روسيا تكثف الضغط العسكري بجبهة الشرق وتعلق على تسليم سلوفاكيا مقاتلات سوفياتية لأوكرانيا | أخبار
كثفت روسيا عملياتها الهجومية ضمن جبهة طويلة، وتحدثت مصادر أوكرانية عن معارك عنيفة بمحاور عدة، في حين في حين هاجمت موسكو سلوفاكيا بعد تسليمها كييف مقاتلات سوفياتية الصنع.
فقد ذكرت تقارير عسكرية أوكرانية أمس الجمعة أن معارك عنيفة تدور على امتداد جبهة تمتد من مدينة ليمان في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) إلى كوبيانسك في مقاطعة خاركيف (شمال شرق).
وأفادت التقارير بأن معارك تدور بالتزامن حول مدينة أفدييفكا بالقرب من مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية، وهي المركز الإداري للمقاطعة التي تحمل الاسم نفسه.
وقالت وكالة رويترز إن القوات الأوكرانية تركز الآن على منع تقدم القوات الروسية على جبهة طولها 300 كيلومتر تقريبا تمتد من كوبيانسك شمالا إلى فوغليدار جنوبا.
وتواصل القوات الروسية ضغطها العسكري في محاور عدة بإقليم دونباس، بما في ذلك مدينة باخموت، وفي أطراف مقاطعة خاركيف، لتحقيق تقدم مهم استباقا لهجوم مضاد محتمل قد تشنه القوات الأوكرانية خلال الربيع الجاري.
وقال موقع “ريبار” العسكري الروسي إن القوات الروسية مستمرة في تطويق مدينة أفدييفكا شمالا وجنوبا، مضيفا أنها تسيطر على مدينة نوفو باخموتكا شمال أفدييفكا.
معارك باخموت
وفي باخموت التي تحولت إلى مركز لأشرس المعارك في إقليم دونباس، لا تزال المعارك مستمرة للسيطرة على منطقتي بوغدانوفكا وأوريخوفو- فاسيليوفكا شمال غرب المدينة، وفقا لموقع ريبار الروسي.
وأفاد الموقع بأن قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة مازالت تتقدم في المناطق الجنوبية من باخموت، وتحدث عن معارك عنيفة تدور للسيطرة على منطقة كراسنويه جنوب غرب المدينة.
وكانت قوات فاغنر سيطرت مؤخرا على القسم الشرقي من باخموت، وتحاول قطع آخر طرق إمداد القوات الأوكرانية من الجهة الغربية.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أوليكسندر سيرسكي الخميس إن قواته ستبدأ قريبا هجوما مضادا في باخموت بعد أن صمدت في وجه الحملة العسكرية التي شنتها روسيا طوال الشتاء.
وأكد سيرسكي أن مقاتلي مجموعة فاغنر الروسية يفقدون قدرا كبيرا من قوتهم وأن طاقتهم تنفد، موضحا أن قواته ستستغل قريبا هذه الفرصة كما فعلت من قبل قرب كييف وخاركيف وكوبيانسك، عندما شن الأوكرانيون هجمات مضادة واستعادوا السيطرة على مساحات واسعة العام الماضي.
من جهتها، نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤولين أميركيين قولهم إن القوات الأوكرانية قد تسعى في هجومها المرتقب إلى قطع الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية إن القوات الروسية شنت أمس 40 غارة جوية وقصفت بأكثر من 200 قذيفة صاروخية مواقع الجيش الأوكراني والبنية التحتية المدنية في عدد من البلدات الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل مدنيين.
وأضافت هيئة الأركان أن العمليات الهجومية الروسية تتركز في اتجاهات مدن ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا إضافة لشاختار بمقاطعة دونيتسك، وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها نفذت 16 ضربة جوية على مناطق تمركز الجنود والمعدات العسكرية الروسية وأسقطت طائرات مسيّرة بدون طيار من طراز “شاهد” إيرانية الصنع و”لانسيت”.
وفي السياق، حذرت فرنسا أمس مواطنيها من السفر إلى أوكرانيا بعد وفاة أحد رعاياها في ظروف غامضة قرب مدينة باخموت.
حملة تعاقد
وبالتزامن، نقلت وكالة بولمبيرغ عن مسؤولين مطلعين أن الكرملين يسعى للتعاقد مع 400 ألف جندي هذا العام، معظمهم من المحاربين القدماء وسكان القرى. وبحسب تلك المصادر، فإن حملة التعاقد الطموحة ستسمح للكرملين بتجنب التجنيد الإجباري مع قرب حملة الرئيس فلاديمير بوتين لإعادة انتخابه.
كما نقلت الوكالة عن مسؤولين غربيين وأوكرانيين قولهم إن القوات الروسية التي تم حشدها في الخريف، وتعدادها 300 ألف جندي، جميعُها موجودة في ساحة المعركة، ورغم ذلك فإن تلك القوات لم تتمكن من الاستيلاء على أي مدينة رئيسية خلال الأشهر الأخيرة.
وأضافت الوكالة أن الكرملين تراجع عن خططه لشن هجوم آخر في أوكرانيا هذا الربيع بعد فشل الاستحواذ على المزيد من الأراضي، وأن تركيز القوات الروسية سينصب على عرقلة الهجوم الأوكراني المتوقع أن يبدأ قريبا.
طائرات الميغ
على صعيد آخر، اتهمت روسيا أمس سلوفاكيا بانتهاك عقد بتسليمها طائرات مقاتلة سوفاتية الصنع من طراز “ميغ-29” إلى أوكرانيا.
وبموجب اتفاقية موقعة عام 1997، لا يمكن لسلوفاكيا نقل الطائرات إلى دولة أخرى بدون موافقة روسيا، حسبما قال الجهاز الاتحادي للتعاون الفني العسكري في موسكو.
وتحدثت السلطات الروسية عن “عمل غير ودي” وانتهاك لالتزامات براتيسلافا الدولية وفقا للعقد المنشور على الموقع الالكتروني للخارجية الروسية.
وكانت وزارة الدفاع السلوفاكية قالت إنه تم الخميس نقل 4 طائرات إلى أوكرانيا على أن يتبعها 9 طائرات أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتم توريد معظم الطائرات أواخر ثمانينات القرن الماضي من جانب الاتحاد السوفياتي إلى تشيكوسلوفاكيا سابقا.
وعقب تقسيم تشيكوسلوفاكيا، قسمت جمهورية التشيك وسلوفاكيا الطائرات، وحصلت الأخيرة على المزيد من الطائرات من روسيا في التسعينيات.
وقبل أيام، قلل الكرملين من قيمة الطائرات التي قررت كل من سلوفاكيا وبولندا تسليمها إلى أوكرانيا، قائلا إن كييف تحصل على تكنولوجيا تم الاستغناء عنها.
وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، صدق قادة الاتحاد الأوروبي أمس على خطة تهدف إلى تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة خلال 12 شهرا.
وكان وزراء الدفاع والخارجية الأوروبيون قد وافقوا قبل ذلك على خطة بقيمة ملياري يورو لتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية تقتطع من مخزونات دولهم.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن القادة الأوروبيين اتصلوا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمتهم في بروكسل لكي يجددوا له الدعم حتى يتمكن من كسب النزاع في مواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي.