في أعقاب هجومي الأغوار وتل أبيب.. الاحتلال يعزز إجراءاته الأمنية ويشن حملة اعتقالات بالضفة | أخبار
عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها الأمنية -اليوم السبت- في أعقاب عمليتين بالأغوار وتل أبيب، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة شابين برصاص الاحتلال قرب بلدة برقين جنوب غربي مدينة جنين بالضفة الغربية.
يأتي هذا بينما بدأت الشرطة الإسرائيلية ظهر اليوم عمليات تفتيش عن سيارة تشتبه في أن سائقها حاول تنفيذ عملية دهس في شارع يافا بالقدس الغربية، مضيفا أن الإسعاف الإسرائيلي لم يبلغ عن وقوع أي إصابات.
كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في حاجزي تياسير والحمرا، وأوقفت مركبات المواطنين المتجهة إلى الأغوار، وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية، مما خلف أزمة مرورية خانقة على الحاجزين.
وأغلقت إسرائيل الحاجزين المذكورين كليا على فترات متقطعة منذ أمس، عقب مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بإطلاق نار في الأغوار شمال شرق الضفة المحتلة.
من جهته، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أجرى تقييما للوضع الأمني بعد الهجوم المسلح الذي وقع في مستوطنة الحمرا بالأغوار، وأنه وجه بتعزيز الجهود الدفاعية في الضفة.
ومساء الجمعة، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات بتعبئة كل وحدات الاحتياط في قوات حرس الحدود، ودعمِها بقوات إضافية لمواجهة ما وصفته بـ “موجة الإرهاب المتصاعدة”.
وتسود إسرائيل حاليا حالة من الاستنفار بعد عملية الدهس التي وقعت الليلة الماضية في تل أبيب، والتي قالت أجهزة الأمن إن منفذها هو يوسف أبو جابر (45 عاما) من بلدة كفر قاسم داخل الخط الأخضر.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن عملية الدهس أسفرت عن مقتل سائح إيطالي وإصابة 7 سائحين آخرين من إيطاليا وبريطانيا خرج معظمهم من المستشفى بعد تلقي العلاج.
وتصاعد التوتر بالأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية بعد اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء بوحشية وعنف على المصلين وطردهم من داخل المسجد.
إصابات واعتقالات
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة شابين برصاص الاحتلال قرب بلدة برقين جنوب غربي مدينة جنين بالضفة.
وأضافت أن أحد الشابين أصيب برصاصة في الظهر ووصفت حالته بالمتوسطة، بينما أصيب آخر في القدم وجراحه طفيفة.
من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان مقتضب، إنها خاضت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت برقين، دون مزيد من التفاصيل.
وقال جيش الاحتلال في بيانه إن دورية من قوات المظليين نفذت هجوما استباقيا بحق أحد المسلحين الفلسطينيين بعد أن أطلق الرصاص عند حاجز دوتان العسكري، وأطلقت النار على مركبته وأصابته.
كما اقتحمت قوات الاحتلال -فجر اليوم- قرية تياسير شرقي محافظة طوباس بحثا عن منفذي هجوم الأغوار. وقد تصدى شبان القرية للدوريات العسكرية بالحجارة.
وفي طولكرم بالضفة، اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية أطراف مخيم نور شمس.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن قوات الاحتلال نشرت القناصة في محيط المخيم، واشتبكت لوقت قصير مع شبان فلسطينيين قبل أن تنسحب من المخيم.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية وفجر اليوم 4 فلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة المحتلة.
وجرى اعتقال 3 شبان خلال اقتحام قوة إسرائيلية بلدة الرام شمال شرقي مدينة القدس المحتلة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا، من قرية بيت فجار جنوبي بيت لحم، أثناء عبوره من حاجز الحمرا في منطقة الأغوار الشمالية.
ونقلت قوات الاحتلال المعتقلين إلى مراكز التوقيف للتحقيق معهم في قضايا تتعلق بمقاومة جنودها.
مباحثات فلسطينية تركية
سياسيا، وضع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي -السبت- نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في صورة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بالأراضي الفلسطينية، على رأسها اعتداء قوات الاحتلال على المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى.
وأعرب المالكي -خلال اتصال هاتفي مع جاويش أوغلو- عن بالغ شكره للدعم التركي لفلسطين، بحسب بيان صادر عن الخارجية الفلسطينية.
ونقل البيان الفلسطيني عن وزير الخارجية التركي تأكيده على أهمية حماية قدسية المسجد الأقصى ووضعه القانوني دائما.
وشدد جاويش أوغلو على استعداد تركيا لفعل ما يلزم من أجل خفض التوتر، وعلى وقوف أنقرة بجانب فلسطين دائما.
وخلال اليومين الماضيين، تجددت الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى وإخراج المصلين منه عنوة، في تصعيد إسرائيلي خطير قوبل بموجة إدانات واستنكارات إقليمية ودولية واسعة.
وقد تصاعد التوتر في مدينة القدس الشرقية وضواحيها، منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة نتنياهو أواخر العام 2022، والتي يصفها إعلام إسرائيلي بأنها “الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل”.
دعم غربي لإسرائيلي
وفي سياق ردود الفعل الدولية، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء “التصعيد الخطير للعنف” الأيام الأخيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، ودعا إلى “لجم الصراع فورا”.
ودان الاتحاد الأوروبي ما وصفه بالهجمات الإرهابية المميتة في تل أبيب وغور الأردن.
كما دان العنف الحاصل في الأماكن المقدسة التي قال إنه يجب الحفاظ على وضعها الراهن، إضافة إلى ما سمّاه الهجماتِ الصاروخيةَ العشوائية على إسرائيل من غزة والأراضي اللبنانية.
وقال الاتحاد الأوروبي إن لإسرائيل الحقَ في الدفاع عن نفسها، لكن يجب أن يكون هذا الرد متناسبا، وفق قول البيان.
بدورها، دانت بريطانيا ما سمته الهجمات العشوائية بالصواريخ من جنوب لبنان وغزة على إسرائيل، ودعت كل الأطراف لخفض “مستوى التوتر” واحترام ترتيبات “الوضع القائم ” في الأماكن المقدسة بالقدس، ووقف جميع الاستفزازات.
ودعا وزير الخارجية جيمس كليفرلي الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الالتزام بتسوية تفاوضية تفضي إلى حل الدولتين، وتؤدي إلى سلام دائم وفق تعبيره.
ودانت الخارجية الأميركية بشدة ما سمتها “الهجمات الإرهابية” التي وقعت بالضفة وتل أبيب، قائلة إن واشنطن تقف إلى جانب حكومة وشعب إسرائيل وإنها على اتصال وثيق مع شركائها الإسرائيليين، وتعيد تأكيد التزامها الدائم بأمنهم.