صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وطهران.. إعلان إيراني ونفي أميركي وحديث عن زخم جديد في مفاوضات الأسرى | أخبار
نفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء، ووصفها بأنها كذبة أخرى وتزيد من معاناة عائلاتهم، في حين أبدت إيران استغرابها من الموقف الأميركي.
وأضاف برايس -في بيان- أن بلاده تعمل بلا كلل من أجل تأمين إطلاق سراح الأميركيين الثلاثة المحتجزين بشكل جائر في إيران، على حد تعبيره.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية على أن واشنطن لن تتوقف إلى أن يتحقق لم شمل المحتجزين الأميركيين في إيران بعائلاتهم.
كما قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن ادعاءات المسؤولين الإيرانيين عن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأميركيين المحتجزين في إيران بشكل جائر “كاذبة”، حسب تعبيره.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن المسؤولين الإيرانيين لن يترددوا في اختلاق الأمور، مضيفا أن مزاعم إيران الأخيرة ستسبب مزيدا من الحزن لعائلات المحتجزين الأميركيين، كما قال.
وفي المقابل، قالت الخارجية الإيرانية إن ردة الفعل الأميركية على إعلان وزير الخارجية الإيراني بشأن تبادل السجناء مثيرة للاستغراب.
وأضافت أن إيران توصلت إلى اتفاق مكتوب وموقع من واشنطن لتبادل السجناء منذ مارس/آذار 2022 لكنها لم تنفذْه.
كما أشارت إلى تبادل طهران رسائلَ مع واشنطن في الأسابيع الماضية لتحديث اتفاق تبادل السجناء.
واعتبرت الخارجية الإيرانية ملف تبادل السجناء قضية إنسانية لا ينبغي توظيفها في اللعب السياسي، حسب نص البيان.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد قال في مقابلة تلفزيونية “في الأيام الماضية، توصلنا إلى اتفاق لتبادل سجناء بين إيران والولايات المتحدة، وإذا سار كل شيء على ما يرام من الجانب الأميركي فأعتقد أننا يمكن أن نشهد ذلك في المستقبل القريب”.
وأضاف “بالنسبة إلينا كل شيء جاهز. الجانب الأميركي يعمل على آخر تحضيراته التقنية”.
زخم جديد
في الأثناء، نقلت “الفايننشال تايمز” (the Financial Times) عن دبلوماسي غربي رفيع في طهران أن هناك زخما جديدا لإمكانية تبادل أسرى بين إيران والولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة عن مصدر مطلع أن المناقشات لا تزال جارية بشأن الإفراج عن الأموال الإيرانية، ولفتت إلى أن بايدن قد يواجه رد فعل عنيفا إذا سمحت إدارته بتحويل مليارات الدولارات للنظام الإيراني.
واستطردت الصحيفة أن أحد الخيارات هو الاحتفاظ بهذه الأموال في حساب بقطر لضمان استخدامها لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات.
وأشارت إلى أن قطر ساعدت في تسهيل محادثات بين إيران والولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تبادل محتمل للسجناء.
السجناء الأميركيون والإيرانيون
وتعتقل إيران حاليا 3 أميركيين من أصول إيرانية على الأقل؛ بينهم رجل الأعمال سياماك نمازي الذي تحدث في مقابلة غير مسبوقة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) من زنزانته في سجن إوين في طهران.
ووجه نمازي -في المقابلة مع شبكة “سي إن إن” التي بثت في 9 مارس/آذار- نداء إلى الرئيس الأميركي جو بايدن “ليعطي الإفراج عن أبرياء أميركيين أولوية على السياسة”.
وقد اعتقل رجل الأعمال هذا في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وحكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس.
كما حكم على والده محمد باقر نمازي (85 عاما) بالعقوبة نفسها وأعفي عام 2020 من قضاء عقوبته وتمكن من مغادرة إيران في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
ويوجد أيضا بين السجناء الآخرين المستثمر الإيراني الأميركي عماد شرقي وهو رجل أعمال إيراني أميركي اعتُقل أول مرة عام 2018 عندما كان يعمل في شركة استثمار تكنولوجي، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس، حسب وسائل إعلام إيرانية.
أما المواطن الأميركي الثالث فهو عالم البيئة الإيراني مراد طهباز، وهو أميركي من أصل إيراني يحمل أيضا الجنسية البريطانية، واعتقل في يناير/كانون الثاني 2018 وحكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة “التآمر مع أميركا”.
وهناك 16 على الأقل من حاملي جوازات السفر الغربية معتقلون في إيران.
وترفض طهران الاعتراف بازدواجية الجنسية، وأعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي إعدام البريطاني الإيراني علي رضا أكبري المتهم بالتجسس لحساب بريطانيا وهو ما نفاه على الدوام.
من جهتها، أشارت السلطة القضائية الإيرانية في أغسطس/آب إلى اعتقال “عشرات” الرعايا الإيرانيين في الولايات المتحدة، بينهم رضا سارهانغبور وكامبيز عطار كاشاني، بتهمة “تحويل مسار العقوبات الأميركية” المفروضة على طهران.
وتسعى طهران منذ سنوات إلى الإفراج عن أكثر من 12 إيرانيا محتجزين في الولايات المتحدة، بينهم 7 إيرانيين أميركيين مزدوجي الجنسية، وإيرانيان يحملان إقامة دائمة في الولايات المتحدة، و4 إيرانيين ليس لديهم وضع قانوني في الولايات المتحدة.
وخلال الأسبوع الماضي ذكرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أن إيران توصلت إلى اتفاق لتبادل الأسرى مقابل الإفراج عن السبعة مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية المجمدة.
صفقات التبادل بين أميركا وإيران
ورغم قلتها، فإن صفقات تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران ترتبط غالبا بمسار الأحداث التي ترافقها لا سيما ما يتعلق بمفاوضات الملف النووي الإيراني.
وفي كل مرة تعلن فيها صفقة تبادل أسرى بين إيران والولايات المتحدة تُقرأ التصريحات بشأنها بحذر، ويُلتفت إلى سياق الأحداث في واقع العلاقات المتأزم غالبا بين البلدين.
ففي منتصف يناير/كانون الثاني 2016 تمت الصفقة الأولى بين الطرفين، حيث تبادلا فيها 5 سجناء أميركيين مقابل 5 إيرانيين.
ويومئذ كان العالم حديث عهد بالاتفاق النووي المتوصل إليه في يوليو/تموز من عام 2015.
وتزامنت الصفقة مع لقاء في جنيف جمع وزير الخارجية الإيراني حينئذ محمد جواد ظريف بنظيره الأميركي جون كيري في فيينا، لبحث رفع العقوبات عن إيران، وفق ما يقتضيه الاتفاق النووي.
ورغم أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب انسحبت من الاتفاق بعد ذلك ونحت منحى أكثر تصلبا مع طهران، فإنها أتمّت في السابع من سبتمبر/أيلول 2019 صفقة جديدة توسطت فيها سويسرا، وتم خلالها تبادل سجينين بين الولايات المتحدة وإيران.