Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

أسباب عدة ومناشدات بتدخل دولي.. قريتان أثريتان مهددتان بالاندثار في سوريا | سياسة


شمال سوريا – لم يسلم البشر ولا الحجر من قصف النظام السوري خلال سنوات الثورة، إذ امتد إلى المواقع الأثرية شمالي البلاد، وتسبب في تهديد العديد منها، ومن ضمنها قريتان أثريتان، بالاندثار.

وخلال الأيام الماضية، كثفت قوات النظام السوري من قصفها المدفعي على قرية سرجيلا الأثرية، مما أدى إلى إصابة عدد من المقاتلين المعارضين وتهدم عدد من القصور التاريخية.

هناك في الشمال السوري ومع بداية عام 2020، سيطرت قوات النظام بدعم روسي على منطقة معرة النعمان الواقعة جنوب مدينة إدلب، ومنها قرية شنشراح الأثرية غرب المدينة بحوالي 7 كلم، في حين تسيطر قوات المعارضة على قرية سرجيلا الأثرية.

وتبعد القرى الأثرية جنوب مركز مدينة إدلب بحوالي 50 كلم، كما تبعد عن الحدود السورية التركية بـ80 كلم، وأصبحت تقع على خط القتال منذ عامين.

القرى تحتوي على مئات القصور الرومانية(الجزيرة)
القرى الأثرية شمالي سوريا تحتوي على مئات القصور الرومانية (الجزيرة)

حضارة وآثار

وللتعرف أكثر على ما تتعرض له الآثار شمالي سوريا، التقينا حمزة اليحيى (35 عاما)، الذي يحمل شهادة ماجستير في علم الآثار، كما عمل منسقا مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” (UNESCO) حول الأضرار التي تتعرض لها القرى الأثرية في شمالي غربي سوريا.

في حديثه للجزيرة نت، قال اليحيى إنه قبل سيطرة قوات النظام على المناطق الأثرية في منطقة شنشراح بريف إدلب، كانت المنطقة مليئة بالأشجار والقطع الأثرية القديمة، وكان يقصدها الناس للتنزه بسبب جمال الطبيعة وسحر التاريخ الموجود فيها.

وأوضح الخبير الأثري أن المنطقة مليئة بالكهوف والقبور الرومانية والقصور الأثرية، كما كانت مقصدا لآلاف السياح الأجانب سنويا وكذلك لكثير من الباحثين في مجال الآثار.

وحول الضرر الذي أصاب القرية الأثرية، لفت إلى أن أكثر ما تسبَّب في وقوع الضرر في القرية الأثرية هو الغارات الجوية الروسية في عام 2016، وبعدها التخريب الذي أصابها بعدما سيطرت قوات النظام عليها خلال عام 2020.

وتقع قرية شنشراح ضمن منطقة سرجيلا أو ما تعرف حاليا بـ”خربة حاس”، وهي قرية كبيرة نسبيا إذا ما قورنت بغيرها من قرى المدن المنسيّة أو ما تعرف بقرى الكتلة الكلسية، التي تتكون من نحو 800 قرية وموقع أثري بُنيت في الفترة ما بين القرنين الأول والسابع للميلاد.

القرى الأثرية تقع جنوب إدلب ب50 كم
تقع قرية شنشراح ضمن منطقة سرجيلا أو ما تعرف حاليا بـ”خربة حاس” (الجزيرة)

خطر كبير

من جهته، قال الخبير الأثري عبد الحي المحمد إن المباني في القرية تتميز بنسقها المعماري الرائع، وقد بُنيت جميعها بأحجار كلسية كبيرة الحجم، معظمها مؤلّف من طابقين، وقد ارتفع الطابق العلوي على قوسين وسطييْن حجرييْنِ، أما السقوف فمنها ما هو مستور كان يُغطَّى بألواح من الخشب والقرميد من الأعلى، ومنها الجمالون وهو النموذج الآخر للسقوف.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف المحمد أن هناك خطرا كبيرا يحيط بالقرية، إذ تتعرض للدمار بسبب قربها من خطوط القصف والاشتباكات الساخنة بين المعارضة والنظام، وكذلك قيام بعض السكان سابقا بهدم المنازل والقصور الأثرية لاستخدامها في بناء منازل جديدة، بالإضافة لخطر عمليات التنقيب السري.

وأشار إلى إمكانية حماية هذه الآثار المهمة عن طريق منظمة اليونسكو كونها مواقع تراث عالمي من خلال التدخل والمطالبة بعدم قصف المواقع الأثرية ووضع قوانين صارمة لمنع تداول تجارة الآثار.

ومنذ عام 2013 حتى عام 2019، نزح مئات المدنيين من قرى ريف إدلب الجنوبي إلى القرى الأثرية جراء القصف المدفعي على منازلهم، حيث تم وضع خيام داخلها وحفر آبار للمياه وتحويل الكهوف الأثرية إلى مأوى للمعيشة.

قرية شنشراح الأثرية قبل سيطرة النظام عليها(الجزيرة)
جانب من قرية شنشراح الأثرية (الجزيرة)

تخريب

من جهته، قال مصطفى السيبان -من السكان القريبين من القرى الأثرية جنوب إدلب- إن هناك معلومات من أقاربه في منطقة سيطرة النظام عن عمليات تخريب داخل قرية شنشراح عبر الحفر والتنقيب عن القطع الأثرية ونهبها، وهدم القصور التاريخية.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف السيبان أن هناك معلومات تشير إلى أن عناصر من النظام وجدوا داخل القرية قطعا ذهبية تعود للعصر الروماني داخل أحد القبور، وتم ببيعها لتجار آثار في مناطق سيطرته، حيث يقدر سعرها بآلاف الدولارات.

يذكر أن منظمة اليونسكو أدرجت 6 مواقع أثرية سورية معرضة للخطر على قائمة التراث العالمي المهدد، ولا سيما الأحياء القديمة في حلب التي أُصيبت بأضرار جسيمة منذ بدء الثورة في مارس/آذار 2011.

وتضم سوريا 6 مواقع مُدرَجة على لائحة التراث العالمي، وهي: دمشق القديمة، وحلب القديمة، وبصرى الشام، وقلعة الحصن، وموقع تدمر، وقرى أثرية في شمالي غربي سوريا منها قرية شنشراح.

القرى الأثرية كانت تحوي مخيمات النازحين قبل سيطرة النظام عليها(الجزيرة)
منذ عام 2013 حتى عام 2019، نزح مئات المدنيين من قرى ريف إدلب الجنوبي إلى القرى الأثرية (الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى