روسيا تكثف القصف على خيرسون وزيلينسكي: هذه السنة ستكون “حاسمة” | أخبار
قتل 21 شخصا على الأقل وأصيب 48 آخرون في قصف روسي “كثيف”، اليوم الأربعاء، على منطقة خيرسون الأوكرانية (جنوب)، في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة مفاجئة إلى فنلندا أن هذه السنة ستكون “حاسمة”.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية وقوع هجوم روسي واسع على منطقة خيرسون، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 21 شخصا وإصابة 48 آخرين “بجروح متفاوتة”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السلطات الأوكرانية فرض حظر تجوّل في خيرسون قرب خط الجبهة في الجنوب لمدة 58 ساعة اعتبارا من مساء الجمعة فيما تقول كييف إنها أنجزت التحضيرات لهجوم واسع النطاق.
وقال رئيس الإدارة العسكرية المحلية أولكسندر بروكودين على تليغرام “اعتبارا من الساعة 20:00 (17:00 بتوقيت غرينتش) في الخامس من مايو/أيار سيفرض حظر تجول في خيرسون وسيستمر حتى الساعة 06:00 صباحا (03:00 بتوقيت غرينتش) في الثامن من مايو/أيار”.
وأضاف “خلال هذه الساعات الـ58، سيمنع التنقل في شوارع المدينة. كما سيمنع الخروج من خيرسون والدخول إليها”.
وبرّر بروكودين “هذه القيود المؤقتة” بـ”ضرورة” تمكّن “قوات الأمن من القيام بعملها” دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ويأتي إعلان السلطات في وقت قالت فيه كييف إنّ استعداداتها لشنّ هجوم واسع النطاق لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق وجنوب البلاد “تقترب من نهايتها”.
ولا تزال روسيا تسيطر على حوالي 20% من أوكرانيا بينها شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014. وكانت خيرسون التي سيطرت عليها القوات الروسية لأشهر في 2022، استعادتها أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إثر هجوم مضادّ ناجح شنّته كييف في المنطقة.
ومنذ ذلك الحين، تتعرّض المدينة لقصف منتظم فيما ينتشر الجيش الروسي على الجانب الآخر من النهر الذي يشكل خط جبهة بحكم الأمر الواقع.
منطقة القرم
وفي منطقة القرم، أعلنت السلطات الروسية هناك إسقاط طائرتين مسيرتين فوق شبه جزيرة القرم.
وكانت النيران التهمت ليل الثلاثاء مستودع محروقات في قرية فولنا الروسية بمنطقة كراسنودارسكي بالقرب من القرم.
وقال فينامين كوندراتييف حاكم منطقة كراسنودارسكي كراي حيث تقع القرية إنّ “النيران اشتعلت في خزّان يحتوي على منتجات نفطية في قرية فولنا بمنطقة تمريوكسكي. لقد كان الحريق على درجة عالية من الخطورة”، من دون أن يوضح سببه.
وبحسب مصدر في أجهزة الإنقاذ أوردت حديثه وكالة الأنباء الرسمية تاس فإن الحريق سببه “سقوط طائرة دون طيار”.
وأظهرت صور نشرها على تليغرام المدوّن المؤيّد لروسيا كيريل فيدوروف وأكّد أنّها لحريق مستودع الوقود في فولنا، ألسنة لهب وعمودا كثيفا من الدخان يتصاعد فوق خزّان كبير.
وفي الأيام الأخيرة، تعرّضت روسيا وشبه جزيرة القرم لسلسلة هجمات لم تعلن كييف مسؤوليتها عنها.
وخلال 4 أيام، أدّى انفجار عبوّتين ناسفتين إلى إخراج قطاري شحن عن مسارهما قرب الحدود الأوكرانية، كما تضرّر خط للتوتر العالي، في حين تسبّب هجوم بطائرة مسيّرة في اندلاع حريق هائل بمستودع للنفط في القرم.
سنة “حاسمة”
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء خلال زيارة مفاجئة إلى فنلندا أن هذه السنة ستكون “حاسمة” مجددا مطالبته بأسلحة ثقيلة فيما تحضر أوكرانيا لهجوم مضاد على القوات الروسية.
وقال زيلينسكي للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستو “أعتقد أن هذه السنة ستكون حاسمة بالنسبة لنا ولأوروبا ولأوكرانيا، حاسمة للنصر”.
وكان زيلينسكي وصل إلى فنلندا اليوم الأربعاء لعقد محادثات مع قادة دول شمال أوروبا حول دعم بلاده في الحرب التي تشنها عليها روسيا والعلاقات مع أوروبا، حسبما أفادت حكومات المنطقة.
وقال مكتب الرئيس الفنلندي نينيستو إنه سيعقد محادثات ثنائية مع زيلينسكي، يعقبها مؤتمر صحفي قبل المشاركة في قمة إقليمية ومؤتمر صحفي ثان.
وسيحضر القمة الأوسع نطاقا رؤساء وزراء دول السويد والنرويج والدانمارك وآيسلندا.
وأضاف مكتب نينيستو “ستركز القمة على حرب روسيا العدوانية على أوكرانيا، ودعم دول شمال أوروبا المستمر لأوكرانيا وعلاقات أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومبادرة أوكرانيا لإحلال سلام عادل”.
في حين قال متحدث باسم زيلينسكي في بيان إن الحكومة الأوكرانية تتوقع أن يصدر عن القمة بيان مشترك.
في الأثناء، تجري شرطة العاصمة الألمانية برلين استعداداتها لزيارة زيلينسكي المقررة في منتصف مايو/أيار الجاري.
وذكرت الشرطة الاتحادية الألمانية لوكالة رويترز أن الرئيس الأوكراني من المقرر أن يزور البلاد يومي 13 و14 مايو/أيار، مؤكدة بذلك تقارير إعلامية سابقة.
من جانبه، لم يؤكد ديوان المستشارية زيارة زيلينسكي لبرلين حتى الآن، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت ردا على سؤال عن تقارير تحدثت عن زيارة زيلينسكي لبرلين إن مواعيد المستشار الألماني لا يتم الإعلان عنها قبل يوم الجمعة السابق للعطلة الأسبوعية.