Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

قلوبهم مطمئنة بالقاهرة وعيونهم تراقب الخرطوم.. سودانيون بمصر يترقبون مصير بلادهم | سياسة


القاهرة- بينما تتواصل الاشتباكات في أرجاء السودان، خصوصا العاصمة الخرطوم، ومعها يتصاعد قلق السودانيين على أنفسهم وعلى مستقبل بلادهم، يبدو الآلاف منهم الذين وصلوا إلى مصر أفضل حالا، ولا سيما بعد الترحيب الشعبي والتسهيلات الحكومية التي وجدوها.

ويبدو السوداني حسن الفاضل علي مطمئنا على نفسه وأسرته في مصر، حيث يترقب بعين مليئة بالقلق ما يحدث في بلاده، مثله مثل باقي السودانيين المقيمين في مختلف المدن المصرية.

حسن -الذي يقيم بمدينة 6 أكتوبر قرب العاصمة المصرية- يسكن بأحد المساكن الشعبية منخفضة الإيجار، موضحا أنه قدم من السودان إلى مصر قبل عدة أشهر فقط رغبة في الهدوء والاستقرار بعيدا عن الصراعات في بلاده، معلقا “مصر والسودان روح واحدة ويد واحدة، وجئت للقاهرة لأنعم بالأمان قليلا جوار المصريين، ولكن أتابع لحظة بلحظة ما يحدث في بلادي”.

وفي ختام حديثه للجزيرة نت، يدعو حسن المصريين للاستمرار في المعاملة الطيبة مع السودانيين القادمين في الساعات الأخيرة، متمنيا عدم رفع أسعار الإيجارات ومراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أبناء بلاده بسبب الحرب.

السودانيون في مصر

ويوجد في مصر ما لا يقل عن 5 ملايين سوداني، وفق تقديرات سودانية غير رسمية، من بينهم ما يقرب من 53 ألف لاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، في حين لا تتوفر إحصائيات مصرية معلنة عن إجمالي السودانيين بمصر، في الوقت الذي تشير تقديرات غير رسمية إلى أن أعدادهم تقدر بنحو 4 ملايين سوداني.

ووفق بيانات الهيئة العامة للاستعلامات (جهة حكومية)، فإن الجالية السودانية بمصر تتوزع بواقع أكثر من 40 ألف أسرة في منطقة الجبل الأصفر، وضاحية عين شمس بالقاهرة، بجانب الوافدين بعد عام 1995 الذين يتمركزون في المناطق الصناعية مثل مدينتي العاشر من رمضان (شرقي القاهرة) و6 أكتوبر، إضافة للمسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وإضافة إلى القاهرة، يقيم السودانيون في محافظات الجيزة (غربا)، والإسكندرية (شمالي البلاد)، في حين يستقر الآلاف منهم بمحافظة أسوان (جنوبي البلاد)، إضافة إلى محافظات الشرقية والسويس والإسماعيلية (شرقا).

قلق واسع

وعبر سودانيون بمصر للجزيرة نت عن قلقهم الواسع على مستقبل بلادهم، وطالبوا بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، معربين عن امتنانهم لود المصريين معهم ومعاملتهم الطيبة التي يأملون أن تتواصل في الأيام القادمة مع استمرار وفود السودانيين للقاهرة والمدن الأخرى.

ويؤكد المواطن السوداني معتصم حسن الذي يسكن منذ نحو 8 سنوات بمدينة 6 أكتوبر أهمية أن يبذل المصريون جهودا إضافية في الدعم النفسي المقدم للسودانيين القادمين من بلادهم إلى القاهرة، مع تقديم كافة المساعدات الطبية وتوفير أماكن السكن بأسعار مناسبة.

وفي حديثه للجزيرة نت، يصف حسن الصراع في بلاده بأنه “تحت السيطرة”، مبررا ذلك بالقول: “القوات المسلحة تواجه مليشيات تخدم مشروعا أجنبيا، وأنا متفائل بنسبة 100% أن قواتنا المسلحة قادرة على إنهاء الحرب لصالحها من أجل استقرار السودان”.

على الجانب الآخر، لا يخفي المواطن السوداني علام عبد الله، الذي يسكن في المدينة ذاتها، قلقه على بلاده، متوقعا -في حديثه للجزيرة نت- أن يكون مصيرها الدمار، محملا قوات الدعم السريع مسؤولية تلك الفوضى، بحسب تعبيره.

ويشكر عبد الله -الذي يعمل سائقا على عربة نقل الركاب المعروفة بـ”التوكتوك”- المصريين “الذين لم نجد منهم إلا كل معاملة طيبة، بشكل لا نشعر معه بالغربة”.

أما زميله أبو بكر، وهو سائق توكتوك أيضا، فيقول: “الكيزان -وهو مصطلح يطلق في بلاده على النظام السابق- كانوا أفضل من الفوضى الحالية”، مضيفا للجزيرة نت أنه لن يرجع إلى بلاده حتى تنعم بالهدوء والأمان.

وأثناء الحديث، يشارك مواطن سوادني آخر أطراف الحديث، إذ يرى آدم المقدام جمعة أن ما يحدث في السودان يعد بمثابة كابوس كبير، يستلزم تدخل جميع الدول لإنقاذ بلاده، معربا عن أمنياته بانتهاء الحرب في بلاده لصالح القوات المسلحة.

تسهيلات رسمية وشعبية

وفي ظل هذه الأوضاع، أكدت تقارير إعلامية مصرية شبه رسمية وجود تسهيلات لدخول السودانيين إلى مصر، إذ يأتي ذلك بالتزامن مع حملة مطالبات أطلقها مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر تطالب بإلغاء تأشيرة دخول السودانيين لمصر.

في السياق، انشغل العديد من السودانيين في مصر بتقديم خدمات الدعم لأقرانهم القادمين للقاهرة، حيث نشرت مجموعات سودانية على “فيسبوك” في الساعات الأخيرة العديد من التسهيلات والخدمات للقادمين من السودان حول أسعار الشقق والأماكن المناسبة للسكن، مع إفادتهم بأسعار العملة بمصر، حيث وصلت قيمة الجنيه المصري إلى 18.34 جنيها سودانيا.

مصريا، أفاد موقع “القاهرة 24” المقرب من السلطات المصرية بأن “هناك تسهيلات لدخول السودانيين إلى مصر ولا يشترط تأشيرة مسبقة”، وهو ما أكدته قناة القاهرة الإخبارية المحسوبة على السلطات المصرية.

ووفق منشور لرئيس تحرير صحيفة الوطن الحكومية بمصر أحمد الخطيب، قدّم أهالي مدينة “دراو” بمحافظة أسوان جنوب مصر تسهيلات كبيرة للسودانيين القادمين في الساعات الأخيرة من الخرطوم، حيث فتح الأهالي بيوتهم وقدموا تسهيلات كبيرة، منها التنازل عن نصف إيجار الشقق والمحلات، وتقديم استضافة كاملة.

 

 

كما أعلنت مؤسسة مرسال -وهي من أبرز مؤسسات العمل الخيري الطبي بمصر- عن تقديم دعم طبي للسودانيين داخل البلاد وبشكل مجاني، سواء في الخدمات الطبية العاجلة أو حليب الأطفال، في حين دشن مصريون حملة دعم للسودانيين على وسمي “أهلا بالسودانيين بمصر”، و”إلغاء تأشيرة دخول السودانيين لمصر”.

ودعا النائب السابق زياد العليمي -في تدوينة على حسابه في فيسبوك- إلى مساواة المواطنين السودانيين بمواطني الدول التي يدخل مواطنوها بجواز سفر ساري المفعول دون الحاجة لتأشيرة دخول، وذلك دعما للأمن القومي المصري، وفق رأيه.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى