ساعات حاسمة.. الاقتصاديات الناشئة تترقب إيضاحات أمريكية بشأن “سيلكون فالي”
موقعي نت متابعات أسواق الأسهم والبورصة:
مباشر- محمود جمال: في غضون ساعات وجد مصرف “سيليكون فالي بنك” الأمريكي الذي يركز على قطاع التكنولوجيا والشركات الناشئة، نفسه فجأة في حالة تعسر ليشهد الاقتصاد العالمي أكبر انهيار مصرفي منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، وثاني أكبر انهيار في تاريخ الولايات المتحدة.
وظهرت الأزمة بقوة عقب إعلان بنك سيلكون فالي بشكل غير متوقع عن إصدار 2.25 مليار دولار من الأسهم لتعزيز قاعدة البنك الرأسمالية بعد الخسارة الكبيرة التي مُنيت بها محفظته الاستثمارية.
في نهاية يوم الخميس الماضي، فشلت عملية زيادة رأس المال مع زيادة الطلب على على سحب الودائع حيث شعر المودعون بالخوف على أموالهم فقاموا بعمليات سحب بقيمة 42 مليار دولار لتنهي مسيرة “سيليكون فالي بنك” التي بدأت قبل 40 سنة وانتهت خلال 48 ساعة الماضية.
أسباب رئيسية
كانت تلك الخسارة الرأسمالة للبنك سببًا رئيسيًا في دفع أسهم البنك الأمريكي للهبوط بنحو 60% في تعاملات الخميس، كما هوت سنداته إلى مستويات قياسية، وأدى ذلك إلى موجة انخفاضات ضربت أسهم قطاع البنوك بأغلب البورصات العالمية وبمقدمتها الأسواق المالية بالولايات المتحدة.
من الأسباب الرئيسية للأزمة قرارات الفيدرالي الأمريكي الذي قاد حملة متواصلة لرفع اسعارالفائدة لمواجهة التضخم البالغ أعلى مستوياته منذ أكثر من 40 عاما الأمر الذي عرض الشركات الناشئة لصعوبات دفع رواتب موظفيها أو توفير التمويل اللازم مع ارتفاع تكلفة الأموال.
الاقتصاديات الناشئة
وقال خبراء لـ”معلومات مباشر”، إن من المرجح ألا تتأثر اقتصاديات الدول الناشئة في ظل التحرك المتوقع حدوثه من قبل الحكومة الأمريكية لاحتواء تلك الأزمة التاريخية خلال الساعات المقبلة.
هاني جنينة الخبير الاقتصادي والمحاضر بالجامعة الأمريكية أوضح لـ”معلومات مباشر”، إن الأزمة إلى الآن محكمة ولم تتسع لبنوك أخرى وسيؤكد ذلك بيانات الفيدرالي أو وزارة الخزانة الأمريكية حيث أنها الوحيدة التي ستحدد الإجراءات المتوقعة لمواجهة ما حدث بشكل دقيق.
وأكد أن حجم مصرف “سيليكون فالي بنك” بين البنوك الأمريكية التي يبلغ عددها 2124 بنك بأصول 21.7 تريليون دولار بنك متوسط الحجم ومتخصص في قطاع التكنولوجيا، مرجحًا أن التصريحات من الحكومة الأمريكية خلال الساعات القادمة هي التي ستهدأ من التقلبات بالأسواق العالمية وستشير إلى أن الأزمة لن تطال بشكل كبير اقتصاديات الدول الناشئة.
يشار إلى أنه طبقا لبيانات الفيدرالي في آخر عام ٢٠٢٢، احتل “سيليكون فالي بنك” المركز الـ 16 من حيث حجم الأصول بقائمة البنوك الأمريكية المؤمن علي أموال مودعيها حتي 250 ألف دولار للمودع والتي تزيد أصولها عن ٣٠٠ مليون دولار.
بدوره، أشار هاني جنينة إلى أن إفلاس البنك ناتج بالمقام الأول من أزمة سيولة حيث إن نصف أصول “سيليكون فالي بنك” تقريبا في صورة نقدية و استثمارات في أدوات دين حكومية، مؤكدًا أنها ليست ناتجه عن خسائر غير متوقعة بمحفظة القروض.
وطبقا للقوائم المالية للبنك، بلغت قيمة الأصول في نهاية ٢٠٢٢ حوالي ٢١٠ مليار دولار ومن هذه الأصول ١١٣ مليار دولار فقط في صورة أصول موزونة بالمخاطر.
وأوضح أن ما أدي الي انهيار البنك في ساعات قليلة هو تركز الأصول في سندات حكومية طويلة الاجل (أعلي من سنة إلي ٣٠ سنة) وهي ما عرضت البنك لمخاطر سعر الفايدة.
وأشار إلى أن البنك اضطر إلي بيع جزء من هذه السندات بخسارة حتي يمول تخارج بعض المودعين مما آثار مخاوف باقي المودعين من وجود أزمة سيولة خاصة مع اعلان البنك نيته زيادة راس المال عن طريق طرح أسهم.
وأكد هاني جنينة، أن من تلك الأسباب تركز جزء كبير من الودايع في صورة ودائع تحت الطلب لشركات التكنولوجيا الناشئة والتي كانت في أمس الحاجة لسيولة نتيجة صعوبة الحصول علي تمويل من مصادر أخري في ظل سياسة نقدية متشددة ولذا تم سحب جزء كبير من هذه الودايع خلال العام.
خفض متوقع
بدوره، أوضح محمود عطا خبير الاقتصاد أن هذه الحادثة قد تكون إشارة قوية للفيدرالي للتوجه لإبطاء وتيرة تشديد السياسة النقدية ومن ثم خفض لأسعار الفائدة وذلك بناء علي الارتفاع في اسعار اذون و سندات الخزانة الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي.
بنوك متضررة
من جانبه، أشار وائل زيادة، الرئيس التنفيذي لشركة زيلا كابيتال، إلى إن أزمة سيليكون فالي” قد تؤدي إلى هجوم المودعين لسحب أموالهم من البنوك الصغيرة، ما قد يؤدي إلى إفلاس بنوك أخرى صغيرة وهو ما يشكل خطراً حقيقيا موجودا حاليا.
وأكد أزمة “سيليكون فالي” مختلفة تماماً عن أزمة ليمان برازر (2007- 2008)، لأن بنك “ليمان برازر” .
يشار إلى أن من أبرز المصارف المتضررة بنك فيرست ريبابلك الذي انخفضت أسهمه بنسبة 30% تقريبًا في جلستي الخميس والجمعة الماضيين، إضافة لـ “سيغنتشر بنك” الذي فقدت أسهمه ثلث قيمتها منذ مساء الأربعاء.
تجنب الانتشار
على صعيد المسؤولين الأمريكين، أكدت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في تصريحات صحفية اليوم الأحد أن الحكومة تريد تجنب تأثير إفلاس بنك سيليكون فالي (إس في بي) على بقية النظام المصرفي.
وأوضحت جانيت يلين الأحد أن الحكومة تعمل في نهاية هذا الأسبوع مع وكالة تأمين الودائع من أجل إيجاد “حلّ” لبنك سيليكون فالي الذي لا يغطي التأمين نحو 96% من ودائعه.
وأكدت أن وكالة تأمين الودائع تدرس مجموعة واسعة من الحلول، بما في ذلك الاستحواذ” من بنك آخر. واستبعدت إنقاذ بنك سيليكون فالي عن طريق ضخّ أموال عامة.
من المتوقع أن يكون هناك إعلان مرتقب من الحكومة الأمريكية خلال الساعات المقبلة لمنع انهيار بنك “سيليكون فالي” من خلال دعم الودائع، بحسب تقارير لصحف عالمية.
وسيعقد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماع استثنائي مغلق لمجلس إدارته غداً الاثنين لبحث اتخاذ إجراءات عاجلة، وذلك الاجتماع الطارئ.
يأتي ذلك بعد انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي SVB، وإغلاقه قبل نهاية الأسبوع الماضي، مما صعد من مخاوف المؤسسين والمستثمرين في رأسمال البنك بسبب أزمة السيولة التي عانى منها.
ومن المقرر أن ينظر مجلس إدارته مبدئيًا في بعض البنود في ذلك الاجتماع منها مراجعة وتحديد لمعدلات الإقراض والخصم التي يجب أن تفرضها البنوك الاحتياطية الفيدرالية.
إيلون ماسك يؤيد
في تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي تويتر بوقت متأخر يوم الجمعة الماضية، كتب مين ليانج تان ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة رازر المتخصصة ببيع أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب – أنه يعتقد أن تويتر يجب أن تشتري مجموعة سيليكون فالي بنك المالية SVB ، مشيرا إلى أن هذا سيمكن تويتر من أن تصبح بنكا رقميا.
وفي رد على التغريدة، كتب الرئيس التنفيذي لمنصة التواصل الاجتماعي والمالك الأكبر لأسهمها، إيلون ماسك ، أنه منفتح أمام فكرة شراء سيليكون فالي بنك المالية، ولكنه لم يضف أية تفاصيل أو تعليقات إضافية على الأمر.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
ترشيحات:
مسؤول سعودي: مؤتمر القطاع المالي سيعرض أحدث المنتجات المالية بحضور خبراء عالميين
مستشار وزير المالية: مؤتمر القطاع المالي منصة دولية تعكس قوة اقتصاد السعودية
ولي العهد يعلن تأسيس شركة طيران تابعة لصندوق الاستثمارات العامة