تعرف على أهم المواقع الإستراتيجية في معارك الخرطوم | أخبار
تتجدد الأسئلة بشأن حسم المعركة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان مع دخول المواجهة المسلحة أسبوعها الثاني، ومعها تتجدد أسئلة مآلات الصراع وتكلفته البشرية والسياسية والعسكرية، في ظل غياب الحل السياسي أو الحسم العسكري، حسب مراقبين.
وتتركز المعارك وتحتدم في العاصمة الخرطوم ومثلثها الإستراتيجي: الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، حيث يخوض الجيش والدعم السريع سباق السيطرة على المواقع الإستراتيجية التي أهمها القصر الجمهوري ومقر قيادة الجيش وسط الخرطوم الذي اندلعت فيه المواجهات منذ اليوم الأول ولا تزال مستمرة حتى اللحظة.
وفي أم درمان (الجزء الأكبر من العاصمة) تتواصل المعارك في محيط مقر سلاح المهندسين، وتبدو طبيعة المدينة الجغرافية والكثافة السكانية التحدي الأكبر للجانبين.
أما الخرطوم بحري (الضلع الثالث للعاصمة) فتركز المعارك على السيطرة على الجسور، حيث احتفظ الجيش بمقراته الرئيسية هناك، لكن ذلك لم يرجح الكفة بالكامل لصالحه، حيث لا تزال المعارك في حلة حمد وخوجلي متواصلة.
تكتيكيا، يصعب حسم المعارك بسلاح الجو، فالقتال ينحسر في مناطق مدنية ضيقة ومأهولة، كما أن نوعية الطائرات المتوفرة فاعليتها ضعيفة ودقتها ضئيلة، مما يجعل دائرة الخطر ومجال الخطأ فيها أوسع.
وبشأن طول المعارك، يرى خبراء إستراتيجيون إنذارا باستمرار المواجهة أياما أو ربما لأشهر، ولذلك أسباب عدة لعل أبرزها طبيعة القدرات العسكرية التي دفع بها الطرفان، فضلا عن أن تسارع الأحداث لم يتح للجانبين وضع خطط استباقية، كما أن تعقيدات الميدان وسط الشوارع والأحياء تضعف أي إستراتيجيات قتالية حاسمة.
ورغم أن الخلاف بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي ليس وليد اللحظة فإنه يبدو أن لا أحد قد أعد للمعركة.
كما أن غياب تقدير موقف إستراتيجي شامل يحدد الأخطار ويحصر بنك الأهداف يصعّب عملية الحسم العسكري لأحد الطرفين، عدا عن أن التشكيلات العسكرية المتقاتلة لا تبدو مؤهلة لمثل هذه المواجهات، وفق خبراء عسكريين.
كل ذلك يجعل الحسم العسكري بعيد المنال والحل السياسي ضئيل الفرص في معركة يبدو الجميع فيها خاسرا.