أخذ بصمته وصورته وربما وضع الأصفاد في يديه.. ماذا سيجري عندما يسلم ترامب نفسه الثلاثاء القادم؟ | أخبار
يتوقع أن يمثل الرئيس السابق دونالد ترامب الثلاثاء القادم أمام المحكمة الجنائية في نيويورك بعدما وجهت إليه التهمة رسميا في قضية شراء صمت نجمة أفلام إباحية عام 2016، في حدث غير مسبوق لرئيس أميركي سابق.
ومن المرجح أن يكون لهذا الحدث زخمه الكبير على مستوى الولايات المتحدة، خصوصا بعد أن وجه ترامب (76 عاما) في وقت سابق تحذيرا بشأن عواقب صدور قرار اتهام، متوقعا احتمال وقوع “موت ودمار قد يكونان كارثيين على بلدنا”.
اتهامات سرية
ولم تُعرف حتى الآن الاتهامات التي وجهت لترامب، إذ لا تزال لائحة الاتهام سرية.
وذكرت شبكة “سي إن إن” (CNN) أمس الخميس أن ترامب يواجه أكثر من 30 تهمة تتعلق بالاحتيال في مجال الأعمال.
وكان متحدث باسم النيابة العامة في مانهاتن أفاد في وقت سابق بأنه تم التواصل مع محامي ترامب لـ”تنسيق تسليم نفسه (…) من أجل مثوله لتلاوة الاتهام” بعدما أيدت هيئة محلفين كبرى توجيه الاتهام إليه في هذه القضية الجنائية.
وأضاف المتحدث أن قرار الاتهام لا يزال مختوما.
وأعلنت سوزان نيتشيليس محامية ترامب في رسالة إلكترونية لوكالة الصحافة الفرنسية “نتوقع أن تتم تلاوة بيان الاتهام الثلاثاء”.
بصمة وصورة
ورغم أن ترامب رئيس سابق وتثير طبيعة التعامل معه قضائيا حساسيات كثيرة في الولايات المتحدة حيث يعتبر أنصاره أنه يتعرض لحملة مطاردة فإنه من المتوقع وفقا للقواعد المتبعة أن تسير إجراءات مثوله أمام المحكمة على النحو التالي:
– سيسلم ترامب نفسه يوم الثلاثاء القادم وفق ما أعلن حتى الآن، ثم سيتم نقله إلى مقر المحكمة، ولكن مراسلة الجزيرة بيسان أبو كويك قالت إنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان سينقل إلى موقع آخر لدواع أمنية.
وقال مكتب المدعي العام ألفين براغ في مانهاتن إنه اتصل بمحامي ترامب لتنسيق تسليمه نفسه، وهو ما قال مسؤول قضائي إنه سيحدث على الأرجح يوم الثلاثاء المقبل.
– بعد وصول ترامب المتوقع إلى مقر المحكمة سيتم أخذ بصمته وصورته، وهو إجراء روتيني في التعاطي مع المتهمين.
وقالت المراسلة إنه سيقابل فريق المحققين في هذه المرحلة.
– كما يفترض بعد ذلك أن يتم وضع الأصفاد في يديه بناء على الإجراءات القانونية الأميركية، ولكن الأمر ليس مؤكدا بحكم طبيعة المتهم والظرف السياسي والأمني الحرج لتوجيه الاتهام له.
– ثم سينقل ترامب بعد ذلك للمثول أمام القاضي المختص، وتشير المراسلة إلى أن الإجراء المتبع هو أن يظهر المتهم عادة في هذه المرحلة أمام كاميرات الإعلام خارج قاعة المحكمة، ولكن لا أحد يعلم حتى الآن هل سيتم ذلك أم لا.
وأشارت إلى أن محللين يتوقعون أن ترامب يرغب في تصويره خلال هذه المراحل، لاستخدام تلك الصور في حملته الانتخابية من أجل تعزيز ما يدعيه من مظلومية واضطهاد واستهداف.
كما أن السلطات القضائية في نيويورك تريد تجنب مثل هذا المشهد والفوضى الإعلامية والسياسية التي قد تتبعه.
ويشير روبرت ماكدونالد أستاذ القانون الجنائي والموظف السابق في الخدمة السرية (الوكالة التي تحمي الشخصيات الأميركية) إلى أنه من أجل تجنب “الضوضاء” فإن قطب العقارات ترامب “ربما لن يأتي إلى المحكمة (في مانهاتن) من الباب الأمامي”، لتفادي الكاميرات ولأسباب أمنية.
ويبقى الخوف الرئيسي للسلطات متمثلا في تكرار فوضى الهجوم على مبنى الكابيتول (الكونغرس) في واشنطن في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 عندما دعا دونالد ترامب مناصريه إلى الاحتجاج على نتائج انتخابات عام 2020 التي هزم فيها أمام جو بايدن.
تهم وقضايا
وقد هاجم ترامب -الذي أحدث وجوده على الساحة السياسية تحولا كبيرا في ميزان القوى في الولايات المتحدة- مرة أخرى المدعي العام ألفين براغ، واصفا إياه بـ”الفاسد”.
وبراغ قاضٍ أميركي من أصل أفريقي وديمقراطي ومنتخب (مثل جميع القضاة والمدعين العامين).
وتعد قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز -واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد- معقدة من الناحية القانونية، إذ يسعى القضاء في نيويورك إلى تحديد إذا كان ترامب مذنبا في تزوير بيانات -وهو ما يعد جنحة- أو بسبب خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية -وهو ما يشكل جريمة جنائية- عبر دفع مبلغ 130 ألف دولار لهذه المرأة في الأسابيع التي سبقت الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 من أجل شراء سكوتها عن علاقة يعتقد أنها كانت قائمة بينهما خارج إطار الزواج، وفقا للاتهامات.
ولم يواجه أي رئيس أميركي سابق أو حالي اتهامات جنائية من قبل.
وتولى ترامب الرئاسة من عام 2017 إلى عام 2021، وتعرض للمساءلة في مجلس النواب مرتين، الأولى في عام 2019 بسبب سلوك متعلق بأوكرانيا، والأخرى في عام 2021 بسبب هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس، وبرأه مجلس الشيوخ في المرتين.
ويزعم ترامب أن هزيمته في محاولة انتخابه مجددا عام 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن كانت نتيجة لتزوير واسع النطاق.
ويتصدر ترامب منافسيه الساعين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، إذ حصل على دعم 44% من الجمهوريين بحسب استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في مارس/آذار الجاري مقارنة بـ30% لأقرب منافسيه وهو رون دي سانتيس حاكم فلوريدا الذي لم يعلن بعد عن ترشحه.
وفي عام 2018 نفى ترامب في بادئ الأمر معرفة أي شيء عن المبلغ المدفوع إلى دانييلز، واعترف لاحقا بتعويض كوهين عن المبلغ الذي وصفه بأنه معاملة “خاصة بسيطة”.
ويواجه ترامب أيضا تحقيقين جنائيين آخرين، الأول بقيادة فاني ويليس المدعية العامة الديمقراطية في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، ويتعلق بما إذا كان قد حاول بشكل غير قانوني قلب هزيمته في انتخابات 2020 في تلك الولاية.
كما يحقق المستشار القانوني الخاص جاك سميث بشكل منفصل في طريقة تعامل ترامب مع وثائق حكومية سرية بعدما ترك منصبه، ومحاولاته لإلغاء نتائج انتخابات 2020.