الورد الطائفي.. إرث تاريخي بين أحضان قصور الطائف
موقعي نت متابعات السياحة والسفر:
ارتبط الورد الطائفي بعلاقة وثيقة بأهل الطائف منذ زمن بعيد من خلال مهرجان “طائف الورد”، الذي أطلقته وزارة الثقافة بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف، وبدعمٍ من برنامج جودة الحياة منذ أيام في نسخته الثالثة، ليسهم بذلك في إضفاء الرونق والبهاء للمحافظة.
ويقام على هامش المهرجان عدد من الفعاليات التي تهدف إلى تعميق ثقافة الورد الطائفي للزوار والسائحين من مختلف دول العالم؛ وتجعل منه داعماً اقتصادياً من دعامات التنمية المستدامة في المملكة، حيث أتاحت الفرصة للزائرين بالتنقل في ميادين الطائف لاكتشاف الإرث التاريخي الذي عاشه الورد الطائفي في أحضان القصور التاريخية منذ أكثر من 300 عام.
قصر الكعكي
يمكن للزوار خلال تجولهم التقاط صور تذكارية لقصر الكعكي، الذي زين بعروض تفاعلية خصصت فيه توزيعات إبداعية فنية تقنية بعدد من اللوحات المختلفة، والرسوم الفنية التشكيلية والنباتية المتنوعة، شملت الوجهات الأمامية، والأعمدة والعقود الخارجية، والقباب الرواشين المزخرفة، لتضفي للزائرين؛ نظرةً على جمال ملامح العمارة الحجازية في الطائف، والممزوجة بالعمارة الرومانية، التي تعتمد في هويتها الخارجية على زخارف هندسية جصية وحجرية فنية مميزة، ومنحوتات خشبية، تحيطها بساتين غناء، وتجملها برك ونوافير المياه الكبيرة على واجهات القصور المشيدة من الأحجار المحلية والأخشاب من خشب الماغانو “الزان” وخشب العرعر الطائفي، والنورة والبطحاء.
وتحتضن محافظة الطائف قصوراً تراثية دلت على المكانة الاقتصادية التي كانت تعيشها المحافظة في تلك الحقبة الزمنية، انعكست على ثقافة المدينة في البناء المعماري، حيث تشتهر المحافظة بالعديد من القصور مثل قصر الكاتب وقصر جبرة، وقصر الصبان، وقصر الكعكي، وقصر البوقري، وقصر الدهلوي، وقصر القامة، التي أعطت طابعًا جماليًا مختلفًا.
مكونات قصر الكعكي
بني قصر الكعكي عام 1358هـ، ويقع في حي السلامة في أمام مبنى مديرية الدفاع المدني من جهة الشمال، يحده من الشرق شارع أبي جعفر المنصور، ومن الغرب شارع القرطبي، ومن الشمال شارع السيوطي، ومن الجنوب شارع سلامة، حيث تم الاستعانة بالعمال المحليين والمهندسين لرسم الهيكل العام وكروكي المساحة من الداخل والخارج.
ويتكون القصر من ثلاثة طوابق، تحتوي على 40 غرفة، و10 دورات مياه، و 6 مطابخ، وقد شيد على الطراز المعماري الروماني الذي شاع في المدن العربية في أوائل القرن العشرين الميلادي، وللقصر مساحات داخلية واسعة، يقابلها ديوان ملحق تخرج منهما سلالم للأعلى، فيما يتشكل داخله من الأطراف والجوانب والجدران المصنوعة من الحجر والرخام والنورة، ويجاور القصر بستان تزرع فيه الفواكه والخضروات والزهور يمتد باتجاه الشمال والشمال الشرقي، كما يوجد فيه بئر كان يزود القصر بالمياه العذبة.