أكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أنها أسقطت صاروخا أميركيا “خارقا” أطلقته القوات الأوكرانية، لأول مرة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، في حين تضاربت الروايات بشأن جبهة باخموت حيث تدور أشرس المعارك في الشرق الأوكراني.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن دفاعاتها الجوية اعترضت صاروخا يحمل قنبلة يتم إطلاقها من الأرض من طراز “جي أل أس دي بي” (GLSDB) أميركية الصنع.
ويصل مدى هذا السلاح الأميركي -الذي يطلق عليه “جي إل إس دي بي” (GLSDB)، اختصارا لاسمها الكامل (Ground-Launched Small Diameter Bomb)؛ أي القنبلة ذات القطر الصغير التي تطلق من الأرض- إلى 150 كيلومترا؛ أي نحو ضعف مدى صواريخ هيمارس التي وصلت للأوكرانيين سابقا.
ويمكن لهذه القنابل الطيران حول التضاريس أو الموانع المصطنعة لضرب الأهداف خلف الجبال، بل وحتى وراء هدف يتمركز خلف مركبة الإطلاق نفسها.
وتقول أوكرانيا إن هذا النوع من الصواريخ ضروري لشن هجوم مضاد تستعد له، علما أن مداها يصل إلى 150 كيلومترا ووعدت الولايات المتحدة بتسليمها لكييف بداية فبراير/شباط الماضي.
وأصرت أوكرانيا على أنها تحتاج إلى مثل هذه الأسلحة لتدمير خطوط الإمداد الروسية وبالتالي تعويض النقص في قوتها البشرية وفي الذخيرة استعدادا لهجوم مضاد قالت إنها تعد له، لصد القوات الروسية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب أوكرانيا وشرقها.
روايات متضاربة
وفي باخموت حيث تدور منذ أسابيع أشرس المعارك في الشرق الأوكراني، كشفت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن القوات الروسية لم تحرز سوى تقدم بسيط خلال محاولتها محاصرة البلدة، مشيرة لخسائر فادحة تكبدتها.
ورجحت الاستخبارات البريطانية في سلسلة تغريداتها أن يكون فوج الدبابات العاشر الذي شكلته موسكو في أغسطس/آب 2022 لدعم حربها على أوكرانيا قد فقد نسبة كبيرة من دباباته خلال محاولته محاصرة بلدة أفدييفكا من الجنوب.
وجاء هذا الإعلان تفنيدا على ما يبدو لما كشف عنه موقع “ريبار” العسكري الروسي بأن قوات “فاغنر” العسكرية الروسية تواصل شن عملياتها الهجومية في المناطق الواقعة شمال وجنوب مدينة باخموت وتتقدم أكثر نحو مركز المدينة من هذين الاتجاهين.
كما أفادت وكالة “تاس” للأنباء بأن القوات الروسية في باخموت سيطرت على المنطقة الصناعية بالكامل، كما أكدت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا، أن القوات الروسية تتقدم في محور أفدييفكا.
في الأثناء، قال قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال ألكسندر سيرسكي إن من وصفهم بالمحتلين الروس لن يتخلوا عن محاولاتهم للاستيلاء على باخموت.
وأضاف سيركسي خلال تفقده القوات المقاتلة في باخموت، أن هدف المدافعين الأوكرانيين، استنزاف قوات العدو، على حد قوله.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك إن القوات الأوكرانية استهدفت مدينة ومقاطعة دونيتسك بـ75 قذيفة من أعيرة مختلفة خلال الساعات الـ24 الماضية، مما ألحق أضرارا مادية بنحو 20 مبنى سكنيا ومرافق للبنية التحتية.
وكانت القوات الجوية الأوكرانية أعلنت أنها أسقطت 13 مسيّرة هاجمت البلاد من الشمال والجنوب الشرقي. كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت سبع غارات جوية وأكثر من 15 هجوما على مواقع القوات الأوكرانية والبنية التحتية المدنية شرقي أوكرانيا وجنوبها.
دبابات ومدرعات
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن دبابات بريطانية من طراز “تشالنجر 2” ومدرعات أميركية، إضافة إلى مركبات قتالية ألمانية باتت تحت تصرف القوات الأوكرانية.
وأكد ريزنيكوف في بيان أن المعدات الجديدة ستعزز الوحدات القتالية الأوكرانية وأن بلاده ستحرر جميع المدن الأوكرانية، حسب تعبيره.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع البرتغالية تسليم أوكرانيا ثلاث دبابات من طراز “ليوبارد 2- إيه 26”.
ونقلت مجلة دير شبيغل الألمانية عن مصادر لم تسمها أن ألمانيا سلمت أوكرانيا 18 دبابة من طراز “ليوبارد 2” والتي تعهدت بتقديمها لدعم كييف في حربها مع روسيا.
وأضافت المجلة أن حوالي 40 عربة مشاة قتالية ألمانية من طراز “ماردر” (Marder) وصلت إلى أوكرانيا بالفعل.
