جليد أنتاركتيكا يسجل أدنى مستوى له على الإطلاق منذ 45 عاما | علوم
15/3/2023–|آخر تحديث: 15/3/202305:37 PM (مكة المكرمة)
للاحتباس الحراري مخاطر عديدة على الحياة فوق كوكب الأرض، فالتغير المناخي المتزايد يؤثر على درجات الحرارة العالمية وكمية الأمطار وشدة العواصف، وكذلك على مساحة الرقعة الجليدية في قطبي الأرض، ويؤثر على مستويات سطح البحر، مما يهدد الحياة بشكلها الذي نعرفه بصورة مباشرة.
أدنى مستوى خلال 45 عاما
طوال فبراير/شباط الماضي، وفقا لما ذكره المركز الوطني الأميركي لبيانات الثلج والجليد (National Snow & Ice Data Center) في جامعة كولورادو بولدر (University of Colorado Boulder) الأميركية، تم رصد مستوى الجليد البحري في القطب الشمالي بين ثاني ورابع أدنى مستوى في سجل الأقمار الصناعية الممتد لـ45 سنة، بينما استمر نطاق الجليد البحري في القطب الجنوبي في تسجيل مستويات منخفضة قياسية تُعد الأدنى له خلال العام.
حيث سجل الجليد البحري في القطب المتجمد الجنوبي (أنتاركتيكا) 1.79 مليون كيلومتر مربع يوم 21 فبراير/شباط الماضي، وهو الحد الأدنى لعام 2023، وهو كذلك الأدنى في سجل الأقمار، متجاوزا أدنى مستوى قياسي سابق تم رصده عام 2022 بمقدار 136 ألف كيلومتر مربع، حسب ما ذكر البيان الصحفي الذي نشره المركز الوطني للثلج والجليد في الثاني من مارس/آذار الجاري.
استجابات مختلفة للاحتباس الحراري
قال تيد سكامبوس، كبير الباحثين في المعهد التعاوني للبحوث في العلوم البيئية (CIRES)، إن استجابة أنتاركتيكا لتغير المناخ كانت مختلفة عن استجابة القطب المتجمد الشمالي، وإن الانخفاض في الجليد البحري قد يكون إشارة إلى أن الاحتباس الحراري يؤثر أخيرا على الجليد العائم حول القارة القطبية الجنوبية.
وأضاف أن هذا الأمر سيستغرق عدة سنوات للتأكد منه، وأن نطاق الجليد البحري السفلي يعني أن أمواج المحيط ستضرب ساحل الغطاء الجليدي العملاق، مما يقلل من الجروف الجليدية حول القارة القطبية الجنوبية.
وبدورها، تقول جوليان ستروف، كبيرة الباحثين في المركز الوطني للثلج والجليد والأستاذة بجامعة مانيتوبا الكندية، إن جليد البحر يساعد على تخزين الجروف الجليدية العائمة الكبيرة والأنهار الجليدية الرئيسية مثل “باين أيلاند” (Pine Island) و”ثوايتس” (Thwaites)، وإذا بدأت هذه الأنهار الجليدية في فقدان سريع للجليد الأرضي، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر قبل نهاية هذا القرن.
قد يستمر في الانخفاض
يؤكد علماء المركز الوطني للثلج والجليد أن مقدار نطاق الجليد البحري في أنتاركتيكا أوّلِي، فظروف الذوبان المستمرة يمكن أن تدفع نطاق الجليد مجددا إلى الأسفل، وقد أصدر المركز إعلانا رسميا بداية مارس/آذار الجاري مع تحليل كامل للأسباب المحتملة وراء ظروف الجليد لهذا العام في القطبين الشمالي والجنوبي، والجوانب المثيرة للاهتمام لموسم الذوبان، والإعداد لموسم النمو الشتوي المقبل.
يذكر التقرير أن مساحة الجليد ظلت منخفضة بشكل خاص في بحر أموندسن وبحر بلنغهاوزن وبحر روس، وثلاثتها من بحار القارة القطبية الجنوبية، وأن معظم مياه البحر عبارة عن جليد تلاشى من بحر روس، وما يتبقى من الجليد القليل في بحار أموندسن/ بلنغهاوزن منخفض جدا، أما في بحر ويديل فتظل حافة الجليد قريبة من المتوسط في هذا الوقت من العام.
حتى وقت قريب كان هناك اتجاه تصاعدي ضعيف بشكل عام في مستوى الجليد البحري في أنتاركتيكا، ولكن مع وجود اتجاهات إيجابية قوية في مستوى نمو الجليد في بعض أجزاء الجليد البحري في المنطقة، وظهور اتجاهات سلبية قوية في مناطق أخرى، ووفقًا لمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO Australia)، فإن هذا النمط يتغير.
فقد كانت هناك تقلبات إقليمية أقل على مدى العقد الماضي، وأصبحت أنماط تغير مستوى الجليد البحري العالية أو المنخفضة أكثر اتساقا حول القارة، وأسهم ذلك في انخفاض مستويات الجليد البحري في القطب الجنوبي التي لوحظت منذ عام 2016.