قلق أميركي من “صراع كبير”.. هل تنفجر الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط؟ | البرامج
قال الدكتور “بريت بروين” المدير السابق للتعاون والانخراط الدولي لحل الأزمات في البيت الأبيض، إن القلق الأميركي من إمكانية اندلاع “صراع كبير” في منطقة الشرق الأوسط، غير معهود، ويؤشر لاستعداد الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات إضافية لفرض ضغوط على أطراف الصراع في المنطقة.
وأشار -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/3/17)- إلى وجود عدد من العوامل أدت إلى هذا القلق، والتي من شأنها المساهمة في خلق وضع يبدأ كحالة نزاع تنطلق من شرارة تخرج سريعا عن السيطرة، بشكل ربما يقود إلى تفجر الأوضاع بشكل غير مسبوق.
يأتي ذلك على خلفية تحذيرات أطلقها قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال “مايكل كوريلا”، من توفر ظروف تفاقم الصراع في الضفة الغربية، وتلميحه لإمكانية اندلاع ما سماه “صراعا كبيرا” بالمنطقة في أي لحظة.
وجاءت هذه التحذيرات على وقع اقتحامات إسرائيلية يومية للضفة الغربية، أسقطت منذ مطلع العام 88 شهيدا فلسطينيا بينهم 17 طفلاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، كان آخرهم 4 شهداء شيعتهم جنين الخميس، من بينهم قائدان عسكريان في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي اغتالتهما وحدة إسرائيلية خاصة بزعم إنتاجهما عبوات ناسفة.
وعلى خلفية التطورات الأخيرة، اعتبرت السلطة الفلسطينية أن ما حدث يأتي بهدف تفجير الأوضاع، فيما قالت حركة حماس إن “جريمة اغتيال أبطال المقاومة في جنين لن تمر دون رد”، كما حمّلت حركة الجهاد الاحتلال مسؤولية “جريمة اغتيال المقاومين في جنين”، مشددة على أنه “سيدفع الثمن”.
واعتبر “بروين” في حديثه لـ”ما وراء الخبر”، أن تصريحات الجنرال الأميركي، تحمل تحذيرا للمسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، من تفاقم الأوضاع وخروجها عن السيطرة، وعدم تحمل المنطقة أي خطوات استفزازية، وضرورة بذلهم مزيدا من الجهود للحد من التوتر.
أمر غير معهود
وقال إن هذه التصريحات “أمر غير معهود، حيث لا نرى في العادة مثل هذه التحذيرات المباشرة من مسؤولين أميركيين، وخاصة العسكريين منهم”، ولفت إلى أن هذه التصريحات لا يتم الإدلاء بها ما لم تكن مستندة على معطيات واضحة، مؤكدا أن الوقت الحالي، غير مناسب لاندلاع أزمة شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
ومتفقا، يرى الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، أن القلق الأميركي يعكس قراءة للمعطيات والمعلومات الميدانية، ودخول المنطقة في حالة توتر، ذاهبا في الوقت ذاته إلى أن هذه المعطيات تؤشر لتوافق فلسطيني على فشل عملية أوسلو ووصولها لطريق مسدود.
ولفت في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر، إلى أنه ضمن هذه المعطيات، التطورات الأخيرة التي تشهدها إسرائيل، من صعود لليمين المتطرف، والخلافات الداخلية في دولة الاحتلال، والتي أدت إلى تأييد أغلبية المكون الفلسطيني للعودة إلى العمل المسلح والمقاومة بكافة أشكالها.
وتابع “نحن مقبلون على مرحلة سنشهد فيها تصاعدا للاشتباك الأمني، خاصة وأن الجهود الأميركية والإقليمية تريد إلزام الفلسطينيين بأن يبقوا حراس أمن يقدمون هدوءا مجانيا، وهو ما لن يقبل به الفلسطينيون”.
بدوره، ادعى الباحث والمحلل السياسي الإسرائيلي “مائير جافيدنفر” أن التصعيد الإسرائيلي، يسعي لتحييد البنية التحتية للمقاومين في الضفة الغربية، معتبرا في الوقت ذاته القلق الأميركي، منطلقا من وقائع حقيقية سابقة.
وتابع في مداخلة للبرنامج، بأن اقتراب شهر رمضان الذي يشهد عادة زيادة التوتر بين الجانبين، والأوضاع الداخلية في إسرائيل، وتدني شعبية السلطة الفلسطينية، ووجود أكثر حكومة عنصرية في إسرائيل، ربما يؤدي بالفعل إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة.