Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

وضع مرعب وسيناريو سيئ.. مخاوف من إطالة أمد الصراع في السودان | أخبار


مع مرور أسبوعين على الصراع في السودان يبدو أن لا مؤشرات حتى الآن على أن أحد طرفي النزاع سيتمكن من تحقيق نصر حاسم، مما يثير المخاوف من أن تؤدي حرب طويلة الأمد بين قوات الدعم السريع والجيش إلى زعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل.

ورغم سقوط مئات القتلى وتحول العاصمة الخرطوم إلى منطقة حرب فإنه لا توجد مؤشرات تذكر على إمكانية التوصل إلى تسوية بين قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء، فستكون مخاطر الصراع وخيمة بالنسبة للسودان والدول السبع المجاورة له، والتي قد يتزعزع استقرارها بسبب الصراع في بلد لديه تاريخ من الحروب الأهلية، ومنها الحرب التي استمرت عقودا وانتهت بانفصال جنوب السودان في 2011.

استبعاد المفاوضات

ويبذل وسطاء أجانب جهودا حثيثة لوقف الانزلاق إلى الحرب، حيث أشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس إلى وجود مؤشرات على مزيد من الانفتاح على التفاوض، لكنه قال إن الخرطوم شهدت تجدد القتال.

وسبق أن أعلن حميدتي والبرهان استبعادهما فكرة التفاوض مع بعضهما، في تصريحات علنية منذ بدء القتال.

ووصف مسؤول في الحكومة السودانية الصراع بأنه بين جيش شرعي ومليشيا متمردة لا بد أن تستسلم ولا يمكن التفاوض معها، فيما تصور قوات الدعم السريع أفراد الجيش بأنهم “متطرفون”.

كما أدى تصاعد القتال في الخرطوم وفي أماكن أخرى إلى تقويض عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار توسطت فيها الولايات المتحدة ودول أخرى.

ويقول دبلوماسي غربي إن الوسطاء يسعون للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستقرار الوضع بهذه الطريقة بدلا من التوصل إلى نوع من اتفاق سلام كبير، مما يبرز صعوبة إقرار السلام في المستقبل.

ويعتقد المحللون أن القوى الأجنبية التي تملك سطوة على كلا الطرفين من شأنها أن تضع مزيدا من الضغوط عليهما لوقف التصعيد.

السيطرة على العاصمة

ورغم ما يمتلكه الجيش من طائرات مقاتلة ودبابات فإنه لم يتمكن حتى الآن من طرد مقاتلي الدعم السريع من الخرطوم التي نجت من أعمال العنف في الحروب الأهلية السابقة في السودان.

ويتجلى ذلك في معركة طويلة للسيطرة على العاصمة الواقعة على نهر النيل، وقال الجيش أول أمس الخميس إن مقاتلي الدعم السريع على وشك الهزيمة، لكن دبلوماسيا غربيا قال إن قوات الدعم السريع لها اليد العليا.

وفر الكثير من المدنيين من العاصمة إلى مناطق أكثر أمانا، ووصف السكان الوضع بأنه يشهد حالة من الانهيار السريع في ظل انتشار العصابات واللصوص في الشوارع الخالية وتعرض الأحياء لضربات جوية وقصف مدفعي ونفاد الطعام والوقود.

وحتى لو تمكن الجيش من الانتصار في الخرطوم فإن المحللين يشعرون بالقلق من أن يتحول الأمر إلى حروب داخلية كما هو المعتاد.

حرب عصابات

ووصف دبلوماسي إقليمي بارز الوضع بأنه “مرعب”، وقال “سنشهد الكثير من الانقسام”، معبرا عن قلقه من تجدد الصراع بين مركز الحكم في الخرطوم والمناطق النائية في بلد يبلغ عدد سكانه 46 مليون نسمة.

وقال أحمد سليمان من مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن إنه يتوقع سيناريو سيئا للغاية، مع وجود احتمال ضئيل لإيجاد حل قصير الأجل من شأنه إيقاف القتال بشكل دائم.

وأضاف سليمان أن قوات الدعم السريع متمرسة على القتال باستخدام أساليب حرب العصابات في المناطق الحضرية، فيما تملك القوات المسلحة السودانية القوة الجوية والدبابات وإمكانات لوجستية أفضل.

وتابع أن الجيش يحاول على ما يبدو ملاحقة حميدتي على أمل توجيه ضربة قاصمة لقوات الدعم السريع.

كالإسلاميون-وخصومهم-..من-الكاسب-والخاسر-من-مواجهات-الخرطوم
التوتر تصاعد منذ أشهر بين حميدتي (يمين) والبرهان بشأن كيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش (غيتي)

 الاتفاق الإطاري

وتصاعد التوتر منذ أشهر بين حميدتي والبرهان بشأن كيفية دمج قوات الدعم السريع البالغ عددها نحو 100 ألف في الجيش السوداني بموجب اتفاق إطاري مدعوم دوليا يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية، وبشأن التسلسل القيادي في الفترة التي تسبق الانتخابات.

وأصر حميدتي على أن دمج قوات الدعم السريع يجب أن يجري على مدى 10 سنوات، بما يتماشى مع بنود اتفاق إطاري للخطة الانتقالية، فيما أراد الجيش إطارا زمنيا أقصر بكثير.

ومن شأن العنف أن يقضي على العملية السياسية إلى الأبد، وهي عملية كان من المفترض أن ترسي أسس الديمقراطية في السودان بعد الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير.

ويساور السودانيين -الذين ناضلوا من أجل الحكم المدني- قلق من عودة العهد الماضي، وأن تتيح الفوضى للجيش إحكام قبضته على السلطة، إلى جانب عودة أفراد من حكومة البشير إلى السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى