لا مفر والحل هو التوجيه والترشيد.. كيف نعلم الأطفال استخدام التكنولوجيا بأمان؟ | مرأة
تبدأ علاقة الأطفال بالإنترنت والأجهزة الإلكترونية في مراحل مبكرة من العمر، وتؤكد البيانات الصادرة عن المرصد الوطني للتكنولوجيا والمجتمع في إسبانيا أن 98% ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما في البلاد يزورون العالم الافتراضي بشكل متكرر، فيما يمتلك 9 من أصل كل 10 قاصرين (90%) في عمر الـ13 هاتفا محمولا، وترتفع هذه النسبة إلى 96% لمن هم في سن 15 عاما.
وبناء على هذه البيانات تشدد صحيفة “إلموندو” الإسبانية على أهمية معرفة كيفية التكيف مع التطور الرقمي وتوجيه أطفالنا نحو الاستخدام الآمن لهذه التقنيات، وفي البداية ينبغي تكييف الإرشادات التالية مع مبادئ كل عائلة وأسلوب حياتها، مع حرص الوالدين على تقديم القدوة الحسنة للأطفال.
الاستخدام الآمن
خلال الأشهر الـ18 الأولى من عمره يجب أن يقتصر تفاعل الطفل الوحيد مع الأجهزة الإلكترونية على مكالمات الفيديو مع العائلة والأصدقاء، لأنها تعزز مهارات الاتصال لديه.
ورغم أنه يمكننا أن نسمح للطفل بالتعرض للشاشات لبضع دقائق يوميا حتى يبلغ العامين فإن بعض الخبراء ينصحون ببقائه بعيدا عنها حتى ذلك العمر. في المقابل، يستطيع أن يمارس ألعابا واقعية تفيده على مستوى التنمية العقلية.
وتنصح الصحيفة بالاستمرار في إعطاء الأفضلية للبدائل التي يمكن أن تحل مكان الأجهزة التكنولوجية مثل القراءة والألعاب الواقعية، وإذا كانت هناك ضرورة لاستخدام التكنولوجيا فإنه يجب أن يكون استخداما آمنا، وأن يتم تقليصه إلى أقل من ساعة في اليوم.
لا مفر
تقول كاثرين بيرلمان مؤلفة كتاب “الهاتف الأول” والمتخصصة الاجتماعية المعتمدة “نظرا للانتشار المتسارع للتكنولوجيا فلا مفر من تعرض الطفل للهواتف في كل مكان”، فإلى أن يصبح طفلك جاهزا لاستخدام الهاتف الذكي يفضل ألا تحرمه من الخيارات الأخرى للاتصال والتواصل بأمان، بحيث يمكن استخدام الأجهزة اللوحية المتصلة بشبكة “واي فاي” (Wi-Fi)، أو الساعات الرقمية، مثل “آبل ووتش” (Apple Watch)، لإرسال الرسائل النصية واللعب مع الأصدقاء.
بدورها، تنصح الخبيرة مارني ريبيلو بمراقبة مزاج الطفل وسلوكه وما إذا كان الهاتف يؤثر عليه عقليا أو عاطفيا، وفي حال ظهرت تغيرات كبيرة في أحواله المعتادة فذلك مؤشر على تأثير سلبي محتمل لاستخدام الهاتف والإنترنت.
كما تنصح بمراقبة ما يشاهده الطفل ويلعبه ويتعرض له على هاتفه من نصوص وصور وإعلانات وتطبيقات، وترى أن هاتف الطفل يجب أن يكون مقتصرا على الميزات الأساسية التي يحتاجها وفقا لسنه، وأن يتم تطوير وإغناء هذه الميزات بإضافة ميزات أخرى مع تقدمه في السن.
ومما توجه إليه مارني ريبيلو الآباء أيضا تحديد أوقات معينة لاستخدام الهاتف أو الوسائل التكنولوجية عامة، واستخدام أدوات الرقابة التي عادة ما تتيحها شركات التكنولوجيا للأولياء من أجل تقنين استخدام الأطفال منتجاتها وإبعاد الأخطار عنهم.
انتقاء المعلومات ومصادرها
يمكن أن يكون الفضاء الإلكتروني مصدرا قيما للمعلومات، ولكنه أيضا بيئة مثالية لنشر الأخبار المضللة والمعلومات المضرة، ولهذا السبب من الأفضل أن تعرض على الأطفال خيارات صالحة تضمن حدا أدنى من الدقة، بالإضافة إلى تلك التي يجب عليهم استبعادها مسبقا لأنها غير موثوقة.
وبالتوازي مع تعليم الأطفال كيفية استخدام التكنولوجيا يجب أن نحافظ على استمرارية التواصل معهم، ومن المهم جدا خلق بيئة تسود فيها الثقة حتى لا يترددوا في طلب المساعدة إن احتاجوا إليها.