القمة الحالية للمنظمة.

وقال الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، عقب اجتماع طارئ لها في جدة لبحث تطورات الأوضاع في السودان، إن “المنظمة سوف تعمل بتوصيات الدول الأعضاء بما في ذلك إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى السودان”.

وأوضح أن الوفد سيتم إرساله في “الوقت المناسب”، مشيرا إلى أن “السودان يشهد تطورات خطيرة تستدعي التحرك الفوري جراء الاشتباكات وأدت لسقوط العديد من الضحايا وزادت الأوضاع الإنسانية تدهورا”.

ودعا إلى “بذل المزيد من الجهود للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وحث الأطراف على الجلوس حول مائدة الحوار”.

اشتباكات

وتأتي هذه المساعي الدبلوماسية فيما تتواصل المعارك بين طرفي الصراع السوداني، فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن اشتباكات عنيفة دارت اليوم في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم، مؤكدا أن دخانا كثيفا تصاعد حول محطة جاكسون للمواصلات وسط المدينة.

كما قالت قوات الدعم السريع إنها تصدت لهجوم من قوات شرطة الاحتياطي المركزي “على مواقع تمركزها” وسط الخرطوم.

وأفاد شهود عيان بحدوث انفجارات قوية شمال مدينة بحري شمالي العاصمة، مع سماع أصوات مضادات الطائرات.

وصباح اليوم، قال مراسل الجزيرة إن سلاح الجو واصل طلعاته الجوية واستهدف مواقع للدعم السريع في محاور القصر الجمهوري، والخرطوم بحري وأم درمان وشرق النيل، فيما أطلقت مضادات الطيران طلقات متقطعة من محيط القصر الرئاسي في محاولة لإبعاد هذه الطائرات.

حصيلة القتلى

وقد أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين جراء الاشتباكات المتواصلة إلى 448 شخصا منذ بداية الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الماضي.

وذكرت النقابة، في بيان لها، أن عدد الإصابات ارتفع أيضا إلى 2322 حالة في صفوف المدنيين. فيما كانت آخر حصيلة معلنة من قِبَل النقابة تتحدث عن 447 قتيلا و2255 مصابا.

وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير إنها تتواصل مع قيادة الجيش السوداني والدعم السريع “لحثهم على وقف القتال والالتزام بالهدنة الإنسانية المعلنة”.

وأكد الائتلاف، في بيان له، “ضرورة الوصول لوقف عاجل ودائم لإطلاق النار، يمهد لحل سياسي سلمي يحافظ على وحدة البلاد وأمنها”.

وأدان “كافة الانتهاكات وأعمال السلب والنهب، واستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة داخل المناطق المأهولة بالسكان”، داعيا إلى “فتح مسارات آمنة تمكّن كافة المنظمات العاملة في المجال الإنساني من معالجة الآثار الكارثية للحرب”.

ممر آمن

إنسانيا، قال المفوض الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث اليوم الأربعاء إنه يعمل على الحصول على ضمانات من طرفي الصراع لتوفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض 6 شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب، وفق تعبيره.

وقال غريفيث من بورتسودان، التي فر إليها عدد كبير من الأشخاص منذ نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، “ما زلنا بحاجة إلى موافقات وترتيبات للسماح بتنقل العاملين والإمدادات”.

وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أبلغه بأن 6 شاحنات كانت متجهة إلى دارفور نُهبت في الطريق على الرغم من تأكيدات على ضمان السلامة والأمن.

كما أعرب، في لقاء مع الجزيرة، عن قلقه بشأن ندرة الغذاء والمياه ونقص اللقاحات في السودان، مطالبا كلا من قائد الجيش رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي بفرض احترام الضمانات الإنسانية للتمكين من إيصال المساعدات.

وأكد غريفيث أنه تم جمع 200 مليون دولار لمساعدة السودانيين لكن البلاد ستكون بحاجة إلى المزيد بالنظر لتطورات الوضع هناك.

وعقب لقائه غريفيث، شكر حميدتي المسؤول الأممي على الجهود المبذولة لتقديم الدعم والمساعدة للمتأثرين بالأوضاع في البلاد، مؤكدا “التزامه التام بفتح وحماية الممرات الإنسانية لتسهيل حركة المواطنين في أماكن سيطرة قوات (الدعم السريع) وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.

الملحقية السعودية

على صعيد آخر، أدانت دول ومنظمات عربية وإسلامية “اقتحام” الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم.

وكانت الخارجية السعودية قد أعلنت في وقت سابق “اقتحام مجموعة مسلحة مقر ملحقيتها الثقافية في العاصمة السودانية الخرطوم وتخريبها، والاستيلاء على بعض الممتلكات”، دون أن توجه اتهاما لأحد، أو تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الواقعة.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، إن الإمارات “تدين بشدة اقتحام الملحقية الثقافية السعودية في العاصمة السودانية الخرطوم”، ووصفتها بأنها “أعمال إجرامية”، داعية إلى “حماية المباني الدبلوماسية”.

وأعربت الخارجية البحرينية عن “إدانة المملكة بشدة لذلك الاقتحام”، مؤكدة تضامنها مع السعودية “وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات مشروعة لتأمين بعثاتها الدبلوماسية”.

كما أدانت الخارجية الكويتية الاقتحام، واعتبرت أنه “عمل مُجرّم دوليا”، داعية السودان لسرعة “اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لتوفير الحماية الكاملة لمقر البعثات الدبلوماسية”.

كما أدانت كل من منظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي الاقتحام ودعيا لاحترام حرمة المباني الدبلوماسية وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى