Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

بينها مدينتان عربيتان.. أشهر 13 مدينة وموقعا للتجسس بعضها لم تتوقعها من قبل | سياسة


على مدرج مطار العاصمة النمساوية فيينا وفي يوم مشرق من شهر يوليو/تموز عام 2010، توقفت طائرتان روسية وأميركية جنبا إلى جنب لنحو ساعة ونصف الساعة، بينما كانت سيارات تتحرك ذهابا وإيابا بينهما لتبادل الجواسيس، وبعد ذلك أقلعت الطائرة الروسية وأعقبتها الأميركية.

وتبين لاحقا أن الولايات المتحدة وروسيا أجرتا أول وأكبر عملية تبادل للجواسيس منذ الحرب الباردة. وسلمت الولايات المتحدة 10 أعضاء من خلية تجسس روسية تم القبض عليهم وهم يعملون للتسلل إلى أميركا كـ”وكلاء نائمين”.

شمل التبادل “آنا تشابمان” أو “جاسوسة بوتين” ذات الشعر الأحمر التي جمعت كل مواصفات الجاسوسة الناجحة، بداية من جمالها الأخاذ وذكائها إلى قدرتها على اتخاذ القرارات في الأوقات العصيبة وشبكة علاقاتها. في المقابل، أفرجت روسيا عن 4 روس متهمين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة والغرب.

طائرتان أميركية وروسية على مدرج مطار فيينا أثناء عملية تبادل الجواسيس عام 2010 (رويترز)

تبادل الأسرى لم يكن في جنح الظلام بين مسلحين يرتدون معاطف خندق نتوقعه من ملاحم الحرب الباردة. لكن في ذلك اليوم، ارتقت فيينا إلى مستوى سمعتها كعاصمة الجواسيس في العالم، بحسب ما وصفتها الكاتبة سندي أوتيس في مقال نشرته في موقع ذا ديلي بيست الأميركي ( The Daily Beast‏).

وبحسب الكاتبة فإن فيينا لديها تاريخ طويل مع التجسس، فبين الحربين العالميتين الأولى والثانية، أصبحت فيينا مركزًا أوروبيًّا لأنشطة التجسس. جمعت ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر أو ما كان يطلق عليه بـ”الرايخ الثالث” فيما بعد الكثير من معلوماتها الاستخبارية عن جنوب وشرق أوروبا في فيينا. بحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب الباردة، كانت فيينا مكانا مثاليا لجمع المعلومات الاستخبارية بسبب العدد الكبير من اللاجئين الذين يعيشون هناك والذين كانوا في أمسّ الحاجة لكسب لقمة العيش، حتى لو كان ذلك يعني بيع المعلومات لأجهزة المخابرات الأجنبية.

وبهذه السمعة، كانت فيينا مسرحا لأحداث فيلم “الرجل الثالث” الجاسوسي المثير للمخرج أورسون ويلز عام 1949، والذي يعد واحدا من أبرز الأفلام في تاريخ السينما، وواحدا من أفضل 10 أفلام عن التجسس والعملاء السريين.

ومن الحوادث البارزة الأخرى التي شهدتها فيينا، اغتيال المعارض الشيشاني عمر إسرائيلوف في وضح النهار بعاصمة الجمال والموسيقى في 13 يناير/كانون الثاني عام 2009.

وقبل أيام من مقتله، طلب عمر إسرائيلوف، وهو والد لـ4 أطفال، عبثا حماية الشرطة بعدما لاحظ أنه يُلاحق في الشارع. وسلط الحكم الضوء على أسلوب عمل روسيا. وبالنسبة إلى الادعاء النمساوي، فإن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف هو من أعطى الأوامر.

وقال رئيس سابق في جهاز المخابرات النمساوية لصحيفة التلغراف ذات مرة إن أكثر من 7 آلاف جاسوس يعملون في فيينا. وأضاف أنه “مكان جميل للجواسيس للعيش فيه وإحضار عائلاتهم”.

لشبونة

كما عرفت مدينة لشبونة البرتغالية باسم “مدينة الجواسيس” وكانت خلية نحل لنشاط التجسس خلال الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، حيث عمل العديد من العملاء السريين من كل دول الحلفاء (التي تضم بريطانيا وفرنسا والصين ولاحقا الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي) والمحور (الذي كان يضم ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان والنمسا ورومانيا وبلغاريا والمجر)، تحت غطاء وضعهم الدبلوماسي. وقيل إن دكتاتور البرتغال، أنطونيو سالازار، كان “يلعب على الحبلين” من أجل حماية البلاد من رد الفعل العنيف في زمن الحرب، لكن الحلفاء والمحور خاضوا حربا ضروسا في لشبونة بواسطة الجواسيس والدعاية والضغط الدبلوماسي على سالازار، من أجل التخلي عن حياد بلاده. ويشار إلى أن أجواء المدينة، خلال تلك الفترة، تذكّر كثيرا بأجواء فيلم “كازابلانكا” الشهير، عن خفايا الجاسوسية.

وثمة مدن أخرى غير مصنفة كذلك تعد أيضا مرتعا للتجسس، بحسب تقرير للصحفي زاك دورفمان نشر في موقع براش باس المتخصص بالجاسوسية (THE BRUSH PASS)، وفيما يلي عدد منها على سبيل المثال لا الحصر:

A van confiscated in the city of Larnaca is seen parked in the Police Headquartes in Nicosia
حافلة يملكها إسرائيلي صادرتها الشرطة القبرصية عام 2019 (رويترز)

نيقوسيا- قبرص

تنقسم جزيرة قبرص الواقعة شرق البحر المتوسط إلى دولتين وهما جمهورية شمال قبرص التركية المدعومة من أنقرة وغير المعترف بها دوليا وجمهورية قبرص اليونانية المعترف بها دوليا التي تسيطر على باقي أجزاء البلاد. ونيقوسيا عاصمة جمهورية قبرص مقسمة منذ التدخل التركي عام 1974 الذي تلا انقلابا مدعوما من اليونان في العام ذاته.

وقد أدى الوضع السياسي غير المستقر في قبرص وموقعها الإستراتيجي إلى تحويلها لموقع جاذب للنشاطات الاستخبارية في أوروبا والشرق الأوسط. كما تعد قبرص، وهي ملاذ مصرفي مثير للشبهات وموقع جذب سياحي، مرتعا للنشاط الاستخباري الروسي، وإلى مكان سهل للروس وجواسيسهم سيساعد على جذب عناصر وكالات الاستخبارات الأخرى.

وفي عام 2019، ضبطت الشرطة القبرصية “حافلة تجسس” مجهزة بنظام مراقبة متطور واستجوبت مالكها الإسرائيلي في أعقاب تقارير إعلامية أفادت بأن الحافلة تستأجر للتجسس على أشخاص.

وبدأ تحقيق الشرطة في هذه القضية بعد أن ظهرت الحافلة في فيديو لمجلة “فوربس” الأميركية قبل عدة أشهر عن الإسرائيلي الذي وصفته بأنه ضابط سابق في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وبحسب “فوربس”، فإن تجهيزات الآلية البالغة قيمتها 9 ملايين دولار قادرة على التنصت على أجهزة إلكترونية في دائرة 500 متر وقرصنة أي جهاز هاتفي والتنصت على المحادثات أيا كان مستوى ترميزها.

بانكوك- تايلند

تايلند، الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي لم تخضع للاستعمار، والتي تشبه بسويسرا في المنطقة. وبانكوك هي عاصمتها ومدينتها الكبرى، وتقع على نهر شاو فرايا وسط تايلند، وتعتبر الميناء الرئيس في البلاد، وأكبر مراكزها التجارية والثقافية، وتقدر مساحتها بنحو 1565 كيلومترا مربعا. وكانت تسمى بندقية الشرق لكثرة قنواتها المائية.

وبانكوك مكان يشعر فيه عملاء المخابرات من الصين والولايات المتحدة وإيران وروسيا والعديد من الدول الأخرى بالحرية في العمل، مع قربها النسبي من الصين وهو ميزة كبيرة للولايا

غربية الأخرى. على الرغم من تصنيفها على أنها “مركز تجسس رئيسي” مطلع عام 1984، فإن بانكوك باتت أيضا ملعبا خلفيا مفتوحا للجواسيس. وأصبحت حركة الأشخاص داخل وخارج بانكوك مهمة جدا لأجهزة التجسس لدرجة أن المخابرات الصينية نجحت في اختراق البيانات البيومترية من المطار هناك.

جيبوتي

جيبوتي، الدولة الصغيرة التي يقطنها حوالي مليون نسمة، أصبحت -جراء موقعها الإستراتيجي واستقرارها- محورا للدول الكبرى في العالم، بوجود قواعد عسكرية لدول عظمى واتجاه أخرى إلى بناء قواعدها الخاصة بها هناك.

وتقع جيبوتي في القرن الأفريقي، وتمتد على البحر الأحمر وخليج عدن. ولا يتجاوز عرض مضيق باب المندب، الذي يفصل جيبوتي عن اليمن -وبالتالي أفريقيا عن آسيا الصغرى- أكثر من 30 كيلومترًا فقط، وهو طريق رئيسي لشحن النفط ونقطة حيوية للسفن التي تعبر قناة السويس.

لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت جيبوتي ساحة معركة رئيسية في صراع التجسس بين الولايات المتحدة والصين. ففي عام 2017، افتتحت الصين أول قاعدة عسكرية خارجية لها هناك، مع ما يقدر بنحو 10 آلاف جندي صيني يتمركزون خارج العاصمة. وتعزز هذه القاعدة قدرات الصين في إسناد الدوريات التي تقوم بها القطع البحرية الصينية في المياه قبالة السواحل اليمنية والصومالية لتنفيذ مهماتها الإنسانية في تلك المنطقة.

وفي المقابل، تحتفظ الولايات المتحدة بقاعدتها الخارجية الرئيسية لقيادتها العسكرية في أفريقيا والقاعدة الأميركية الدائمة الوحيدة في القارة معسكر ليمونيه بالقرب من المطار الدولي لمدينة جيبوتي. وهي بمثابة منطقة انطلاق رئيسية لبعثات العمليات الخاصة في المنطقة، فضلاً عن عمليات الطائرات دون طيار المختلفة. وفي عام 2018، اشترت وكالة المخابرات المركزية وقدمت برنامج التجسس بيغاسوس سيئ السمعة لأجهزة المخابرات الجيبوتية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

نظرًا لأن جيبوتي كانت مستعمرة فرنسية سابقة، فإن لدى باريس أيضًا شبكة عسكرية واستخباراتية واسعة في البلاد، مع انتشار قوات من اليابان وإسبانيا وإيطاليا هناك أيضًا.

Police officers stand guard during an operation by agents from Mexico's National Institute of Migration (INM) and the police in downtown Ciudad Juarez
مكسيكو سيتي جاذبة للجواسيس بسبب قربها من الولايات المتحدة (رويترز)

مكسيكو سيتي- المكسيك

تقدم العاصمة المكسيكية ميزة تجسس تفوق كل الميزات الأخرى: وهي القرب من الولايات المتحدة. على الرغم من أن كندا بيئة استخبارات مضادة أكثر استرخاءً من جارتها الجنوبية -وبالتالي فهي جذابة أيضًا للجواسيس الأجانب الذين يسعون إلى الالتقاء بالقرب من الولايات المتحدة، ولكن ليس داخلها- فإن جهاز الاستخبارات والأمن الكندي (CSIS)، يتمتع باحترافية عالية ويتعاون بشكل وثيق جدا مع نظرائه الأميركيين.

ومع ذلك، توفر المكسيك بيئة أكثر حيادية للجواسيس الأجانب. هذا لا يعني أن مسؤولي الأمن المكسيكيين ليسوا على علم بما يجري في بلادهم، ففي أواخر السبعينيات، اعتقل المسؤولون المكسيكيون الأميركي أندرو دولتون لي لإلقائه مفكرة عبر سياج السفارة السوفياتية في مكسيكو سيتي، وكان بحوزته فيلم بالغ السرية. كان لي وصديقه الجاسوس الأميركي كريستوفر بويس يبيعان أسرارا سرية للسوفيات. في وقت إلقاء القبض عليه في المكسيك، كان لي يحاول إعادة التواصل مع وكلاء المخابرات السوفياتية. أثناء الاستجواب، أعيد لي إلى الولايات المتحدة، حيث أدين بالتجسس، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

يعرف المسؤولون الأميركيون أن عملاء روسا وصينيين وإيرانيين وكوبيين يستخدمون المكسيك لأغراض عملياتية. حتى أن البعض حاول العبور برا من المكسيك إلى الولايات المتحدة، حسب مسؤول سابق في الأمن القومي الأميركي. وقال المسؤول السابق “كانت هناك عدة مؤامرات تم إحباطها أو منعها” لجواسيس أجانب كانوا يحاولون السفر من المكسيك إلى الولايات المتحدة.

وخلال مثوله أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، أكد رئيس قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية الجنرال جلين فان هيرك أن لدى روسيا أكبر مجموعة من عملاء المخابرات في المكسيك من بين كل ما تم نشره في العالم.

دبي – الإمارات العربية المتحدة

من بين جميع المدن المدرجة في هذه القائمة، قد تكون دبي الأقل إثارة للدهشة. وتعد المكان المفضل للأثرياء في العالم وتعج أيضًا بالجواسيس من جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه.

من حين لآخر، تتحول النشاطات الاستخباراتية إلى عمليات قتل، كما حدث في عام 2010، عندما قامت مجموعة من عملاء الموساد، الذين يسافرون بجوازات سفر مزورة من دول مختلفة، باغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في فندق فخم هناك.

ومع ذلك، في كثير من الأحيان، تنفذ العمليات الاستخباراتية بشكل خفي دون أن يشعر بها أحد، حيث تعمل دبي كساحة معركة رئيسية خفية في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران. ووفقًا لمسؤول استخباراتي أميركي سابق، وبحسب ما يدور داخل مجتمع المخابرات الأميركية أن أكثر الأماكن التي تخضع للمراقبة على وجه الأرض هي خط معالجة التأشيرات الأميركية في دبي للمواطنين الإيرانيين.

وفي خطوة موازية للسرقة الرقمية الصينية للبيانات الحيوية من مطار بانكوك، اخترق عملاء المخابرات الأميركية المعلومات البيومترية من مطارات دبي (وكذلك أبو ظبي) من أجل تتبع حركة الأشخاص من هناك، بحسب موقع براش باس المتخصص بالجاسوسية (THE BRUSH PASS).

أما أهم المواقع المرتبطة بالتجسس حول العالم، فهي بحسب صحيفة التلغراف البريطانية:-

 جسر جلينيك- برلين

يبدو جسر جلينيك (Glienicker Brücke)، الذي يعبر نهر هافيل على الحدود بين برلين الغربية وبوتسدام، مكانًا غير مهم اليوم. ومع ذلك، يمكن أن تكون المظاهر خادعة لأن هذا الجسر، وهو أحد أكثر الجسور الألمانية شهرة، يُعرف أيضًا باسم جسر الجواسيس، بحسب تقرير نشرته مجلة تايملس ترافلز البريطانية (THE TIMELESS TRAVELS MAGAZINE).

The Glienicker Bridge is illuminated before a ceremony in Berlin
جسر جلينيك في برلين يعرف بجسر الجواسيس (رويترز)

ويقع الجسر على المشارف الغربية البعيدة لبرلين لا يزال به خط أبيض خافت يعبر وسطه يشير إلى الحدود بين شرق وغرب برلين خلال الحرب الباردة. وعبر هذا الخط، تابع العالم منذ حوالي 61 عاما عملية تبادل أسرى بين الجانب الأميركي والسوفياتي تزامنا مع واقعة إسقاط طائرة الاستطلاع الأميركية يو- تو (U-2) فوق الأراضي السوفياتية. وخلال عملية التبادل التي جرت في 10 فبراير/شباط عام 1962، قبل الأميركيون باستعادة طيار طائرة التجسس الأميركية فرانسيس غاري باورز مقابل إطلاق سراح أوغست فيشر المعروف أيضا برودولف آبل (Rudolf Abel)، وهو واحد من أخطر الجواسيس السوفيات. وبفضل ذلك، استعاد الجاسوس فيشر حريته ونجا من 30 عاما سجنا. وفي المقابل، استعاد الأميركيون الطيار فرانسيس غاري باورز الذي لقّبه البعض بالرجل الضعيف بسبب عدم إقدامه على الانتحار بدل الوقوع بقبضة السوفيات.

وقد تم تجسيد عملية تبادل الأسرى هذه سينمائيا في الفيلم الأميركي “جسر الجواسيس” (Bridge of Spies) من إخراج ستيفن سبيلبرغ، وبطولة توم هانكس ومارك رايلانس. وتم استخدام الجسر لتبادل عدد من الجواسيس الذين تم أسرهم طوال الصراع أيام الحرب الباردة.

فندق أثيني بالاس، بوخارست

يشتهر فندق أثيني بالاس التاريخي (Athenee Palac) في العاصمة الرومانية بوخارست بصفته وكرًا للتجسس في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. تم بناء الفندق عام 1914، في وقت الحرب العالمية الأولى، وتم تجديده في عام 1937، قبل الحرب العالمية الثانية، واستخدمت السلطات الرومانية الفندق لمراقبة الجواسيس البريطانيين والبوليس السري الألماني (الغيستابو) في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. بمجرد التأميم عام 1948، قامت الحكومة الشيوعية الجديدة بالتنصت على كل غرفة وتنصت على كل هاتف وتزويد الفندق بالمخبرين. واشترت مجموعة هيلتون هذا الفندق عام 1994.

ليوواردن – هولندا

تحيي مدينة ليوواردن الهولندية ذكرى مواطنتها الأكثر شهرة، الراقصة والجاسوسة الألمانية ماتا هاري، مع تمثال في وسطها.

يمكن القول إن “ماتا هاري” أشهر جاسوسة في القرن العشرين، وقد كانت راقصة شهيرة، وحكمت عليها محكمة فرنسية بالإعدام في 25 يوليو/تموز عام 1917، بتهمة التجسس لصالح ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى وتم التنفيذ في 15 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

كانت ماتا هاري تستخدم أسلوب شفرة شديدة التعقيد في مراسلة وكلاء ألمانيا خارج فرنسا، وهو أسلوب يصعب فك رموزه وحله، وثارت ثائرة رجال الأمن عند هذه النقطة ودب الخلاف والشقاق بينهم.

كان بعضهم يرى ضرورة إلقاء القبض على ماتا هاري قبل أن تنقل إلى الألمان أسرارا خطيرة قد تؤدي إلى هزيمة فرنسا، فى حين يرى البعض الآخر أن إلقاء القبض عليها دون دليل ينذرها بشكوكهم دون أن يكفي لإدانتها، وبالفعل تم إلقاء القبض عليها عام 1916، ومحاكمتها بتهمة الجاسوسية. لكن القصة لم تنته بعد فقد أنكرت ماتا هاري التهمة بشدة واستنكرتها وراحت تدافع عن نفسها بقوة، وتؤكد ولاءها لفرنسا واستعدادها للعمل من أجلها، وبدلا من أن تنتهي المحاكمة بإدانة ماتا هاري بتهمة الجاسوسية انتهت باتفاق بينها وبين الفرنسيين للعمل لحسابهم والحصول على أي معلومات سرية لهم نظرا لعلاقاتها القوية بعدد من العسكريين والسياسيين الألمان.

ووافق الفرنسيون على هذا وأرسلوا ماتا هاري بالفعل في مهمة سرية في بلجيكا حيث التقت بعض العملاء السريين الفرنسيين هناك وقدمت لهم العديد من الخدمات النافعة ونقلت ماتا هاري بالفعل عددا من الأسرار الألمانية للفرنسيين ولكن الألمان ردوا الصاع صاعين لعميلتهم السابقة.

جاءت النهاية عندما أرسل الألمان لها خطابات مشفرة، مستخدمين شفرة يفهمها الفرنسيون جيدا مما جعل الفرنسيين يلقون القبض على ماتا هاري مرة ثانية بتهمة التجسس مع وجود الخطابات كدليل هذه المرة، ومرة أخرى تمت محاكمة ماتا هاري في باريس، وفي هذه المرة لم تنجح ماتا هاري في إقناع الفرنسيين ببراءتها فصدر الحكم بإعدامها، وتم تنفيذ الحكم رميا بالرصاص.

Antennas of the former NSA listening station are seen at the Teufelsberg hill or Devil's Mountain in Berlin
هوائيات محطة التنصت الأميركية السابقة على تل في برلين ( رويترز)

تويفلسبيرغ – برلين

تل تويفلسبيرغ (Teufelsberg) الاصطناعي أو ما يعرف بجبل الشيطان في مدينة برلين الألمانية تم بناؤه من أنقاض المدينة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتم اختيار هذا التل ليكون موقعا مرتفعا مثاليا للأميركيين للتنصت على الاتصالات اللا سلكية للروس في برلين الشرقية وأبعد من ذلك. وبعد أن أنشؤوا محطة تنصت هناك، عرف الجنود المحليون المنطقة باسم تل تويفلسبيرغ.

لو موريس – باريس

كان مطعم لو موريس في العاصمة الفرنسية باريس مسرحا للقاء فيليكس بلوخ، من وزارة الخارجية الأميركية، عميل الاستخبارات السوفياتية أو كي جي بي (KGB) رينو جيكمان عام 1989. صور عملاء مكافحة التجسس الفرنسيون بلوخ وهو يصل بحقيبة سوداء، ويغادر دونها، ويصل جيكمان دون أن يحمل شيئا- ويغادر ومعه حقيبة سوداء. لم يكن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “إف بي آي” (FBI) قادرًا على إثبات أي شيء على بلوخ حيث أكد أن الحقيبة تحتوي على مجموعة طوابع لا غير.

People walk over Waterloo Bridge during foggy weather in London
جسر واترلو في لندن شهد عملية اغتيال الروائي والصحفي البلغاري المعارض جورجي ماركوف عام 1978 (رويترز)

جسر واترلو- لندن

شهد جسر واترلو على نهر التايمز في العاصمة البريطانية لندن عملية اغتيال الروائي والصحفي البلغاري المعارض جورجي ماركوف عام 1978 عندما كان يسير عليه متجها نحو موقف للحافلات لكي يصعد الحافلة ويتجه نحو مقر عمله في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC)، فقد شعر ماركوف بألم حاد في فخذه الأيمن من الخلف، نظر إلى الوراء فرأى رجلا -يعتقد أنه أحد أفراد الشرطة السرية البلغارية- يلتقط مظلة من على الأرض ثم يهرع مجتازا الطريق إلى الرصيف الآخر ويركب سيارة أجرة ويمضي.

لما بلغ ماركوف مقر عمله لاحظ بقعة حمراء صغيرة في فخذه والألم يتضاعف أخبر زملاءه في العمل عن الحادثة، وعند حلول المساء انتابته حمى شديدة نقل على إثرها إلى مستشفى سانت جيمس في لندن حيث مات بعد 4 أيام. ح

حصلت الحادثة عام 1978 وعمره يناهز 49 عاما، وبينت التحقيقات أنه تعرض للحقن بسم الريسين عن طريق رأس المظلة الحاد التي وخز بها، ورجحت أن من نفذ العملية عملاء الاستخبارات السرية البلغارية بمساعدة جهاز الاستخبارات الروسي “كي جي بي”، وأطلق على عملية اغتيال جورجي جريمة المظلة. وكان جورجي ماركوف معارضا للرئيس البلغاري حينها تودور جيفكوف، وينتقد الشيوعية بحدة وضراوة.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية + مواقع إلكترونية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى