رغم الضائقة المعيشية.. المصريون حريصون على زينة رمضان | أسلوب حياة
القاهرة – رغم غلاء الأسعار في كل مناحي الحياة وانهيار العملة المحلية، لا يزال المصريون متمسّكين بزينة رمضان التي يعتبرونها جزءا من بهجة الشهر الفضيل لا يمكن الاستغناء عنها، أيا كانت الظروف.
ومع اقتراب الشهر الكريم، تعج المحلات بأنواع الزينة. وقد تحوّلت منطقة العتبة، وسط القاهرة، إلى معرض مفتوح لكل ما هو متعلّق بشهر الصيام.
تقول أم حمزة للجزيرة نت إنها تحرص سنويا على شراء الزينة من وسط البلد لأنها متنوعة وأقل ثمنا مقارنة بالأماكن الأخرى، مضيفة أن هذا العام تحديدا يتطلب جهدا لتوفير متطلبات رمضان بسبب غلاء الأسعار.
إقبال على أنواع بعينها
وخلال الأيام الماضية، توافد آلاف المصريين على محلات بيع الزينة، وكان الإقبال كبيرا على المصنوعة محليا من البلاستيك والورق والقماش لأنها قليلة التكلفة، في حين تراجع سوق الفوانيس بشكل لافت بسبب تضاعف أسعارها.
تقول أم حمزة وزوجها إنهما وضعا موازنة بحدود 500 جنيه (نحو 16 دولارا) لشراء الزينة هذا العام، ما يعني استبعاد الفوانيس تماما منها.
وتضيف “منذ سنوات، اعتدت شراء الزينة من “العتبة” لأنها تزيد بهجة البيت وتشيع روح الشهر الكريم، وتزيد فرحة الأطفال، لكننا تخلينا عن الفوانيس هذا العام واكتفينا بالزينة الورقية والقماشية والبلاستيكية، لأننا نستطيع شراء الكثير منها في حدود المبلغ المحدد”.
ويتراوح سعر حبل الزينة بين 5 جنيهات و15 جنيها (الدولار يساوي 30 جنيها تقريبا)، في حين تتراوح أسعار حبل الإضاءة بين 30 جنيها و150 جنيها، وهي زيادة طفيفة مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي هي في المتناول، كما تقول أم حمزة.
ووفقا لمحمود، وهو بائع في محل زينة، فإن هناك تفاوتا في أسعار حبال الإضاءة وفق الطول وعدد المصابيح ونوعها وتنوعها، وهي تبدأ من 5 جنيهات وتصل إلى 50 جنيها، في حين تتراوح أسعار الحِبال النحاسية بين 30 و80 جنيها، وأسعار حبال المثلثات بين 5 و15 جنيها.
أما أسعار أكياس الوسائد الرمضانية، فتتراوح بين 30 و100 جنيه، في حين يتراوح سعر قماش الخيامية بين 100 و400 جنيه، وأسعار مفارش الطاولات بين 50 و300 جنيه، وكلها شهدت زيادات تبدأ من 50 إلى 100%، وفق النوع.
زيادة كبيرة في الفوانيس
أما الفوانيس، فقد زادت أسعار المستورد منها بين 60% و100% عن العام الماضي، ما دفع كثيرين إلى شراء الفوانيس الخشبية والمصنوعة يدويا من الخرز، وفق خالد، وهو بائع في أحد محلات الزينة.
ويضيف خالد للجزيرة نت “بسبب ارتفاع الأسعار، أصبح الإقبال كبيرا على الفوانيس الخشبية والمصنّعة من الخرز، والتي يبدأ سعرها من 30 جنيها ويصل إلى 100 جنيه”، مشيرا إلى أن بعض الفوانيس المحلية تتراوح بين 80 و120 جنيها بسبب وجود مشغّل صوت مستورد.
“أبو الذهب”، صاحب محل زينة وفوانيس، يقول للجزيرة نت إن سعر الفانوس يبدأ من 10 جنيهات ويصل إلى 100 جنيه، لافتا إلى أن الفانوس المحلي لم يرتفع كثيرا لأن خاماته مصرية وغير مستوردة. أما الفانوس الصيني، فيبدأ من 50 جنيها ويصل إلى 300 جنيه.
وبخصوص الفوانيس الضخمة المصنوعة من الصاج، فيتراوح سعرها بين 650 جنيها و3 آلاف جنيه. لكن الإقبال عليها ضعيف جدا، هذا العام، باستثناء أصحاب المقاهي والفنادق وسكان المناطق الراقية جدا، كما يقول أبو الذهب.
وعن الزينة، يقول أبو الذهب إن سعر حبل الإضاءة الصيني يبدأ من 40 جنيها ويصل إلى 200 جنيه، وفقا لطول الحبل، مشيرا إلى وجود مصابيح ليزر محلية الصنع تتراوح بين 25 و150 جنيها، موضحا أنها تشهد إقبالا كبيرا عليها لأنها أرخص من المستوردة التي يصل سعرها إلى 350 جنيها.
مع ذلك، هناك من عمدوا إلى تصنيع الزينة يدويا، توفيرا للنفقات، مثل أم عصام التي تقول للجزيرة نت إن الزينة أهم من الأمور الأخرى، مثل الياميش (الفواكه المجففة والمكسّرات)، موضحة أنها اشترت القماش والبلاستيك والورق والمصابيح وأسلاك الكهرباء وستصنع الزينة يدويا “لأن الأطفال لا يقبلون بمرور رمضان من دون وجود زينة”، وفق تعبيرها.
وتلفت إلى أن غلاء الأسعار والضائقة المعيشية التي يُكابدها المصريون دفعا كثيرين هذا العام إلى الاستعانة بزينة العام الماضي، والتي كانوا يحتفظون بها لأنها لم تكن رخيصة مقارنة بأعوام سابقة، وخصوصا الفوانيس الكبيرة التي تعلق في صالات البيوت أو الشرفات.