جسر المضيق.. إيطاليا تحيي مشروعا تعود أحلام بنائه لعصر الرومان | أخبار

أصدرت حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مرسوما الخميس ينص على إعادة إحياء مشروع قديم لبناء جسر بطول 3.2 كيلومترات يربط جزيرة صقلية بالبر الرئيسي للبلاد، وتعود أحلام إنشائه إلى عصر الرومان قبل نحو ألفي عام.
وترى الحكومة اليمينية في إيطاليا أن الجسر يشكل مدخلا لتعزيز نفوذ البلاد في المنطقة وإنعاش الاقتصاد في المناطق الجنوبية الأفقر، رغم الشكوك حول جدوى المشروع الذي تبلغ كلفته عدة مليارات من اليوروهات.
وقال ماتيو سالفيني وزير النقل الإيطالي “بعد 50 عاما من المحادثات، أقرت هذه الحكومة بناء الجسر الذي يربط صقلية مع بقية إيطاليا وأوروبا”، مشيدا بهذا “اليوم التاريخي”.
وترجع فكرة إنشاء الجسر إلى الرومان القدماء، لكن محاولات إحياء المشروع فشلت مرارا بسبب الكلفة العالية والتحدي المتمثل بإقامة هيكل يربط مدينة ميسينا في صقلية بكالابريا في أقصى جنوب شبه الجزيرة الإيطالية في منطقة معرضة للزلازل.
Italy is reviving a plan to build record suspension bridge from Calabria to Sicily ??https://t.co/krJIVcFUZJ pic.twitter.com/LGUvRnS6qR
— Chiara Albanese (@chiaraalbanese) March 17, 2023
وفي حال إنشاء الجسر، يمكن لسفن الشحن القادمة من آسيا عبر قناة السويس أن ترسو في صقلية، ثم يتم نقل البضائع في قطارات عالية السرعة إلى بقية أوروبا، لكن منتقدي المشروع يقولون إنه من الأفضل إنفاق الأموال على تحسين خدمات القطارات والطرق المزرية داخل صقلية وكالابريا.
يشار إلى أن البرلمان الإيطالي أمامه شهران لتحويل المرسوم إلى قانون. وبموجب الخطة سيجري الموافقة على مشروع تنفيذي بحلول 31 يوليو/تموز 2024، ويبدأ البناء بحلول نهاية العام، وفقا لوسائل إعلام محلية.
محاولات سابقة
وخاض العديد من الحكومات الإيطالية مناقشات بشأن مشروع “إل بونتي سولو ستريتو” أو “جسر المضيق” على مدار عقود.
وكان آخر تلك المناقشات في العقد الأول من القرن الـ21، حيث دعمت حكومة رئيس الوزراء آنذاك سيلفيو برلسكوني، الذي ينتمي حزبه “فورزا إيطاليا” إلى الائتلاف الحاكم، بناء الجسر. وفي ذلك الوقت كانت الخطة أن يبدأ البناء في عام 2006 وينتهي بحلول عام 2012.
وسيكون طول الجسر حوالي 3 أضعاف طول جسر “غولدن غيت” في سان فرانسيسكو وأطول بأكثر من ألف متر من جسر “أكاشي كايكيو” في اليابان، والذي يحمل حاليا لقب أطول جسر معلق في العالم.
وتعود أحلام “جسر المضيق” إلى عام 252 قبل الميلاد، عندما قام القنصل الروماني والقائد العسكري ميتيلوس بنقل فيلة مدرّبة للحرب من قرطاج إلى البر الرئيسي على براميل رُبطت ببعضها البعض لتشكل أطوافا، وفقا للمؤرخ الروماني بلينيوس الأكبر.