التمدد الصيني بالشرق الأوسط.. مخطط أميركي أم خطر يهدد مصالحها؟ | البرامج
22/3/2023–|آخر تحديث: 22/3/202312:49 AM (مكة المكرمة)
قال عضو الحزب الديمقراطي الأميركي الدكتور عبد الله الشمري إن ما يظهر في صورة منافسة تقوم بها الصين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط يأتي ضمن خطة لواشنطن، التي بات خيارها الإستراتيجي الانسحاب من المنطقة، وهو الخيار الذي سيولد فراغا يجب أن تسده جهة يمكن لواشنطن إدارتها.
وأضاف في حديثه لحلقة (2023/3/21) من برنامج “الاتجاه المعاكس” أن “الصين منافس صُنع في أميركا، ولا يمكن لها أن تخطو خطوة إلا بموافقة واشنطن، ولولا ضوء أخضر أعطته لم يكن لها أن تصل إلى ما وصلت إليه”، لافتا إلى أن الإستراتيجية الأميركية تقوم على تهيئة منافس تحت سيطرتها لتحقيق أهدافها من خلال حضوره.
وأضاف “لا زلنا نعيش زمن القطبية الأحادية، وستستمر 50 عاما على الأقل، والعزاء الوحيد أن هذا القطب (الولايات المتحدة) بنيته نظام تعددي، لكن النظام الذي يزعم البعض منافسته لأميركا نظام استبدادي”.
ودلل الشمري على قناعته تلك بما يراه من تصدر الولايات المتحدة في جميع المجالات، حيث تعكس المؤشرات الاقتصادية وأرقامها ذلك بوضوح، حسب تقديراته، وكذلك في المجالات العسكرية والدبلوماسية، إضافة إلى السياسة، كما أن واشنطن مسيطرة على القرار السياسي العالمي.
لا مؤشرات
كما لا يجد الشمري أي مؤشر يجعل الصين منافسا للولايات المتحدة، مستدركا أنه “من الممكن أن تكون كذلك لكنها منافس صُنع في أميركا، مثل شركة هواوي التي تصارع الآن من أجل البقاء بعد أن كانت في المقدمة”.
ورأى أن الصين إذا كانت تريد أن يكون لها شأن حقيقي لا بد أن تحرر محيطها الإقليمي كما فعلت أميركا، وتفرض سيطرتها على تايوان وهونغ كونغ، وتحرر جزرها من اليابان والفلبين، وتفرض نفوذها على بحر الصين الذي بات ملعبا للأساطيل الأميركية، حسب تعبيره.
وفي سياق المقارنة، ذكر الشمري أن نسبة البطالة في الصين ارتفعت خلال 30 عاما من 2.5% إلى 6.4%، في حين تراجعت نسبة البطالة في أميركا من 5.4% إلى 4.6%، وفي حين يزيد عدد القواعد العسكرية الأميركية على 1200 قاعدة، لا تملك الصين سوى قاعدة واحدة في جيبوتي، وأخرى في الإمارات، تبين لاحقا أنها لوجيستية لخدمة المصالح الأميركية.
إظهار التعددية
في المقابل، يرى الباحث السياسي حازم عياد أن النظام الدولي يتجه نحو التعددية القطبية الاقتصادية، التي يمكن الاستدلال عليها عبر بيانات المؤسسات الدولية وأرقام البنك الدولي الذي يشير إلى أن حجم الاقتصاد الصيني بلغ 18 تريليون دولار، وهو ما يقارب حجم اقتصاد الاتحاد الأوروبي.
ورأى أنه بات من المهم التعبير عن هذه التعددية وإظهارها أمام سياسات واشنطن العدائية تجاه هذه التعددية، التي ظهرت من خلال توريط أوروبا في الحرب الأوكرانية، ومحاولة خلق صراع في تايوان وتوريط الصين فيه، وما سبق ذلك من تحريض حليفتها بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي لإضعاف التكتل.
وذكر عياد أنه ضمن مؤشرات هذه التعددية وحضور الصين في منطقة الشرق الأوسط، تضاعفت نسبة النمو في التجارة التبادلية بين المنطقة العربية والصين بمقدار 4 مرات خلال 15 سنة الماضية، من 100 مليار دولار إلى نصف تريليون دولار.
وأضاف “الصين سريعة النمو، حيث ارتفعت نسبة النمو فيها خلال العام الماضي إلى 35%، وهو ما يدفع الصينيين للاهتمام بالاستقرار في المنطقة العربية”.
وفي رده على أن ما يحدث لم يكن إلا بعد سماح الولايات المتحدة بذلك، أشار إلى أن واشنطن حاولت إفساد اتفاق “أوبك بلس”، وحضر الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه إلى المنطقة لتحقيق هذا الهدف، لكنه لم ينجح، كما تحدتها الصين بتعيين وزير للدفاع مفروض عليه عقوبات أميركية.