قال مكتب رئيس الوزراء العراقي إن بغداد وطهران وقعتا اليوم الأحد اتفاقا أمنيا للتنسيق بشأن حماية الحدود المشتركة بين البلدين، وذلك في وقت تقول فيه طهران إن المعارضين الأكراد المسلحين في إقليم كردستان العراق يشكلون تهديدا لأمنها.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد وصل اليوم الأحد إلى بغداد، في زيارة يلتقي خلالها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وكبار المسؤولين العراقيين، لبحث عدد من الملفات الثنائية؛ بينها ملف الديون الإيرانية على العراق.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي إن شمخاني وقّع الاتفاق مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
تعهد عراقي
وذكر مسؤول أمني عراقي حضر التوقيع أنه “بموجب الاتفاق الأمني الموقع، يتعهد العراق بعدم السماح للجماعات المسلحة باستخدام أراضيه في إقليم كردستان العراق لشن أي هجمات عبر الحدود على جارته إيران”.
ووفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، ناقش علي شمخاني مع المسؤولين العراقيين “الأنشطة المهددة للأمن والعدوانية التي تقوم بها عناصر معادية للثورة وإرهابية في منطقة (إقليم كردستان العراق) وشمال العراق”، وشدد المسؤول الإيراني على أن الاتفاق الأمني المبرم “يمكن أن يضع حدّا نهائيا وجذريا للأنشطة العدوانية التي تقوم بها تلك الجماعات”.
وظهرت مشكلة الحدود العراقية الإيرانية مجددا العام الماضي، عندما شن الحرس الثوري الإيراني نهاية العام 2022 هجمات صاروخية وأطلق طائرات مسيرة مستهدفا الجماعات الكردية الإيرانية المتمركزة في الشمال العراقي.
وحينها تعهد العراق بإعادة نشر حرس الحدود على حدوده مع إيران من أجل الحد من التوتر.
تصريح السوداني
وخلال لقاء رئيس الوزراء العراقي أمينَ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني والوفد المرافق له، أكد السوداني “موقف العراق الثابت والرافض لأن تكون الأراضي العراقية منطلقا للاعتداء على أيّ من دول الجوار، وكذلك أن تكون أرض العراق مسرحا لوجود الجماعات المسلحة”.
ولاحقا، استقبل رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني شمخاني والوفد المرافق له، وفق بيان للمكتب الإعلامي للحلبوسي، وأفاد البيان، بأن الجانبين بحثا العلاقات بين البلدين، وتطورات الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة، وآفاق التعاون المشترك.
ومن بين أعضاء الوفد المرافق لشمخاني محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين وبعض مسؤولي وزارة الخارجية ونائب وزير الاقتصاد.
والعراق وإيران شريكان اقتصاديان ولا سيما في مجال الطاقة، إذ تعتمد بغداد على طهران للتزود بالغاز والكهرباء.
