زوجكِ لا يلاحظ فوضى المنزل.. كيف تطلبين مساعدته؟ | مرأة
بسبب زيادة نسب النساء العاملات لتحسين دخل الأسرة، وضمان رفاهية الأطفال؛ ظهرت حاجة المرأة العاملة لتحمل زوجها بعض الأعباء المنزلية بعدما أصبح الرجل أكثر تقبلا لذلك، لكن تظل الفجوة بين المبدأ والتطبيق مصدر توتر زوجي.
من يتحمل العبء الأكبر؟
كان تقسيم الواجبات والمسؤوليات المنزلية أكثر أسباب الخلاف شيوعا بين الأزواج في الولايات المتحدة الأميركية، وفقا لاستطلاع رأي أجرته وزارة التعليم الأميركية، لآباء وأمهات أطفال في الروضة، منذ عام 1998 إلى 2006.
فقد أبلغ 48% من الرجال والنساء عن شعورهم بالتعاسة الزوجية، بسبب الجدال اليومي حول الأعباء المنزلية، وكانوا أكثر عرضة للانفصال، أو الطلاق، عند بلوغ أبنائهم سن 12 عاما؛ كما عانى أطفالهم من مشكلات عاطفية، أو سلوكية، في المنزل، والمدرسة، أكثر من غيرهم.
رغم ذلك ما تزال هناك أدلة واضحة على تولي آباء اليوم واجبات منزلية، ورعايتهم الأطفال، أكثر مما فعل آباؤهم؛ فقد كشف أساتذة في معهد البحوث الاجتماعية في جامعة ميشيغان، عن نتائج دراستهم لجيلين من الآباء، حيث زاد مقدار العمل المنزلي الذي أنجزه الآباء في عام 2005، عما قدمه الآباء في عام 1976، بنسبة 10%، وبالتالي انخفض جهد النساء في ترتيب المنزل خلال الفترة نفسها.
مع ذلك، كان هناك فارق واضح بين الجنسين عبر الأجيال وفق هذه الدراسات؛ حيث تقضي المرأة ضعف الوقت الذي يقضيه زوجها في الأعمال المنزلية، بينما لم تغير حقيقة عمل الأم بدوام كامل من النتائج؛ وظل الخلاف بين الزوجين العاملين قائما حول تقسيم واجبات المنزل، أكثر ممن يتبعون النمط التقليدي المتمثل في أن يعيل الأب الأسرة ماديا، وتلبي الأم طلبات المنزل والتربية، وحدها.
هل يتكاسل الرجل؟
إذا ظننتِ أن زوجكِ يقصر في مساعدتكِ في التنظيف أو التربية، فربما تكونين محقة، لكنه لا يقصر تقصيرا متعمدا. فقد توصل باحثون في قسم فلسفة العلوم، في جامعة كامبردج، نهاية العام الماضي، إلى أن الرجل لا يرى الفوضى من حوله كمهام يجب القيام بها.
وأشار الباحثون إلى مفهوم في علم النفس اسمه “نظرية المقدرة”، فعندما ننظر إلى تفاحة على الطاولة، لا نراها حمراء، وقشرتها براقة فقط، بل نراها صالحة للأكل. كذلك، إذا رأت المرأة أطباقا متسخة في الحوض، ستفكر فورا في تنظيفها، في حين لن يرى الرجل إلا حوضا مليئا بالأطباق، ولن يدرك ضرورة تنظيفه.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن اختلاف تربية الرجال عن النساء سبب اختلاف رؤيتهم لفوضى المنزل، وبالتالي تختلف ردود أفعالهم، بغض النظر عن نواياهم؛ فتزيد تربية الفتيات من ملاحظتهن الاتساخ، وحساسيتهن ضد الفوضى، ما يحفزهن للتنظيف والغسل.
على النقيض من ذلك، لا تحفز الفوضى الرجل على التنظيم والتنظيف، وبما أنه لا يدرك أن الملابس المتسخة تحتاج إلى غسلها، فمن المرجح ألا يلاحظ إذا قمتِ بغسلها لاحقا، ولن يدرك تقصيره، ما اعتبره الباحثون ضربة مزدوجة للنساء، تضيف عليهن ضغطا نفسيا.
وتفسر نتائج الدراسة حصيلة استطلاع رأي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضه علينا وباء “كوفيد-19”.
حيث ظن أكثر من نصف الرجال أنهم يؤدون معظم الأعباء المنزلية، ويساعدون أطفالهم على التعلم عن بعد، لكن اتفقت نسبة 2% من النساء فقط مع ذلك الظن.
وأبلغ الآباء والأمهات عن التزاماتهم اليومية، والوقت المستقطع للتنظيف، ورعاية الأطفال، وبالفعل، أدت النساء 66% من العمل المنزلي، و70% من متطلبات أطفالهن، ما يساوي تقريبا حصتهن من الجهد في الظروف العادية.
كيف تشجعين زوجكِ؟
يمكن تغيير تصور زوجكِ لأعباء المنزل، حتى لو لم ينشأ في منزل يتعاون فيه الأب والأم، لكن يحتاج ذلك وقتا وجهدا، ونسرد لكِ هنا بعض النصائح، لتحقيق ذلك:
- دعيه يستكشف: يحتاج الرجل وقتا لتنمية حساسيته تجاه الفوضى، خاصة إذا كان يتمتع بإجازة الأبوة كما هو الحال في عدد من الدول عبر العالم. فقد لا تتوفر فرصة إجازة الأبوة لأسر عدة، لكن ما تزال هناك فرصة لتشجيع الأب على أداء مهمة، والاستمرار في تشجيعه، وتنبيهه إذا أخطأ، مع الاعتراف بدوره الداعم.
- حددي المهام: يساعد تقسيم المهام تقسيما واضحا في بناء عادات صغيرة، تتحول إلى روتين بمرور الوقت؛ فلن يحتاج زوجكِ رؤية أرفف الثلاجة فارغة، ليدرك حاجتكم للطعام، بل سيعتاد الذهاب إلى مركز التسوق نهاية كل أسبوع.
- تفهمي: قالت كاثلين جيرسون، أستاذة علم الاجتماع في جامعة نيويورك، في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إن النساء يتحملن عبء العمل المنزلي وحدهن في صمت، لإثبات أنهن أمهات صالحات، بينما يتوقع المجتمع من الرجل أن يهتم بعمله المأجور اهتماما كاملا، وينتظر منه رب العمل أن يعمل أكثر لتغطية نفقات الأطفال.
- كوني لطيفة: نقل تقرير على موقع “بارنتس” (Parents) إجابات الرجال، عن طرق ناجحة لتشجيعهم على مساعدة زوجاتهم؛ حيث اتفق الرجال على قاعدة “المعاملة بالمثل”، فإذا طلبتِ المساعدة بطريقة لطيفة، فمن المرجح أن يلبي طلبكِ، وبالمثل، إذا صرختِ أو تذمرتِ، فلن يساعدكِ.
كذلك، طلب الرجال من النساء أن يعبرن عن حاجتهن، وليس غضبهن، فعندما تغضب الزوجة يتخذ الرجل موقفا دفاعيا، ومع ذلك، عندما تعبر الزوجة عن تعبها وحاجتها، فإنها تحرك مشاعر الرجل، وتحفزه للقيام بما تريده. كما تمنى الرجال أن تطلب زوجاتهم طلبا محددا ومباشرا، بدلا من لومهم على كسلهم.