Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

المصور السينمائي المصري سعيد شيمي للجزيرة نت: أحمد زكي كاد يتسبب في موتي أكثر من مرة | فن


أول من خرج بالكاميرا من الأستديو إلى الشارع، وحقق للسينما المصرية طفرة نوعية غير مسبوقة، وهو أول عربي طور كاميرته وغاص بها في أعماق البحار ليصور تحت الماء مشاهد تمثيلية كاملة لأفلامه الروائية.

يحتفل مدير التصوير السينمائي المصري سعيد شيمي بعيد ميلاده خلال مارس/آذار الجاري، ويحتفل معه عشاق الفن السابع بأكثر من 100 فيلم روائي ونحو 75 فيلما تسجيليا صورها أو أشرف على تصويرها، حتى كاد البعض يلقبه بـ”جبرتي السينما المصرية”، في إشارة إلى المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي (1753-1825).

وبالإضافة إلى هذا الكم الهائل من الأفلام، ألف شيمي 35 كتابا تناولت فنون الصورة والكاميرا وذكريات حقبة كاملة من تاريخ السينما والمجتمع السينمائي المصري، وهو أول من خرج بالكاميرا من الأستديو إلى الشارع، وحقق للسينما المصرية طفرة نوعية غير مسبوقة.

كما أنه أول عربي طور كاميرته وغاص بها في أعماق البحار ليصور تحت الماء مشاهد تمثيلية كاملة لأفلامه الروائية، وأول مصور عربي يؤلف كتبا عن السينما والتصوير السينمائي على مستوى احترافي.

بطاقة طالب بالمعهد العالي للسينما (صفحة سعيد شيمي على فيسبوك)

سعيد شيمي جعل كثيرا من المشاهد متعة بصرية، لما له من خبرة كبيرة في توزيع الإضاءة واختيار الزوايا، وهو أكثر مصوري السينما إثارة للانتباه منذ فيلم المومياء، من خلال أفلامه الروائية التي يعتبرها النقاد من أفضل ما تم إنتاجه في كل تاريخ السينما الناطقة بالعربية، ومنها على سبيل المثال أفلام “البريء”، “كتيبة الإعدام”، “الشيطان يعظ”، “سواق الأتوبيس”، “العار”.

في هذا الحوار الخاص مع الجزيرة نت، يتحدث شيمي عن السينما المصرية وبعض أبرز الأفلام التي صورها، ويستعرض بعض المواقف التي حدثت معه أثناء مسيرته المهنية.

  • النقاد الذين رأوا تصويرك شوارع القاهرة في أفلام “ضربة شمس” و”البريء” و”الشيطان يعظ”، وغيرها؛ يؤكدون أنهم عندما يرون الشوارع والأماكن من خلال صورك، كأنهم يرونها أول مرة، ما سبب ذلك؟

كل ما حدث هو أنني نقلت السينما من “البلاتوه” إلى الشارع وحياة الناس، وأذكر أول أفلامي في التلفزيون بعنوان “أغنية للحب”، بطولة عزت العلايلي وليلى طاهر، كان العمل في “البلاتوه” وكنت أشعر كأني سجين الجدران.

وأذكر أنني أنجزت تصوير أكثر من نصف فيلم “عنتر شايل سيفه “، إخراج أحمد السبعاوي 1983، وصورت معظم مشاهده في إيطاليا، والكاميرا على كتفي، لم نستخدم حامل الكاميرا لمرة واحدة، وذلك لتقليل التكاليف، وحتى لا يتحمل المنتج رسوم نقابة الممثلين الإيطالية الباهظة.

وعلمتني السينما التسجيلية أن أعمل خارج الأستديو وبإمكانيات بسيطة، وحين عاد صديق العمر محمد خان إلى مصر من لندن، وعملنا معا أول أفلامي السينمائية “ضربة شمس”، ترك حالة من الذهول لدى الجمهور والسينمائيين خاصة، وكان السؤال، كيف استطعتم تنفيذ كل هذه المشاهد في الشوارع ووسط القاهرة والزحمة، ومن فوق الجسور ومن داخل الحارات والممرات والأزقة؟

أثناء ضبط الكاميرا أمام سمير صبري ونادية لطفي بانتظار بدء التصوير (صفحة مدير التصوير سعيد شيمي على فيسبوك)

ونتيجة لذلك، حدثت صدمة للسينما المصرية، لوجود مصور ومخرج يصوران بشكل مختلف، ومن وقتها ارتبطت بعدد من المخرجين الشباب الذين قادوا الحركة السينمائية بعد ذلك، مثل عاطف الطيب ونادر جلال وأشرف فهمي، وهم الجيل الذي حرر الصورة من أسر الأستديوهات إلى الأماكن الحقيقية.

بكاميرا أحملها على كتفي كنت أتحرك في كل شوارع القاهرة وحاراتها وأزقتها، وبهذه الكيفية استطعت نقل التصوير كاملا من الأستديوهات إلى واقعية الصورة.

  • إضافاتك بوصفك مصورا أثرت على موضوعات الأفلام. ما مدى صحة هذا الرأي؟

بالفعل، لم تكن النقلة في تقنية الفيلم والتصوير فقط، بل كانت النقلة المهمة في طبيعة الموضوعات نفسها، فاختلفت الموضوعات، مثلا عندما عملت مع عاطف الطيب في فيلم “الحب فوق هضبة الهرم”، كانت رؤيته بأن الفيلم لن يتم تصويره في الأستديو، بل في شقة عادية وبسيطة جدا في منطقة شبرا، وهو متأكد أن هناك مصورا يستطيع أن ينفذ رؤيته كما يريدها بالضبط.

وأطلق على الشكل الجديد للسينما “مرحلة الواقعية الجديدة في السينما العربية”، ولا أنسى يوم كنا نستعد لتصوير فيلم “الشيطان يعظ”، قصة نجيب محفوظ وبطولة فريد شوقي ونور الشريف وعادل أدهم وتوفيق الدقن، حيث اقترحت التصوير في منطقة الجمالية والحسينية والحارات التي كتب عنها نجيب محفوظ، فاتهمني المخرج أشرف فهمي بالجنون، لكنه وافق في اليوم التالي، وبالتصوير في الأماكن الطبيعية ومحاكاة لبعض هذه الأماكن خرج الفيلم وكأنه تحفة فنية، ولوحات في الهواء الطلق.

سعيد شيمي وحسين فهمي من ذكريات مدير التصوير الشهير (صفحة سعيد شيمي على فيسبوك)

قمت بإضافة جديدة في الكاميرا ساعدتك على التصوير تحت الماء، هل أنت مهندس أم مصور؟

كل الموضوع أنني عاشق لعملي، وما قمت به هو خلق عازل “هاوسينغ” أو غرفة تحفظ الكاميرا من أي تسرب للماء، وكانت الكاميرات المجهزة للتصوير تحت الماء في الثمانينيات غالية جدا فوق طاقتي المالية، وذهبت لفني أستديوهات اسمه “موهان” والده مهندس ألماني، هو من أسس “أستوديو الأهرام” الشهير سنة 1944 بكل إمكانياته وتجهيزاته من إضاءة وكاميرات وخلافه، واستطاع “موهان” تصنيع العازل ونجحت التجربة، وصورت عددا من الأفلام تحت الماء بهذه الكاميرا المطورة في مصر.

المخرج الراحل محمد خان هو صديق العمر بالنسبة لك، ولما عاد إلى مصر كان تعاونكما في 6 أفلام فقط، في حين أنك صورت للمخرج علي عبد الخالق حوالي 20 فيلما. لماذا؟

حقيقة كانت علاقتي بمحمد خان فوق كل الصداقات، فهو رفيق طفولة، والده باكستاني جاء إلى مصر في بدايات الحرب العالمية الأولى وحصل على الجنسية المصرية، وتجمع أسرتينا صداقة قديمة، فأنا أسكن بالعتبة وهو يسكن في أرض شريف بالقاهرة، وكانت اهتماماتنا واحدة وعشقنا واحدا.

كان والده تاجر شاي ورئيس الجالية الباكستانية في مصر، لما قامت الثورة احتكرت الدولة تجارة الشاي، فهاجرت أسرته إلى لندن، ولم تنقطع علاقتنا بالخطابات، وكان هو عيني على كل جديد بالسينما في بريطانيا وأوروبا، وكنت أكتب له عن السينما في مصر، واحتفظت بكل خطاباته حتى عاد إلى مصر في 1977 بعد 18 عاما وعملت معه من أول أفلامه.

وبدأت العمل مع علي عبد الخالق في فيلم “بيت بلا حنان” إنتاج 1976، وكان هو أكثر مخرج عملت معه حتى بلغ عدد الأفلام التي صوّرتها له 19 فيلما.

وعملت مع محمد خان 6 أفلام فقط، ثم قررنا ألا نعمل معا، وهذا بسبب أنني تعاقدت مع رأفت الميهي لتصوير أول أفلامه “عيون لا تنام”، ثم جاءني محمد خان في اليوم التالي وأخبرني أنه تعاقد على إخراج فيلم “الثأر”، وللعلاقة التي بيننا اعتذرت للمخرج رأفت الميهي، وانتشرت في هذا الوقت شائعة قوية تقول إن سعيد شيمي سيترك العمل مع أي مخرج من أجل محمد خان، ولهذا اتخذنا هذا القرار حفاظا على مصالحنا في المستقبل.

علي عبد الخالق (يمين) وسعيد شيمي (صفحة سعيد شيمي على فيسبوك)

تجاربك في العمل مع المخرج عاطف الطيب جاءت مميزة أيضا، هل كان السر في صداقتكما وانتمائكما لجيل واحد؟

صداقتي مع المخرج عاطف الطيب بدأت متأخرة، ورغم أنه كان زميلي في المعهد، فإنه تأخر في العمل كثيرا، وأخرج أول فيلم “الغيرة القاتلة” بطولة الفنان نور الشريف، وقبل أن يبدأ العمل استشارني في الفيلم، وكنت قد أصبحت مدير تصوير مشهورا.

القصة لم تعجبني، وقلت له الفيلم قصته أنتجت مليون مرة في السينما المصرية والعالمية، فهي اقتباس من مسرحية عطيل لشكسبير، ولا توجد أزمة درامية في كون البطل أسود.

قال لي عاطف كلمة واحدة وافقت على إثرها أن أصور الفيلم، قال “أريد أن أقول للناس أنا مخرج”، وبعد 3 أيام من العمل اكتشفت أنني أعمل مع مخرج عظيم.

كواليس فيلم “سلام يا صاحبي” مع عادل إمام (يسار) وسعيد صالح وسوسن بدر (صفحة سعيد شيمي على فيسبوك)

عملت مع عاطف في معظم أفلامه التي تركت بصمة في السينما العربية، وفي فيلم “كتيبة الإعدام” عرفنا أنه مصاب بمرض في القلب، وكان يعمل في اليوم 18 ساعة وكأنه يسابق الزمن لإنتاج أكبر عدد من الأفلام قبل النهاية، وفي فيلم “كتيبة الإعدام” قلتها له صراحة، كنا ننتهي من التصوير الفجر، ويطلب من فريق العمل أن يكون جاهزا للعمل الساعة الثامنة صباحا، قلت له مستحيل، لو أنت تريد أن تموت، أنت حر، لكني لا أريد أن أموت”.

قدمت عدة تجارب مع الممثل الراحل أحمد زكي.. ما الذي يميزه؟

أحمد زكي كاد يتسبب في موتي أكثر من مرة. في فيلم “طائر على الطريق”، لم يكن قد اشتهر بعد، وكان خارج التمثيل إنسانا مطيعا ويمتثل لكل الأوامر إلى أن يبدأ التمثيل، لينسى كل شيء، وينقلب لشخصية مختلفة تماما.

مشوار عمر بين الطيب وشيمي (صفحة مدير التصوير سعيد شيمي على فيسبوك)

كان يقود السيارة وأنا معلق بها والكاميرا في يدي، ورغم التنبيه عليه أن يتوقف بهدوء، إلا أنه وقف فجأة على غير أي توقع منا، ولم ألتق به إلا أثناء زيارته لي في المستشفى.

اكتشفت بعد ذلك أن أحمد زكي ينفصل تماما عن عالمنا، وكنا نمثل بعض مشاهد فيلم “ناصر 56” في أستوديو في التلفزيون، ونزل وزير الإعلام صفوت الشريف يحيي فريق عمل الفيلم، وهمس البعض “سيادة الوزير قادم”، فما كان من أحمد زكي إلا أنه وفجأة انفعل وبأعلى صوته “وزير مين؟ (من هذا الوزير؟) أنا جمال عبد الناصر، هو يجي عندي!! (عليه أن يأتي إلي)”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى