كيف أصبح لذوي الاحتياجات الخاصة فضلٌ في تسهيل حياتنا؟ | أسلوب حياة
هل تعلم أن المنحدر في الرصيف، والذي غالبا ما تستخدمه الأمهات لدفع عربات أطفالهن والتنقل بسهولة في الشوارع، له قصة طويلة من الكفاح؟
فقد وُضع في أوائل السبعينيات من القرن العشرين في أحد أرصفة الولايات المتحدة، لخدمة الأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، إذ كان التنقّل بالنسبة إليهم يمثل تحديا كبيرا. لذا، عملت مجموعة من الناشطين المتمرّدين، في غفلة من رجال الأمن، على صب الأسمنت على الرصيف لتوفير منحدر يسهل التحرك فوقه.
وعلى الرغم من أنه جرى التهديد باعتقال من فعلوا ذلك في مدينة بيركلي الأميركية، فإن المسؤولين في المدينة ركّبوا أول منحدر رصيف رسمي بالفعل في عام 1972، عند تقاطع شارع تلغراف، لتخفيف معاناة أصحاب الإعاقة الحركية.
لوحظ بعد ذلك، استفادة الكثير من أفراد المجتمع من غير أصحاب الإعاقة من هذا النوع من الخدمات، بل إن الآباء والأمهات الذين يدفعون عربات الأطفال يتجهون مباشرة إلى الجزء المنحدر من الرصيف. وكذلك العمال الذين كانوا يدفعون عربات ثقيلة، والمسافرون ممن يجرون الأمتعة، وحتى المتسابقين من مستخدمي ألواح التزلج.
ووفق موقع “ستانفورد سوشيال إنوفيشن ريفيو” (Stanford Social Innovation Review)، فإن دراسة لسلوك المشاة في أحد مراكز التسوق بولاية فلوريدا الأميركية كشفت أن 9 من كل 10 مشاة يقطعون طريقهم باستخدام منحدر الرصيف.
تأثير قطع الرصيف
على الرغم من معاناة مليار شخص في عالمنا من أحد أشكال الإعاقة، فإن العالم الذي نعيش فيه مصمّم لتيسير العيش للسبعة مليارات الآخرين. ولكن، وعلى غرار “الرصيف المنحدر”، تم اختراع وتوظيف عدد من الخدمات الخاصة بأصحاب الإعاقة، والتي حققت استفادة لفئات أخرى من المجتمع.
ويذكر موقع المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة (National cancer institute)، أنه من هذا المنطلق جاء مفهوم “تأثير قطع الرصيف” (The Curb-Cut Effect)، الذي صاغته أنجيلا غلوفر بلاكويل، والذي يعني أن القوانين والبرامج المصممة لإفادة الفئات الضعيفة، مثل المعاقين، غالبا ما ينتهي بها الأمر بالفائدة على الجميع. وفيما يلي نعرض بعض هذه المنتجات:
“سبينرز” (Spinners)
انتشرت لعبة الـ”سبينرز” بقوة في عام 2017، خصوصا بين الأطفال، وربما لن يمكنك إيجاد طفل من دون “فيدجت سبينرز” (Fidget spinners) في يديه، حتى الكبار استمتعوا بالإمساك بها ولفّها يمينا ويسارا.
اختُرعت تلك الأداة للمرة الأولى كآلة لتهدئة الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو التوحّد. وهي عبارة عن جهاز يضم 3 شفرات على شكل مجداف حول دائرة، مع محامل في المنتصف تقوم بتدويرها لتهدئة نفسك أو لزيادة التركيز.
وجاء ابتكار هذه الآلة الصغيرة، في الأصل، على يد المهندسة كاثرين هيتنغر بهدف الترفيه عن ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات في عام 1993، لكنها للأسف تركت براءة الاختراع تنقضي لأنه لم يكن لديها المال لمواصلة تجديدها.
الآلة الكاتبة
بحسب موقع “هاو ستف وركس” (Howstuffworks)، جاء اختراع الآلة الكاتبة في الأساس بسبب كونتيسة إيطالية مصابة بالعمى، اسمها كارولينا فانتوني دا فيفيزانو. وذلك عندما أراد صديقها بيليغرينو توري في عام 1608 مساعدتها في كتابة الرسائل، فعمل على تطوير أول نموذج للآلة الكاتبة، والذي تضمن مفاتيح وأذرعا معدنية بأحرف بارزة. كما اخترع توري ورق الكربون كوسيلة لتوفير الحبر للآلة. وكانت هذه الآلة هي النموذج الأولي الذي تطوّر ليصبح لاحقا لوحة مفاتيح الحاسوب التي نستخدمها جميعا الآن.
فرشاة أسنان كهربائية
وفقا لموقع “فيجن أستراليا” (Visionaustralia)، ينصح أطباء الأسنان والمتخصصون في تقويم الأسنان، حاليا، باستخدام فرشاة الأسنان الكهربائية، لأنها تعمل على تنظيف الأسنان بشكل أكبر من فرشاة الأسنان اليدوية. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الأشخاص الذين يستخدمون النوع الكهربائي للفرشاة يحافظون على أسنانهم نظيفة لفترة أطول، ولديهم تسوّس أقل ويتمتعون بلثة صحية.
وجرى التوصل إلى اختراع فرشاة الأسنان الكهربائية في عام 1954 بسبب الأشخاص ذوي المهارات الحركية المحدودة، بعدما كانوا يعانون للحفاظ على نظافة أسنانهم، إذ تتطلب فرشاة الأسنان اليدوية الكثير من الرشاقة والقوة والتحكّم بالذراع واليدين.
الأبواب الأوتوماتيكية
تحتوي معظم المباني على أبواب أوتوماتيكية، والتي صُمّمت في الأصل لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في التنقل، ولكنها أصبحت مناسبة جدا لكل الأشخاص، ممن يحملون الحقائب أو من يجرّون عربات الدفع أو عربات الأطفال.
أدوات المطبخ “أوكسو”
من المعروف أن أدوات الطهو “أوكسو” (OXO) تؤمّن الكثير من الراحة لمستخدميها، إذ تتميز بمقابض أكثر ليونة وأكثر راحة في الإمساك بها مقارنةً بالأدوات التقليدية، مثل مقشّر البطاطا وفتّاحات العلب المختلفة وغيرها من الأدوات التي أصبح اقتناؤها ضروريا من جانب ربات البيوت، لتسهيل مهامهم في المطبخ.
وصمّم هذه الأدوات المخترع سام فاربر، بعدما لاحظ أن زوجته المصابة بالتهاب المفاصل تعاني خلال تقشير البطاطا، فأسّس العلامة التجارية “أوكسو” بهدف تصميم وبيع أدوات طهو أكثر راحة وإفادة للمستخدمين، من ربات البيوت أو الطبّاخين في المطاعم. وتتميز هذه الأدوات بأنها تحتوي على مقبض عريض، بيضاوي الشكل يسهل التحكم به، حتى لو كان الشخص لديه القليل من القوة في يديه.
شفاطات قابلة للانحناء
ربما لاحظت انتشار استخدام الشفّاطة (وتسمى كذلك “قشة الشرب” أو “قصبة الشرب”) بكثرة، خصوصا بين الأطفال وكبار السن والمرضى في المستشفيات، وحتى في جميع المطاعم حيث يتم تقديمها على جميع الطاولات.
يعود اختراع الشفاطة إلى مارفن ستون الذي سجّل براءة اختراعه في عام 1888. إلا أنه، في ثلاثينيات القرن الماضي، اكتسبت الشفاطة القدرة على الانحناء، بفضل المخترع جوزيف فريدمان الذي أتعبه كفاح ابنته الصغيرة للوصول إلى اللبن المخفوق من خلال الشكل المستقيم لهذه الأداة، فصمم لها شفاطة قابلة للانحناء.
وسرعان ما تبنت المستشفيات الشفاطات القابلة للانحناء، لأنها أتاحت الشرب للمرضى أثناء استلقائهم في السرير.
تحويل الكلام إلى نص وتطبيقات التعرّف على الصوت
إذا كنت تتبع التوجيهات الشفهية على تطبيق “جي بي إس” (GPS) الخاص بك، فأنت بذلك تستخدم تقنية تحويل الكلام إلى نص. وهي تكنولوجيا موجودة في غالبية الهواتف الذكية، اليوم، بالإضافة إلى الطائرات العسكرية وأنظمة الملاحة والترفيه في السيارات والأتمتة المنزلية.
وجرى التوصّل إلى هذا الاختراع، أساسا، بهدف منح الأشخاص الذين لا يستطيعون الكتابة فعليا إمكانية الوصول إلى أفكارهم وكلماتهم على الورق.